إضاءاتالعناوين الرئيسية

هل ترعبنا الروايات؟! .. أحمد علي هلال

 

ذات تساؤل جهر به الأديب الناقد المغربي عبد الفتاح كيلطو، صاحب «النبش» في خزانة التراث العربي والمنفتح على ما تعنيه الحداثة في أصولها، وحقيقة التساؤل الذي أبداه -كيلطو- سوف تحيلنا ليس إلى تطور الرواية في مقابل من يرى بمأزقها بوصفها الباحثة عن كينونتها ونقصد بها الرواية العربية.

لكن قراءة منصفة لن تتخفف من تطورها المتسارع كنتيجة لتطور الحياة وانفتاحها على المعاصرة والحداثة –على الرغم من مآزق الحداثة وإشكالياتها- إذن ما هي الرواية المحلوم بها، والتي تسحرنا حدَّ الاستغراق في الخيال والتحليق مع جنياتها في مفازات الفراديس العالية؟ ولن نتندر بالقول في هذا السياق بأن أجمل الروايات التي لم تُكتب بعد، بل على العكس تماماً مازالت الرواية العربية على سبيل المثال تمثل مغامرة بحد ذاتها، بقدر ما تنطوي على تحدٍّ مثير!.

الأمثلة أكثر من أن تُحصى بالانتباه إلى النماذج الدالة التي شكلت لدى متلقيها ما يشبه العقد الجمالي «كمقابسة مع العقد الاجتماعي»، لتظل ذاكرته مندّاة بما يكفي لاسترجاع تلك اللحظات التي بَنتْ وعياً مفارقاً، ليس على مستوى الموضوعات فحسب، بل على مستوى التقنيات الفنية أيضاً، لكن بالمقابل ثمة سؤال خطير تُرى هل تكتمل دورة الإبداع عند المبدع حينما يجرب مكابدة بعض أجناس الكتابة بولوجه فضاء الرواية؟، وكم قد قيل: « إن الرواية هي أنثربولوجيا العالم» بمعنى آخر كم على الكاتب أن يجول هذا العالم بطبقاته ومستوياته وإشاراته ليقطّر سطراً كثيفاً، لا نقف فقط عند دلالته اللغوية بقدر ما يعني ذلك كله بناء الدلالة التي لا تتخارج البتة مع مسلمات هذا الفن الراقي والنبيل.

فهل ترعبنا الروايات حقاً؟، السؤال سيطاول هنا ما تنطوي عليه جملة من الروايات التي أصبح فيها الخيال واقعاً جديداً لا يمس أسئلة الإنسان الكبرى «الحرب، الحب، الوجود، العدم» بقدر ما يجترح على المتلقي الذي بدأ عصره بلا شك على الرغم من تغير أدواره، أسئلة جديدة لا تعني التماثل والتشابه، فثمة دائماً ما هو جديد تحت الشمس، ولهذا الجديد حساسيته كما يعرف الراسخون في النقد.
.

*كاتب وناقد فلسطيني- سوريا

.

-تابعونا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى