بوليتيكو: تعيين ميريك غارلاند مستشاراً خاصاً للتحقيق مع ترامب

ذكرت صحيفة “بوليتيكو” نقلاً عن مسؤول في وزارة العدل الأمريكية أن المدعي العام ميريك غارلاند، عيّن مستشاراً خاصاً للإشراف على محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وجاء هذا بعد أيام قليلة من إعلان ترامب نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.
وتتعلق المحاكمة باتهامات ترامب على أنه احتفظ بوثائق سرية من ممتلكاته في مارالاغو بفلوريدا، كما حال دون المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة ونقل الصلاحيات إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، إضافة إلى جوانب تحقيقها المتعلقة بهجوم الكابيتول في 6 يناير 2021.
وفي آب الماضي حُرم وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند قبل سنوات من مقعدٍ في المحكمة العليا من قبل الجمهوريين في مجلس الشيوخ، لكنه يواجه الآن قراراً مهمّاً مثل أيّ قرار قد تتّخذه المحكمة العليا، يتمثّل في حسم أمره بشأن ملاحقة رئيس سابق للولايات المتحدة.
كان القاضي السابق البالغ من العمر 69 عاماً، صادق شخصياً على مذكّرة تفتيش منزل الرئيس السابق دونالد ترامب في فلوريدا، وبات عليه أن يقرّر ما إذا كان سيوجّه اتهاماً إليه، وستُعد هذه سابقة بالنسبة إلى رئيسٍ أميركي سابق، فقد مُنح ريتشارد نيكسون العفو من قبل خَلَفه جيرالد فورد قبل اتخاذ القرار بشأن توجيه الاتهام إليه في فضيحة “ووترغيت”.
ويقول ستيفين شوين أستاذ الحقوق في جامعة إيلينوي شيكاغو إنّ “توجيه اتهام إلى رئيس سابق أيا كان السبب، هو فكرة غير عادية”، مضيفاً أن “ما فعله ترامب أمر غير عادي أيضاً”.
ويبدو أنّ تفتيش مقرّ إقامة ترامب في مارالاغو مرتبط بوجود وثائق سرية، لكن الرئيس السابق يخضع لتحقيقات أخرى بشأن جهوده لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية للعام 2020، ودوره في اعتداء أنصاره على مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من كانون الثاني 2021.
وحتى الآن لم تجرِ ملاحقة الملياردير الأميركي بشأن أيّ من هذه القضايا، إلّا أنّ لجنة التحقيق البرلمانية بشأن الهجوم على الكابيتول توصّلت إلى خيوط يمكن لغارلاند متابعتها، يبقى الانتظار لمعرفة ما إذا كان سيقوم بذلك، ففيما أثار تفتيش مارالاغو عاصفة سياسية، يمكن أن يؤدّي إصدار لائحة اتهام بحق ترامب إلى صب الزيت على النار في بلد منقسم بشدّة.
في هذا الإطار، يشير ستيفن شوين إلى أنّ ميريك غارلاند يملك ما يكفي من الحس السياسي لتقدير المخاطر، مضيفاً أنّ لديه “عوامل أخرى من الصعب تقديرها”، ويوضح “من جهة، يجب على غارلاند أن يفكّر في مهمته التي تتمثّل في فرض القانون، ومن جهة أخرى، هو يعلم جيداً أن أية محاكمة جنائية لدونالد ترامب ستشجّع مؤيّديه، وأنه كان هناك عنف ضد عملاء فدراليين في السابق”.