نجاح أول عملية زراعة أمعاء في العالم لطفلة رضيعة

نجاح أول عملية زراعة أمعاء في العالم لطفلة رضيعة إسبانية عمرها 17 شهرا ، من متبرع توفي بسبب قصور في القلب، حسبما قال مستشفى “لاباث” في مدريد، الثلاثاء.
وأضاف المستشفى في بيان، أن “الطفلة خرجت الآن وهي في حالة ممتازة في المنزل مع والديها”.
وشخصت إصابة الرضيعة إيما بفشل معوي حين كان عمرها شهرا واحدا فحسب، لأن أمعاءها كانت قصيرة جدا، وتدهورت صحتها بسرعة حتى خضعت لعملية زرع أحشاء متعددة..
وبخلاف الأمعاء، حصلت إيما أيضا على كبد ومعدة وطحال وبنكرياس.
وقالت والدتها للصحفيين قبل أن تشكر أسرة المتبرع والأطباء: “الخبر السار هو أن الحياة تستمر، وأن إيما شجاعة للغاية وتثبت كل يوم أنها تريد الاستمرار في العيش”.
وإسبانيا واحدة من الدول البارزة على مستوى العالم في عمليات زراعة الأعضاء، حيث جرت أكثر من 102 عملية لكل مليون نسمة عام 2021، وهو معدل لم تتجاوزه إلا الولايات المتحدة، وفق بيانات وزارة الصحة الإسبانية.
نجاح أول عملية زراعة أمعاء في العالم لطفلة رضيعة
والجدير ذكره أن عمليات زرع الأعضاء لا تنتمي إلى علوم الطب الحديث كما يعتقد بعضهم، فقد كانت فكرة استبدال أجزاء الجسم المريضة أو التي لا تقوم بوظائفها موجودة منذ آلاف السنين، وأجرى القديسان الطبيبان كوزموس ودامين في القرن الثالث عمليات زرع معقدة، مثل زرع ساق كاملة جرى تصويرها في عدد من اللوحات الشهيرة.
ومنذ العام 600 قبل الميلاد، توجد رسوم لاستخدام قطع من الجلد مأخوذة من المريض لاستبدال الأنوف المفقودة أو المقطوعة، إذ كانت هذه إحدى طرق التعذيب أو العقاب، إلى جانب التجربة المهمة التي قام بها الطبيب جون هانتر في القرن الـ 18 حين زرع أسناناً بشرية، وزرع فكوك الديوك في فك مرضاه، لكنه لم يكن يدرك فشل التجانس بين خلايا مستعارة من جسم غريب أو من حيوان مع خلايا الجسم المستقبل،
وهذا ما جرى اكتشافه أو فهمه ومعرفته في النصف الأخير من القرن الـ 20، حين بات معلوماً للأطباء أن هناك فرقاً كبيراً بين زرع أعضاء من جسد المريض نفسه أو من جسد مريض آخر، فالأولى تنجح عموماً، بينما الثانية قد تتعرض للفشل بسبب عدم تقبل خلايا جسم المريض الخلايا الجديدة.
المصدر: وكالات