نجل الديكتاتور السابق ماركوس.. رئيسا للفلبين
نجل الديكتاتور السابق ماركوس .. العائد من المنفى رئيسا للفلبين ..حيث لم لم تكذب استطلاعات الرأي حين توقعت فوزا ساحقا لـ”بونغ بونغ”، اسم الشهرة لنجل الرئيس الفلبيني الراحل فيردناند ماركوس.
و حقق فرديناند ماركوس الابن، نجل الديكتاتور الفلبيني السابق، فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية الثلاثاء بحصوله على نحو 30 مليون صوت، أي قرابة ضعف ما حصلت عليه منافسته الرئيسية نائبة الرئيس الحالي ليني روبريدو.
ويأتي انتصار ماركوس الابن بعد حملة انتخابية اتسمت بانتشار واسع للأخبار المضللة. فقد غزت حسابات داعمة له مواقع التواصل الاجتماعي، وصورت الحقبة التي حكم فيها والده البلاد لمدة 20 عاما للشباب الفلبيني على أنها ذهبية عمها السلام والازدهار، متجاهلة توقيف آلاف المعارضين الذين تعرضوا للقتل والتعذيب وحتى مليارات الدولارات التي جمعتها أسرة ماركوس من خزائن الدولة لإثرائها الشخصي.
وكان دعي نحو 67 مليون فلبيني للإدلاء بأصواتهم في هذه الانتخابات التي اختاروا خلالها أيضا نائب الرئيس وجميع النواب ونصف أعضاء مجلس الشيوخ وحكام المقاطعات الـ81 وغيرهم من أعضاء مجالس بلدية.
وكانت حملة ماركوس الابن الانتخابية باهتة ولقي صعوبة في تعبئة مناصريه وجذب حشودا أقل من منافسته ليني روبريدو. لكنه استفاد من غضب كثير من الفلبيين من الحكومات الديمقراطية التي تعاقبت على حكم البلاد منذ نهاية الدكتاتورية، والتي عجزت في رأيهم على تحسين مستوى عيشهم.
واستفاد ماركوس الابن خصوصا من سلسلة مناورات في الكواليس مع عائلات سياسية أخرى، وعلى وجه الخصوص تحالفه مع سارة دوتيرتي، ابنة الرئيس المنتهية ولايته رودريغو دوتيرتي التي يتوقع أن تفوز بانتخابات نائبة الرئيس التي جرت بشكل منفصل الاثنين.
وعلى إثر هذه النتيجة التي توقعتها استطلاعات الرأي، تعود عائلة ماركوس إلى السلطة بعد 36 عاما من الثورة الشعبية التي أطاحت بها.
وعادت عائلة ماركوس إلى الساحة السياسية على وقع حملة إعلامية واسعة النطاق، في ظل خيبة أمل الشعب حيال الحكومات الأخيرة، التي لم تحقق طموح الشعب الفلبيني.
ذاك الذي فاز برئاسة الفلبين في انتخابات تفوَّق فيها على 9 مرشحين ليخلفوا الرئيس رودريغو دوتيرتي، ما سيعيد عائلة “ماركوس” من جديد لحكم الفلبين بعدما أمضت نحو أربعين عاما في المنفى.
وبعد اكتمال الفرز الأولي تقريبًا، حصل ماركوس على أكثر من 56% من الأصوات، أكثر من ضعف النسبة التي حصدتها منافسته الرئيسية نائبة الرئيس الحالي ليني روبريدو.
ويؤكد “ماركوس الابن” وحليفته المرشحة لنيابة الرئاسة، سارا دوتيرتي، ابنة الرئيس المنتهية ولايته، أنهما في الموقع الأفضل من أجل “توحيد” البلاد، فيما أعلن هو، الأربعاء، فوزه في الانتخابات الرئاسية، متعهّدًا بأن يكون “رئيسا لجميع الفلبينيين”، مطالبا العالم بأن يحكموا عليه بناءً على أفعاله، وليس “بناء على أجداده”.
وأعاد ماركوس الابن بفوزه بالرئاسة، عائلته إلى السلطة بعد 36 عاماً من الثورة الشعبية التي أطاحت بها. وبعد اكتمال الفرز الأولي تقريبًا، حصل ماركوس الابن على أكثر من ضعف النسبة التي حصدتها منافسته الرئيسية نائبة الرئيس الحالي ليني روبريدو.
عائلة ماركوس والسلطة الأبدية
وبحسب النتيجة المعلنة فإن ماركوس الابن هو أول مرشح للرئاسة يُنتخب بغالبية مطلقة منذ الإطاحة بوالده في 1986، ومثل هذا الانتصار قد يسمح لـ”ماركوس الابن” بتعديل الدستور وإرساء سلطته، حسبما يقول المحلل السياسي ريتشارد هايداريان، الذي أوضح أن الرئيس السابق “دوتيرتي” لم يتمتع يوما بالانضباط والوسائل الضرورية للمضي في برنامجه المتسلط حتى النهاية، وأكد أن هذه الفرصة التاريخية “قد تتاح لآل ماركوس”.
تعهدات بالكفاح
قبيل إعلان نتيجة فوز ماركوس الابن، كان خصومه قد تعهّدوا بمواصلة جهودهم من أجل إبطال فوزه، وذلك بناء على إدانة سابقة صدرت في حقه بسبب مخالفات ضريبية، وإرغامه على دفع مليارات الدولارات من الضرائب على الميراث، والتي لم يسددها.
هذا ما أكدته جودي تاغيوالو، الناشطة المعارضة لماركوس، والتي اُعتقلت مرتين إبان فرض القانون العرفي في البلاد، بقولها إنه “منعطف جديد لنا.. علينا أن نواصل الكفاح”.
نجل الديكتاتور السابق ماركوس.. رئيسا للفلبين
من هو بونغ بونغ؟
بونغ بونغ ماركوس هو سياسي فليبيني شغل منصب عضو في مجلس الشيوخ الفلبيني من 2010 حتى 2016. وهو الابن الثاني لفرديناند ماركوس، حاكم الفلبين الأسبق، وقد ولد في 13 سبتمبر/أيلول 1957 بالعاصمة الفلبينية، مانيلا.
و يأتي انتصار “ماركوس الابن” بعد حملة انتخابية اتسمت بانتشار واسع، إذ غزت حسابات داعمة له مواقع التواصل الاجتماعي، وصوّرت الحقبة التي حكم فيها والده الفلبين لمدة 20 عاما للشباب على أنها “الحقبة الذهبية” التي عمّها السلام والازدهار، متجاهلة احتجاز المعارضين وسوء معاملتهم، فضلا عن مليارات الدولارات التي تتحدث عنها رموز المعارضة بأن عائلة ماركوس “استولت عليها بالفساد”.
مشروع رئيس في المنفى
فرّ ماركوس الابن إلى المنفى في هاواي مع أسرته خلال انتفاضة “سلطة الشعب”، التي أنهت حكم والده، الذي استمر 20 عاما، وهو نائب في البرلمان منذ عودته إلى البلاد في 1991، ليمر بحظوظ سياسية مختلطة، إذ فاز بمقعد في الكونجرس الفلبيني، وأصبح حاكماً مرة أخرى، لكنه خسر محاولته الأولى للحصول على منصب ينتخب على الصعيد الوطني “سباق عام 1995 لمجلس الشيوخ”، قبل أن يفوز بمقعد في عام 2010.
في عام 2016 خسر فيردناند فيردناند ماركوس بفارق ضئيل في محاولته لنيل منصب نائب الرئيسة، ليني روبريدو، منافسته الرئيسية في السباق الرئاسي الذي انتهى لتوه، ثم احتج على النتائج دون جدوى.
ملفه الشخصي في مجلس الشيوخ يقول إنه حاصل على شهادة من “جامعة أكسفورد” في الفلسفة والسياسة والاقتصاد، فيما قال منتقدون إنه حصل على دبلوم خاص لم يرقَ إلى أن يكون شهادة فعلية. وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دخلت “جامعة أكسفورد” لتؤكد أن “ماركوس الابن” لم يكمل شهادته بالفعل.
المصدر: وكالات