نصب تذكاري في يريفان مثير للجدل يثير حفيظة تركيا

قررت تركيا الأربعاء إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات الأرمينية المسافرة إلى وجهة ثالثة، وجاءت هذه الخطوة رداً على الكشف عن نصب تذكاري في يريفان مثير للجدل الأسبوع الماضي.
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأربعاء إغلاق المجال الجوي التركي أمام الرحلات الأرمينية.
نصب تذكاري في يريفان يخلد الإبادة الجماعية للأرمن..
وتأتي هذه الخطوة بعد وضع نصب تذكاري في العاصمة الأرمينية يريفان في ذكرى المتورطين بمؤامرة اغتيال المسؤولين الأتراك العثمانيين الذين تحملهم أرمينيا مسؤولية القتل الجماعي للأرمن إبان الحرب العالمية الأولى.
وتقول يريفان إن عمليات القتل كانت تمثل إبادة جماعية، وهو ما تنفيه أنقرة.
وقال جاويش أوغلو متحدثا إلى قناة (إن.تي.في) إن بلاده ستتخذ إجراءات إضافية في حالة عدم إزالة النصب التذكاري.
وتشير الإبادة الجماعية للأرمن إلى الإبادة الجسدية للشعب الأرمني الذي عاش زمن الإمبراطورية العثمانية من ربيع 1915 وحتى خريف 1916.
وفي عام 1915، كان هناك قرابة 1.5 مليون أرميني يعيشون في الإمبراطورية العثمانية المتعددة الأعراق، وعلى الأقل هناك 664,000 وربما ما يصل إلى 1.2 مليون لقوا حتفهم أثناء الإبادة الجماعية، سواء في المذابح وعمليات القتل الفردية أو بسبب سوء المعاملة المنهجية وتعريضهم للمخاطر والتجويع.
إن أصل مصطلح الإبادة الجماعية وتدوينه في القانون الدولي يرجع جذوره إلى القتل الجماعي للأرمن خلال الفترة بين 1915-1916.
الأعمال الوحشية وعمليات الإبادة الجماعية ترتكب في سياق الحرب..
السلطات العثمانية ارتكبت أبشع حالات الاضطهاد والقتل الجماعي، وجمعية الاتحاد والترقي التي أُطلق عليها أيضاً الأتراك الشباب، سعت إلى ترسيخ الهيمنة التركية في مناطق الأناضول الوسطى والشرقية، من خلال القضاء على عدد كبير من الأرمن هناك.
وغالباً ما تُرتكب الأعمال الوحشية وعمليات الإبادة الجماعية في سياق الحرب، فقد ارتبط تدمير الأرمن ارتباطاً وثيقاً بأحداث الحرب العالمية الأولى، وبدأت الحكومة العثمانية عام 1915 ترحيل سكان الأرمن من أقاليمهم الحدودية الشمالية الشرقية، وفي الأشهر التي تلت ذلك، توسع العثمانيون في عمليات الترحيل من معظم الأقاليم بغض النظر عن بعدها عن مناطق القتال.
ويشمل ضحايا الإبادة الجماعية أفراداً قتلوا في المجازر المحلية التي بدأت في ربيع عام 1915، وآخرين لقوا حتفهم أثناء عمليات الترحيل في ظل ظروف المجاعة والجفاف والتعرض للمخاطر والأمراض.
والأرمن الذين لقوا حتفهم في طريقهم إلى المناطق الصحراوية في جنوب الإمبراطورية اليوم: شمال سوريا وشرقها، وشمال المملكة العربية السعودية، والعراق، إضافة إلى ذلك، تم إبعاد عشرات الآلاف من الأطفال الأرمن قسراً عن أسرهم.
المصدر: وكالات