العناوين الرئيسيةدولي

هل تتوجه تركيا إلى إرضاء أمريكا في ملف التقارب السوري- التركي؟

منذ أن تم الإعلان عن اجتماع وزراء الدفاع السوري والتركي والروسي في موسكو نهاية كانون الأول الفائت، باتت التحركات الأمريكية تتناسب طرداً مع تسارع الأحداث في هذا المسار، فبدأت الإدانة الأمريكية بتصريحات من الخارجية الأمريكية التي دعت إلى وقف مسار التطبيع التركي مع سوريا، وتم فيما بعد الحديث عن وجود نيّة أمريكية لإعادة هيكلة “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” بما يتناسب مع المتطلبات التركية، عبر زيادة المكوّن العربي فيها.

وفي هذا السياق كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” مؤخراً عن زيارة مرتقبة لمسؤول أمريكي إلى أنقرة، وذلك في الوقت الذي تم فيه الكشف عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في 16 و17 الشهر الجاري إلى واشنطن، في مؤشّر إلى أن أنقرة لا تنوي تجاهل الموقف الأمريكي بشكل كامل.

هل تتوجه تركيا إلى إرضاء أمريكا في ملف التقارب السوري- التركي؟

آخر التصريحات التركية حول التقارب السوري- التركي كانت لوزير الدفاع التركي خلوصي آكار، -الذي كان يعتبر من الأطراف الأكثر ميلاً لواشنطن في الإدارة التركية- قال فيه: “الاجتماع مع الجانب السوري جرى بنوايا حسنة ونأمل أن يتطور من خلال المفاوضات المتبادلة ويسهم في إحلال السلام في المنطقة” في إشارة إلى أن تركيا حسمت قرارها بالتوجه إلى دمشق، وأن هذا القرار هو نتاج لتطورات المرحلة الراهنة، وحول مبرر الزيارة التركية إلى واشنطن، قال الكاتب والباحث السياسي غسان يوسف في حديث لـ”أثر”: “وزير الخارجية التركي حتى لا يقطع شعرة معاوية مع الولايات المتحدة سيذهب إلى الولايات المتحدة ليطلع الولايات المتحدة على عملية التقارب مع سوريا” مضيفاً أن “تركيا عضو في الناتو ولا تستطيع الخروج بشكل كامل عن التنسيق معه وهي أيضاً حريصة على علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية كما حرصت على علاقتها مع روسيا، لذلك فإن السياسة التركية هي سياسة مسك العصا من المنتصف”.

ووفق الباحث السياسي غسان يوسف، فإن هذه الاعتبارات جميعها لا تعني أن تركيا يمكن أن تحيد عن هذا المسار، لقناعتها بأن التقارب مع دمشق حالياً هو أفضل من البقاء في حالة حرب، مشيراً إلى أن “الذي دفع أردوغان بهذا التقارب هو المصلحة العليا لتركيا، ومنع إقامة كنتون كردي شمالي شرق سوريا، وحل قضية اللاجئين السوريين، إلى جانب موضوع الانتخابات إضافة إلى وجود مصلحة عليا وهي مصلحة اقتصادية” لافتاً إلى أن هذا التقارب يعني “إعادة فتح الطرق الدولية بين تركيا وسوريا وبالتالي عودة طريق الترانزيت بين تركيا ودول الخليج عبر سوريا وهذا مهم جداً للاقتصاد التركي”.

لماذا قبلت أمريكا بابتعاد تركيا عنها؟

هذه ليست المرة الأولى التي تحيد فيها تركيا عن الرغبة الغربية والأمريكية، فسبق أن أقدمت تركيا على شراء منظومة “إس400” من روسيا رغم التحذيرات الأمريكية، وفي الحرب الأوكرانية كانت تركيا متعاونة إلى حد كبير مع روسيا، وفي هذا الصدد يشير يوسف إلى أن “الولايات المتحدة وحلف الناتو ربما أرادوا أن يعطوا تركيا هذا الهامش من التحرك لأنهم يعتبرون أن هذا الهامش سيساعدهم في التواصل مع خصومهم كسوريا وروسيا”.

وحول هذا التجاوز التركي للرغبة الأمريكية، قال السفير الأمريكي السابق لدى دمشق روبرت  فورد، في مقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط”: “المبعوث الأمريكي لدى سوريا، كرر الأسبوع الماضي، أن الأمريكيين ليس لديهم ما يقدمونه لتركيا بخصوص القضية السورية”.

أمريكا خسرت أحد أوراقها في سوريا:

تُجمع التحليلات في التقارير العربية والأجنبية أن هذه الاستدارة التركية نحو دمشق بمثابة خسارة للولايات المتحدة الأمريكية، وقالت سابقاً في هذا الصدد خبيرة في شؤون الشرق الأوسط والمقيمة في موسكو إيلينا سوبونينا: “ستعزز شراكة أنقرة الجديدة مع دمشق دور الكرملين في الشرق الأوسط وتضغط على واشنطن لسحب موطئ قدمها المتبقي في سوريا” وفقاً لما نقلته وكالة “بلومبرغ” الأمريكية.

وكذلك صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية نشرت تقريراً أكدت خلاله أن ” المحاولات الجماعية لترتيب تسوية مع الحكومة السورية، تشكل تحديّاً لإدارة جوزيف بايدن، فواشطن تمارس منذ فترة طويلة ضغوطاً اقتصادية ودبلوماسية على دمشق، رداً على تدابير السلطة ضد جيوب المعارضة”.

أحد أهم التطورات في ملف التقارب السوري- التركي هو أن هذا الملف انتقل من مرحلة التقديرات بإمكانية حدوث هذا التقارب، إلى مرحلة جديدة مقرونة بالعمل واتخاذ الخطوات الجديّة والملموسة على الأرض.

المصدر: أثر برس
صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك