نور سمير كويفاتي.. وريثة مجد فني تجدده بالعزف على البيانو

ها هي تحقق أحلامها، بداية بأمسية موسيقية، استضافتها يوم أمس دار أوبرا دمشق، عقب عدة وقفات للعازفة نور مع البيانو على مسرح عينه أهمها برفقة والدتها الفنانة الراحلة. وبذا قدّمت حفلها الخاص الأول وعزفت مقطوعات تحتلّ مكانة خاصة في قلبها وروحها وتعبّر عن مشاعرها وشخصيتها وتوجهها الموسيقي الساعي للتجديد والابتكار.. خاصة أنها دعمت موهبتها الجميلة بالدراسة الأكاديمية، وستقدم في المستقبل -دون شك- أعمالاً من توقيع أناملها العازفة تحمل اسمها؛ أسوة بوالدها الموسيقار سمير كويفاتي صاحب الألحان المتفردة بروعتها.
.

تنوعت مقطوعات الأمسية التي أحيتها كويفاتي، وتنوعت بين الكلاسيكي والرومانسي والمعاصر.. حيث عبر البيانو روت لنا قصصاً خالدة من عصور موسيقية مختلفة، لكنها حملت روحها كعازفة ومحاولاتها كمجددة تعزف على البيانو بإحساس جميل جديد ومختلف.
في الفن الكلاسيكي، قدمت للمؤلف النمساوي “موزارت” أجمل قالب يمتلك مساحة من تفاعل العازفة مع اللحن بما يمكن اعتباره حواراً موسيقياً بينهما، أي “سوناتا” من ثلاث حركات: سريعة، بطيئة، سريعة جداً.
أما في الفن المعاصر، فقدمت للموسيقي الأرمني-الروسي “آرام خاتشاتوريان” وكذلك من باليه سبارتاكوس “رقصة الفتاة المصرية”. إضافة إلى مقطوعتين بعنوان “الأميرة الكئيبة”، و”دائماً” للمؤلفة الأذرية عزيزة مصطفى زادة التي يتصف اسلوبها الموسيقي بالارتجال التقليدي، وهي بطبيعة الحال تُلقّب بأميرة موسيقا الجاز.
.

وكانت كويفاتي قد بدأت أمسيتها بفئة الفن الرومانسي، وقدمت للمؤلف الألماني “يوهانس برامس” ثلاث مقطوعات تدعى “انترميتزو” أي مقتطفات وقطع درامية صغيرة، جمعها ملحنها في عمل واحد من ثلاث حركات: الأولى بطيئة في اعتدال، الثانية أكثر عاطفية وتعبيراً، الثالثة أوفر تدفقاً في المشاعر. كما عزفت للبولندي “فريدريك شوبان” ملك الرومانسية؛ مقطوعة دافئة حالمة تحمل اسم “ليليات” تتميز بالمشاعر الرقيقة والحزينة الشجية في آن معاً، وقوام موسيقاها الهدوء والتصاعد، والمد والجزر كما الأمواج.
أكدت نور كويفاتي في أمسيتها الموسيقية الرائعة، أن حفلها الخاص الأول المبشّر بأنها وريثة مجد فني، لن تعتمد عليه وحده! بل تسعى لتجدده وتطوره وتضيف إليه كنوزاً جديدة.
.
*روعة يونس
-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews