إعلام - نيوميدياالعناوين الرئيسية

نيوزويك .. المعركة في أوكرانيا-حول التيتانيوم

كشفت مجلة نيوزويك الأميركية أن الولايات المتحدة وحلفاءها يقدمون الدعم اللامحدود لأوكرانيا طمعاً قي منتج يشكل عنصراً أساسياً في تطوير الصناعة العسكرية لديهم ألا وهو معدن التيتانيوم الذي يدخل في صناعة القذائف والذخائر والذي كانت روسيا تتصدر مورديه إلى الولايات المتحدة قبل الحرب .

وفي مقال حمل عنوان “المعركة حول التيتانيوم في أوكرانيا” كتب مراسل مجلة نيوزويك “ديفيد برينان” إن الدعم الغربي القوي لأوكرانيا العام الماضي من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي /الناتو/ ربط مصير هذه الدول بمصير كييف حيث يبدو أن الحرب في أوكرانيا أتت بنتائج عكسية لما أرادته روسيا ودفعت كييف إلى أحضان أوروبا والأطلسي وعزز طموحها في الانضمام إلى كل من الاتحاد والناتو .

وبحسب كاتب المقالة فإن جهودا حثيثة تبذلها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتحديد مكان وتطوير واستغلال الموارد الهائلة لأوكرانيا من هذا المعدن الرئيسي والحاسم في تطوير التكنولوجيا العسكرية الغربية الأكثر تقدماً والتي ستشكل العمود الفقري لمستقبل الردع الغربي في مواجهة روسيا والصين .

ولفت برينان إلى ان التيتانيوم معدن خفيف الوزن ولكنه قوي للغاية ويستخدم على نطاق واسع في التطبيقات العسكرية المتقدمة مثل الطائرات المقاتلة والمروحيات والسفن البحرية والدبابات والصواريخ بعيدة المدى وغيرها الكثير .. وفي حال انتصرت أوكرانيا فستكون الولايات المتحدة وحلفاؤها في مركز الصدارة لانشاء قناة جديدة من التيتانيوزم. أما إذا تمكنت روسيا من الانتصار فإنها ستعزز نفوذها العالمي على الموارد الاستراتيجية على نحو متزايد .

وصنفت وزارة الداخلية الأميركية التيتانيوم كواحد من 35 سلعة معدنية حيوية للأمن الاقتصادي الاميركي ومع ذلك فإن واشنطن لاتزال تستورد نحو تسعين بالمئة من خام هذه المادة من الدول /الصديقة /نظرا لأنها لم تعد تحتفظ بما تحتاجه من فلذات التيتانيوم في مخزونها للدفاع الوطني وقد أُغلق آخر منتِج للفلذات عام 2020  .

برينان أشار إلى أن أوكرانيا تعتبر واحدة من سبع دول فقط تنتج فلذات التيتاتيوم وهي أساس معدن التيتانيوم في العالم فيما الصين وروسيا – أبرز خصوم الولايات المتحدة الاستراتيجيين-فهما من دول هذه المجموعة المختارة .

ووفقا للمسح الجيولوجي الاميركي فقد أنتجت الصين أكثر من 231 ألف طن من فلذات التيتانيوم العام الماضي وهو ما يشكل 75 بالمئة من الانتاج العالمي تليها اليابان بنسبة 17 بالمئة وروسيا بنسبة 13 بالمئة فيما انتجت كازاخستان حوال 18 ألف طن وانتجت أوكرانيا أكثر من 4000 طن .

وأثار /تسليح موسكو/ لموارد الطاقة بحسب برينان مخاوف في واشنطن وعواصم الناتو الأخرى من أن الكرملين قد يجمد يوماً ما صادرات التيتانيوم ما قد يضع شركات الطيران والدفاع لديها في مأزق .. وحتى الآن وبسبب الاعتماد الغربي على التيتانيوم الروسي فقد أفلت هذا المنتج من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاؤهما على روسيا .

وضرب مراسل نيوزويك مثلا على الارتباط الغربي القسري بالتيتانيوم الروسي ألا وهو احتفاظ شركة بوينغ العملاقة في مجال الطيران بمشروعها المشترك مع شركة” فسمبو افيسما” الروسية أكبر مصدر للتيتانيوم في العالم على الرغم من تجميد الطلبات بعد العملية الروسية في أوكرانيا كما تواصل شركات أخرى مثل شركة إيرباص الأووروبية الحصول على التيتانيوم من/ فسمبو آفيسما/ .

مصدر مطلع على صناعة الدفاع الأميركية طلب عدم الكشف عن هويته قال لمجلة نيوزويك إن التيتانيوم يمثل نقطة ضعف رئيسية بالنسبة لواشنطن وحلفائها وقد سمحت لنفسها بالاعتماد بشكل كبير على الموردين الأجانب .. و كانت روسيا في السابق أحد هؤلاء الموردين الرئيسيين” .

وكحلّ لهذه المشكلة تتجه واشنطن بشكل متزايد نحو الشرق .. وفي مشروع قانون الإنفاق الدفاعي السنوي العام الماضي تم توجيه وزارة الخارجية الأميركية لدراسة جدوى استخدام مصادر التيتانيوم من أوكرانيا كبديل محتمل للمصادر الصينية والروسية .

وقال أحد أعضاء الكونغرس الأميركي ” أوكرانيا لديها بالفعل رواسب كبيرة من معادن الأرض النادرة وإذا لعبنا أوراقنا جيداً فقد تكون في الواقع بديلاً جذاباً للتيتانيوم الروسي والصيني .

وتشير نيوزويك إلى أنه من غير المستغرب أن معظم المعارك في أوكرانيا تركزت في شرق وجنوب هذا البلد وهي المناطق التي تضم ثروات معدنية تقدر بترليونات الدولارات .. وقد سيطرت القوات الروسية على موقعين على الأقل لخام التيتانيوم في الأشهر الأولى من الغزو .

وفي الجهة المقابلة بحسب برينان تواجه أوكرانيا مهمة مقلقة وصعبة تتمثل في إعادة بناء البلاد وجذب المستثمرين الغربيين في الوقت الذي تتطلع فيه للإنضمام إلى التجمع الأوروبي والأطلسي وهي تأمل أن يكون التيتانيوم أحد أدوات جذب الأموال الاجنبي و الحماية السياسية التي تأتي معها .

ويقول أوليغ أوستينكو مستشار الرئيس الاوكراني ” لدينا التيتانيوم ولدينا الليثيوم وكلاهما مطلوب بشدة وفرص العمل في هذا القطاع ضخمة .. فيما يقول ستيفن بلانك الزميل البارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية بالولايات المتحدة إن اوكرانيا يمكن ان تقدم كمية ضخمة من التيتانيوم في غضون أشهر بعد انتهاء الحرب .

المصدر : Newsweak

صفحاتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك