
أعوام طويلة وهو يرتدي سترة أبيه وبنطاله القديم،
وخاتمه العقيق، وساعته، وكانت مسبحته لا تفارق يده،
فكلما مرَّ بالقرب من أمه وإخوته الصغار، ضخّم صوته
وحرك مسبحته مثلما يفعل أبوه، يرفع صوته عاليًا ويقول: ها أنا قد وصلت..
كان يفعل هذا دونما قصد، دونما قصد كان يقول.
لكنما أهله استرقوا السمع له، سمعوه يردد في حلمه: أمان، أمان ودفء..
هل تشعرون بالأمان، كما السابق؟
– صرت أشبه أبي!
هل يشعر الأهل بالدفء إذا ما صار الأبناء يشبهون الآباء؟!
هل ترى النساء في أبنائهن وجوهًا غيرّ الموت ملامحها؟!
مذ سمعته أمه، وهي تسقي نبتة كانت قد نستها.
.
*عباس ثائر.. شاعر وكاتب- العراق
*لوحة الفنان التشكيلي سموقان أسعد- سوريا
-تابعونا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews