العناوين الرئيسيةسورية

نواتج معمل سكر تل سلحب تهدد بمشكلة بيئية _ زراعية_ صناعية

 

أثارت عودة العمل في معمل سكر تل سلحب في منطقة الغاب بريف حماة، امتعاض عدد من أهالي المنطقة، معتبرين أن نواتج تصنيع الشوندر تتدفق في مجرى نهر العاصي والمصارف الزراعية، وتقضي على الثروة السمكية الطبيعية التي تعيش بالمسطحات المائية.

وأفاد مزارعون أن أراضيهم المزروعة بالخضار الصيفية التي تروى من تلك المصارف، مهددة بالتلوث “الشنيع” وهو ما يعني خسائر فادحة لهم، بحسب وسائل إعلامية.

وناشد المزارعون الجهات المعنية بالمحافظة ووزارتي الزراعة والصناعة، التدخل السريع لمعالجة هذه المشكلة البيئية ـ الزراعية ـ الصناعية، وإنقاذ بيئتهم البرية والمائية وأراضيهم ومنتجاتهم الزراعية والثروة السمكية من هذا التلوث الشديد.

ويرى البعض أن الجهات المعنية تسكت عن هذا التلوث، كيلا تفسد فرحتها بإقلاع معمل السكر بعد 7 سنوات من توقف الإنتاج، فالمهم عندها تشغيل المعمل حتى لو نتجت عنه إضرار كبير بالبيئة، مؤكدين أنهم مع تشغيل المعمل وتصنيع الشوندر وإنتاج السكر، ولكن مع ضرورة معالجة نواتجه بشكل لا يفتك بالثروة السمكية ولا يضر بالبيئة.

مدير الثروة الحيوانية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب الدكتور “مصطفى عليوي” أكد أنه تفقد مع فريق فني المصرف B المتفرع من العاصي، في موقع تل الغار وتل التتن، الخميس الماضي، وتبين نفوق أعداد من الأسماك والسلطعان المعروف شعبياً بـ “أبو جنب” بسبب تلوث المياه.

كما تبيَّن أن المياه في المصرف سوداء اللون، وذات رائحة كريهة، وتتشكل طبقة زيتية، ومن الممكن أن تكون نواتج مياه معمل سكر تل سلحب.

وأوضح المسؤول الحكومي أنه تم إجراء مقارنة بين مياه المصرف B بمياه موقع آخر، فتبين أن المياه بالموقع غير ملوثة ولم يلحظ فيه نفوق للأسماك، مؤكداً أنه تم رفع تقرير للجهات المعنية ووضعها بالصورة الحقيقية للواقع.

ووفق ما أكده الخبير التنموي “أكرف عفيف”، إن السمك في مجرى نهر العاصي يتعرض للنفوق من مخلفات مياه معمل سكر تل سلحب، ولفت إلى أن النتائج الأولية للمحصول: هي خسارة الفلاحين بسبب سياسة التسعير، حيث يباع كيلو السكر بـ4500 ليرة، وكيلو الشوندر فيه 150 غ من السكر ثمنه أكثر من 600 ليرة.

الإيجابية الوحيدة التي قد تكون لفضلات المعمل، بحسب رأي الخبير التنموي هي القضاء على زهرة النيل التي تُصرف على مكافحتها المليارات ولكن بلا جدوى!.

واستغرب “رامي عيسى” مدير معمل سكر تل سلحب ما وصفه بالحملة ضد المعمل حول نواتج العمل وتسببها بتلوث البيئة ونفوق الثروة السمكية، مشيراً إلى أن المعمل عمره 45 سنة، ونواتجه تحول لأحواض ترابية بأرض الشركة وكانت تُعزَّلُ كل سنة، وفيه صرف صحي.

معمل سكر تل سلحب عاد للعمل في 13 تموز الجاري، وهو ما دعا المدير للقول، “ما حَلّو يلوث العاصي”!، ولفت إلى أن المعمل قبل توقفه كان يعمل 4 أشهر بالسنة، “ولم نكن نسمع مثل هذا الكلام الذي نسمعه”.

واعتبر مدير المعمل أن هناك من لا يريد للمعمل أن ينتج، وأن المريب بالموضوع هو تلوث العاصي خلال السنوات التي كان المعمل متوقفاً فيها، وأدى ذلك لنفوق الأسماك، وقيل يومها إن المعمل هو السبب!.

تابعونا في فيسبوك:

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى