دولي

نتياهو يهوي من قمة هلسنكي الى أحضان ترامب

|| Midline-news || – الوسط …

ما زالت مفاعيل وارتدادات قمّة هلسنكي بين الرئيسين الروسيّ فلاديمير بوتن ونظيره الأمريكيّ، دونالد ترامب، تُلقيان بظلالهما على الأجندة السياسيّة في تل أبيب، وكان لافتًا للغاية النبأ المُسّرب الذي نشرته صحيفة (معاريف) العبريّة، والتي أكّدت فيه، نقلاً عن مصادر رفيعةٍ جدًا في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، الذي أقّر للمرّة الأولى بأنّه هو الذي أقنع ترامب بالانسحاب من الاتفاق النوويّ مع إيران، على حدّ قول المصادر.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ نتنياهو له الفضل في إقناع ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النوويّ الإيرانيّ، مُوضحةً في الوقت عينه أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ قال في جلسةٍ سريّةٍ لحزبه الحاكم “الليكود”، نجحنا في إقناع ترامب بالانسحاب من الاتفاق الإيرانيّ.
وأفادت الصحيفة العبرية بأنّ نتنياهو الذي تعرّض لانتقاداتٍ كثيرةٍ حول البرنامج النووي الإيرانيّ، نجح في إقناع ترامب بالانسحاب من الاتفاق النوويّ الإيرانيّ، في شهر (أيّار) مايو الماضي. ونقلت الصحيفة عن نتنياهو، قوله إنّه كان عليّ الخروج للعالم وإقناعه بالخروج من الاتفاق النوويّ الإيرانيّ، على حدّ قوله.
من جانبه قال البروفيسور أبراهام بن تسفي المتخصص في التاريخ الأمريكيّ في جامعة حيفا في مقالته في صحيفة “إسرائيل اليوم” إنّ الصفقة والتفاهمات بين الرئيسين تعتبر الصفقة النهائية مع الكرملين، على حدّ تعبيره، مُضيفًا أنّ الرئيس الروسيّ سيُساعد واشنطن في حربها ضد إرهاب داعش والقاعدة، وفي الوقت نفسه يمنع تصعيدًا خطيرًا في الحيّز السوريّ. وأضاف: ستعمل روسيا في هذه الجبهة، بين أمور أخرى، لمصلحة أمن إسرائيل وضمان حدودها في هضبة الجولان، ووصف بن تسفي التفاهمات بأنّها إنجاز مضاعف لترامب، ليس فقط بسبب تعهد بوتين بضمان الاستقرار في سوريّة وتمكين الولايات المتحدة من الانسحاب بأمانٍ، بل أيضًا بسبب أنّ هذا التعهد يشمل بشكلِ واضحِ بذل جهدِ لدفع مصلحةٍ أمريكيّةٍ مركزيّةٍ في الشرق الأوسط، ألا وهي ضمان أمن الحليف الإسرائيليّ في الجبهة الشماليّة، على حدّ تعبيره.
أمّا مُحلّل الشؤون الأمنيّة في صحيفة “معاريف”، يوسي ملمان، فرأى أنّه ممّا لا شكّ فيه أنّ قمّة هلسنكي منحت إنجازًا شخصيًا كبيرًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسياسة حكومته في سوريّة، ولاستثماره خلال السنوات الثلاث الأخيرة بإقامة علاقات وثيقة مع الرئيس الروسيّ فلاديمر بوتين الذي تحول في القمّة مع ترامب إلى إنجازٍ رسميٍّ.
ولفت مُعلّق الشؤون الإستراتيجيّة في موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، أمير أورن، لفت إلى أنّ ما قاله بوتين يأتي على الأغلب بالتنسيق مع ترامب، فأقواله تُرضي إسرائيل من الناحية الأمنيّة، وتُرضي سورية من الناحية السياسيّة.
وأردف قائلاً إنّ الرئيس الروسيّ اختار ألّا يكتفي بذكر اتفاقية فصل القوات، كخلفيةٍ مُلزمةٍ للجهات التي تقاتل في جنوب – غرب سوريّة بالانصياع لمطلب إسرائيل، بألّا تقترب من منطقة القنيطرة وجبل الشيخ، وإنمّا اقتبس الأساس السياسيّ من نصّ الاتفاقية، الذي مكّن مجلس الأمن، في 22 تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1973، من الاتحاد حول صيغة أمريكيّةٍ-سوفييتيّةٍ، رغم تحفظات إسرائيل، كما قال.
إلى ذلك، انتقد مُحلّل الشؤون الخارجيّة، والأمريكيّة تحديدًا، في صحيفة (هآرتس) حيمي شاليف، ارتماء نتنياهو في أحضان ترامب، مُشيرًا إلى أنّ هذه الخطوة تؤكّد على أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ يقوم بعملٍ غيرُ مدروسٍ بالمرّة، مُشدّدًا على أنّه لا يؤتمن جانب الرئيس الأمريكيّ بتاتًا، إذْ أنّ مَنْ هاجم مخابرات بلاده في المؤتمر الصحافيّ مع بوتن، لن يتورّع في قادم الأيّام عن توجيه طعنةٍ قاتلةٍ لنتنياهو ولإسرائيل على حدٍّ سواء، مؤكّدًا أنّ العالم منذ انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المُتحدّة بات غيرُ طبيعيٍّ، بحسب تعبيره.
وتابع أنّ إسرائيل شجعت ترامب على هذه الصفقة، حيث تتخلّى واشنطن عن العقوبات ضدّ روسيا التي اتخذتها في أعقاب غزو القرم، عام 2014 مقابل التعهدات الروسيّة بإخراج إيران من سوريّة، ورأى شاليف أنّ الصفقة هي جيّدة لإسرائيل، وهي مَنْ يقف وراءها أصلاً رغم الضربة التي توجهها للعلاقات الأمريكيّة –الأوربيّة، مُوضحًا أنّ دولة الاحتلال تعتقد بأنّ هذه الصفقة هي نتيجة طبيعيّة للعلاقات التي نماها نتنياهو وبوتين في لقاءاتهما المتعددة، منذ العام 2015.
وشدّدّ شاليف على أنّ التهنئة التي صدرت مُباشرةً بعد انتهاء قمّة هلسنكي من نتنياهو لترامب، فُهمت على أنّها الإسراع في التماهي مع صديقٍ أخطأ، لافتًا إلى أنّ تصريحات الرئيس الأمريكيّ في المؤتمر الصحافيّ أثارت الغضب في أمريكا وفي العالم أيضًا، وأشار أيضًا إلى أنّ التهنئة تؤكّد لكلّ مَنْ في رأسه عينان، أنّ إسرائيل تهتّم بمصالحها فقط، وتموضعها كدولةٍ محوريّةٍ في الـ”حلف” الخارج عن القاعدة بين ترامب وبوتن، والذي حتى اللحظة لا يُمكن تحديد أبعاده وتداعياته، على حدّ قول المُحلّل الإسرائيليّ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك