موسكو تلوح بـ”العصا النووية” .. وواشنطن أمام كارثة جيو سياسية خطيرة

موسكو التي تحارب قواتها بلا هوادة على الجبهات ضد كييف المدعومة من جوقة الغرب تلوح بالعصا النووية إن لزم الأمر، وترى أن من حقها استخدام السلاح النووي عند الضرورة.
ويبدو أنه ما من محرمات في الحرب التي تدور رحاها على الأرض الأوكرانية، فموسكو اليوم في حرب مصيرية ضد الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة لكسر اليد الروسية، وترتيب العالم على نحو يروق لها، واستدامة منطق الأحادية القطبية التي تحاول موسكو تغييره بكل قوة، ولأجل ذلك يستنفر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كل الامكانيات العسكرية والسياسية والاقتصادية لبلورة صورة واضحة عن تعددية الأقطاب وكسر منطق التفرد بالقرار العالمي.
نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف أكد أن من حق روسيا استخدام الأسلحة النووية إذا كان ذلك ضرورياً مع الالتزام الصارم بأساسيات سياسة الدولة في مجال الردع النووي.
ميدفيديف قال عبر قناته على تلغرام : “روسيا ستستخدم الأسلحة النووية إذا تعرضت هي، أو حلفاؤها لهجوم بهذه الأسلحة، أو إذا تم تهديد وجودها مشدداً على أنها “ستبذل كل ما في وسعها لمنع ظهور أسلحة نووية لدى جيرانها المعادين على سبيل المثال في أوكرانيا النازية، التي تسيطر عليها مباشرة دول الناتو اليوم”.
وأضاف ميدفيديف: “يبدو أنه من غير المجدي الاعتماد على العقل والإرادة السياسية لنظام كييف، ولكن لا يزال هناك أمل هش للحس السليم، والشعور بالحفاظ على الذات لدى البلدان المعادية، إنهم يفهمون إذا تجاوز التهديد لروسيا حد الخطر المحدد، فسنضطر إلى الرد دون طلب الإذن من أحد ودون مشاورات طويلة وهذا بالتأكيد ليس هراء”.
ولفت ميدفيديف إلى أنه “إذا أجبرت روسيا على استخدام أقوى سلاح ضد كييف، فلن يتدخل الناتو بشكل مباشر في الصراع، لأن أمن واشنطن ولندن وبروكسل أهم بكثير بالنسبة لحلف شمال الأطلسي من مصير أوكرانيا المحتضرة التي لا يحتاجها أحد حتى لو كانت مزودة بأسلحة مختلفة”، مضيفاً: “توريد الأسلحة الحديثة، هو مجرد تجارة لدول الغرب مختلطة بكراهية شديدة تجاهنا.
وفي الوقت الذين تلوح به موسكو بسلاح الردع النووي وترتب بيتها الداخلي، تماشيا مع تطورات الحرب في أوكرانيا، تزداد حمى الفوضى والانقسام في الداخل الأمريكي، “انقسامات على خطوط الحزبين الجمهوري والديمقراطي وأخرى على مستوى المجتمع برمته” تدفع وفقاً للكاتب الأمريكي ويليام مولوني الولايات المتحدة نحو كارثة جيوسياسية خطيرة، وسط تفاقم الاستقطاب السياسي وتصاعد الخلافات المتعلقة بانتخابات التجديد النصفي في الكونغرس.
مولوني أشار في مقال نشرته صحيفة ذا هيل الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة “يمكن أن تواجه عاصفة كاملة” من الخلافات السياسية الحادة، بعد أن شهدت تراجعاً في مجالات القوتين العسكرية والاقتصادية والتماسك الداخلي، مبيناً أن السبب الرئيس وراء هذا التراجع هو التدخلات العسكرية التي شنتها واشنطن في العقود الماضية، وأبرزها غزو العراق وأفغانستان.
ولفت مولوني إلى أن الحربين الأمريكيتين على العراق وأفغانستان انتهتا بشكل كارثي، وتركتا إرثاً من القيادة الفاشلة والاستقطاب السياسي والمصداقية الأمريكية المتراجعة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.
واعتبر مولوني أن صناع القرار في واشنطن لم يتعلموا شيئاً من أخطائهم في العراق وأفغانستان، حيث تقود الولايات المتحدة بحماس حلف شمال الأطلسي (ناتو) الآن في حرب بالوكالة ضد روسيا في أوكرانيا، لتدخل من جديد في صراع آخر طويل الأمد بدون أهداف محددة بوضوح أو استراتيجية قابلة للتطبيق.
وعلى الصعيد الداخلي أشار مولوني إلى أن الهوة المتزايدة التي تقسم المجتمع الأمريكي تزداد اتساعاً، وأن الانقسامات لم تعد تقتصر على الحزبين السياسيين الرئيسيين في البلاد، بل تعدتهما إلى الأمريكيين العاديين الذين تزداد شكواهم من الضغوط الاقتصادية التي تشهدها البلاد بشكل متصاعد.
وأوضح الكاتب أنه ومع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس تظهر استطلاعات الرأي أن معظم الأمريكيين يرون أن بلادهم تسير على المسار الخاطئ، مبيناً أن هذه الأخبار سيئة ليست فقط بالنسبة للديمقراطيين الذين يحتلون البيت الأبيض حالياً ويحتفظون بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، بل أيضاً للجمهوريين في وقت يتم فيه إهمال القضايا التي تهم الناخبين حقاً، وعلى رأسها التضخم المرتفع والاقتصاد الأمريكي المتدهور ومعدلات الجريمة المتزايدة وأزمة الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة.
غرفة الأخبار ..