في الأفق.. نظام شرق أوسطي جديد بقيادة مصر وسوريا والسعودية

بداية تبلور نظام إقليمي شرق أوسطي جديد تحدث عنه مجموعة من الخبراء المصريين، بعد التركيز على الاتصالات والمباحثات العربية خلال الفترة الماضية تمهيداً لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وقال محمد مصطفى مدير وكالة أنباء الشرق الأوسط في تصريحات لـRT، إن الساحة العربية تشهد في الفترة الأخيرة اتصالات ومباحثات وزيارات متبادلة، قد يبدو الكثير منها مفاجئاً أو حتى مستغرباً، لكنها تأتي جميعها في إطار ما يمكن توصيفه أنه محاولة من أطراف عربية فاعلة لبلورة “شكل وجوهر نظام إقليمي شرق أوسطي جديد”، فيما تتم في دائرة أوسع من دائرة المنطقة بلورة شكل وجوهر نظام عالمي جديد.
وأشار مصطفى إلى أن ملف الأزمة السورية بتشابكاتها وتداعياتها، يحتل أهمية قصوى في هذا الإطار بعدما أصبحت منطقة تواجد بل وتصارع قوى عظمى فيما بينها من جانب، وقوى عربية وإقليمية (دول الجوار) من جانب آخر، وتابع: “من هنا جاءت كثافة التحركات العربية الجارية مع الجانب السوري وعمقها، إدراكاً من سوريا ومن قوى عربية أساسية لحقيقة مفادها أنه من الصعب بل من المستحيل، تدشين نظام آمن إقليمي عربي أو شرق أوسطي قوي في غياب سوريا”.
من جانبه، قال الباحث في شؤون الأمن القومي أحمد رفعت، في تصريحات لـRT إن هناك إجماعاً عربياً ملحوظاً لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وهو الإجراء المهم الذي يبدو عند البعض عاطفياً أو أنه مجرد تصحيح لخطأ سابق، لكنه في العمق قرار مهم للغاية.
نظام شرق أوسطي مناهض للضغوط الأمريكية والإسرائيلية..
ويقول نائب رئيس تحرير جريدة الشروق والمحلل السياسي المصري حمادة إمام، إن عودة سوريا مرتبطة بقدرة العرب على مواجهة التحديات الإسرائيلية والأمريكية، موضحاً أن نجاح التحركات العربية الأخيرة لعودة سوريا إلى الصف العربي تتوقف على قدرة ورغبة الأنظمة العربية في مواجهة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية.
وأكد أن التشجيع الروسي “الحليف الاستراتيجي” لسوريا للتقارب مع الدول العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص متغير هام ومفصلي، وأضف إلى ذلك التحرك الصيني في العالم والذي يلعب دوراً في الساحة الدولية لا يقل قوة وأهمية عن الدور الأمريكي، وفاجأ العالم باحتضان المصالحة السعودية الإيرانية وما يقوم به من تقريب وجهات النظر في العديد من المناطق، وهو مقبول ومقرب من الدول العربية وتجمعه بالعديد من الدول العربية علاقات قوية وتثق فيه الشعوب العربية.
المصدر: RT