من هم الجنجويد.. الذين ظهروا في شوارع الخرطوم..؟

|| Midline-news || – الوسط …
شهناز بيشاني:
في تطورات الساحة السودانية مؤخرا طفت على سطح الأحداث اسم ميليشيا تسمى بالجنجويد حيث تم تحميل عناصرها مسؤولية فض اعتصام القيادة العامة إضافة إلى قتل مواطنين سودانيين بعد إعلان العصيان المدني في الخرطوم
الجنجويد تنظيم مسلح ظهر في إقليم دارفور غرب السودان، يحمله أكثر من طرف مسؤولية الإخلال بالأمن في الإقليم، أطلق عليه لاحقا اسم قوات الدعم السريع.
وبعد أن أضحت “نظامية” ظهرت ميليشيا الجنجويد من جديد لكن ليس في دارفور بل في وسط الخرطوم، لتوجه اتهامات إلى عناصرها بارتكاب مجزرة خلال فض اعتصام القيادة العامة.
وخلال الأيام القليلة الماضية عاد اسم الجنجويد للظهور وتردد بشكل مكثف، بعد ما تداوله نشطاء سوادنيون – بصعوبة بالغة – من مواد مصورة وفيديوهات يدعون أنها أدلة دامغة على ارتكاب الميليشيات المتهمة بارتكاب جرائم بشعة في دارفور بتكرار جرائمها في العاصمة السودانية الخرطوم وارتكاب “مجزرة” فض اعتصام القيادة العامة.
ماذا تعني كلمة جنجويد:
“جنجاويد” أو جنجويد مصطلح سوداني مكون من مقطعين هما: “جن” بمعنى جني، ويقصد بها أن هذا الجني (الرجل) يحمل مدفعا رشاشا من نوع “جيم 3″ كان منتشرا في دارفور بكثرة، و”جويد” ومعناها الخيل|الجواد]. لتصبح معنى الكلمة كالتالي : الرجل الذي يركب جوادا ويحمل مدفعا رشاشا.
ولا يوجد رأي واحد لأصل الكلمة، فهناك مَن يرى أن لفظ “جنجويد” يطلق على مجموعة شباب من دولة تشاد المجاورة للبلاد، عُرفوا بالنهب والسرقة.
ويُرجع آخرون أصل تسمية “الجنجويد”، إلى إحدى الشخصيات المعروفة في درافور، وهو حامد جنجويد، الذي كان يقود عصابة سرقة. ومع بداية سيطرة النظام الحالي على حكم البلاد عبر الانقلاب العسكري في العام 1989، بدأ في محاربة حامد، الذي شكل خطراً عليها، وصدرت بحقه أحكام إعدام.
وكان آخر نشاط لمجموعة حامد، ضد الحكومة، نهب فرع للمصرف المركزي في نيالا في عام 1998. وبعد اندلاع الحرب في دارفور، أسقطت عنهم الحكومة في الخرطوم التهم، وأدرجوا ضمن برنامج “التائبين”، واستوعبتهم في قوات جديدة أطلقت عليها تسمية “حرس الحدود”، ومنذ ذلك الحين، التصق بهم اسم “جنجويد”.
نشأة الجنجويد:
ظهر بإقليم دارفور في عام 1987 تحالف موسع يشمل كل القبائل ذات الأصول العربية بالإقليم أطلق عليه اسم “التجمع العربي” ويضم 27 قبيلة كان الهدف منه الحد من نفوذ قبائل الشمال العربية أي الجعليين والشايقية والدناقلة.
وقد توسع التنظيم ليشمل بعض قبائل كردفان ذات الأصول العربية وليأخذ التنظيم الجديد اسم “قريش”.
-ينقسم الجنجويد إلى قسمين: قسم أصغر بشمال دارفور يتكون من عدة مليشيات تابعة للقبائل العربية أو الأبالة وهي التي تمتهن تربية الإبل.
وتذكر بعض المصادر أن جنجويد الشمال استباحوا مدينة كتم في أغسطس/ آب 2003. ويتركز القسم الأكبر من الجنجويد بجنوب دارفور وهم من أبناء القبائل العربية المعروفة بالبقارة أي التي يغلب عليها تربية البقر ويقدر عددهم بأزيد من 5 آلاف مسلح. يتحصنون بجبل كرقوا بأقصى جنوب غرب دارفور.
وتتهم مليشيا الجنجويد بأنها شاركت إلى جانب قوات الجيش السوداني في الحملة ضد المهندس داؤود يحيى بولاد -من قبيلة الفور- وقد قاد تمردا عام 1991 متعاونا مع جون قرنق زعيم الحركة الشعبية ومنشقا عن الجبهة القومية الإسلامية بزعامة حسن الترابي، وقد قمعت حملته وأسر وقتل.
تشكلت ميليشيات الجنجويد في دارفور للتصدي للحركات المسلحة وعلى رأسها (الحركة الشعبية لتحرير السودان) التي كانت تحارب الحكومة المركزية السودانيةكما اتهمت الميليشيات بارتكاب فظائع هائلة تجاه المدنيين في دارفور، إلا أن عناصرها لم يقدموا إلى المحاكمات.
لكن بعض المراقبين ربطوا نشأة الجنجويد بالحرب التشادية التشادية في الثمانينات حين واجه الرئيس التشادي إدريس دبي خصمه حسين حبري، فجند كل طرف بعض المليشيات من أبناء القبائل العربية القاطنة بشرق تشاد فبرزت مليشيا الجنجويد
وبحسب “نيويورك تايمز” فإن الميليشيا قد أوقفت نشاطها لفترة لكنها عادت لممارسة نشاطها في دارفور منتصف عام 2014 بعد أن أعادت الحكومة السودانية تشكيلها ومنحتها اسم قوات الدعم السريع وضمتها الى القوات الامنية السودانية
لا تتبنى الجنجويد أي توجه فكري أو سياسي، فهي تنظيم مسلح وظيفي يعمل لصالح القبائل العربية والحكومة السودانية وفق أقوال المعارضة السودانية.
وينقسم الجنجويد إلى قسمين: قسم أصغر بشمال دارفور يتكون من عدة مليشيات تابعة للقبائل العربية أو الأبالة وهي التي تمتهن تربية الإبل. وتذكر بعض المصادر أن جنجويد الشمال استباحوا مدينة كتم في أغسطس/آب 2003.
يتركز القسم الأكبر من الجنجويد بجنوب دارفور، وهم من أبناء القبائل العربية المعروفة بالبقارة أي التي يغلب عليها تربية البقر ويقدر عددهم بأزيد من 5 آلاف مسلح.
ويتحصنون بجبل كرقوا بأقصى جنوب غرب دارفور. وتتهم مليشيا الجنجويد بأنها شاركت إلى جانب قوات الجيش السوداني في الحملة ضد المهندس داؤود يحيى بولاد -من قبيلة الفور- وقد قاد تمردا عام 1991 متعاونا مع جون قرنق زعيم الحركة الشعبية ومنشقا عن الجبهة القومية الإسلامية بزعامة حسن الترابي، وقد قمعت حملته وأسر وقتل.
اتهمت الحكومات السودانية المتعاقبة بأنها ترعى هذا التنظيم، في حين اتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان بأنها سعت لتسليح قبيلة الفور في إقليم دارفور لمواجهة حكومة الخرطوم. الأمر الذي أعطى الصراع -حسب بعض المراقبين- في دارفور منحى عربيا أفريقيا، بعد أن كان محصورا في مواجهة بين الرعاة والمزارعين.
طالب مجلس الأمن الدولي الحكومة السودانية بداية أغسطس/آب 2004 -في قرار بشأن دارفور- نزع أسلحة مليشيا الجنجويد وضرورة تعقب الضالعين في القتل والنهب والاغتصاب.
-برز اسم الشيخ موسى هلال ناظر قبيلة المحاميد العربية بدارفور بوصفه زعيم الجنجويد، حيث جعل متمردو دارفور اسمه على رأس قائمة قالوا إنهم من قاموا بالتطهير العرقي من الجنجويد.
تبنت أميركا اتهام الشيخ موسى هلال بتزعم الجنجويد، ووجهت المحكمة الجنائية الدولية -التي تتخذ من لاهاي مقرا لها- عام 2005 اتهامات إلى علي كوشيب -وهو أحد قادة الجنجويد- بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
وفي 2006، قامت الحكومة السودانية بجمع أسلحة الجنجويد في إقليم دارفور تطبيقا لبنود اتفاق أبوجا.
ذكرت مصادر غربية وإعلامية كصحيفة “نيويورك تايمز” في صيف عام 2014 أن مليشيات الجنجويد السودانية عادت لنشاطها في دارفور بعدما أعادت الحكومة السودانية تنظيمها.
دافع عنها الرئيس عمر البشير في مايو/أيار 2014، وتحدى معارضيه إثبات ما يفيد أن تلك المليشيا ارتكبت تجاوزات ضد المتمردين.
ومن الجدير بالذكر “قوات التدخل السريع السودانية” (الجنجويد)، قد احتلت المشهد السياسي والأمني في السودان، بعد اندلاع الحرب الاهلية. وذاع صيتها إقليمياً ودولياً، ولا سيما بعدما حمّل المجتمع الدولي الرئيس السوداني، عمر البشير، مسؤولية الانتهاكات التي نسبت لتلك المجموعات المنحدرة من قبائل عربية في دارفور.
وتصرّ “قوات الدعم السريع” على أنها قوات نظامية، وليست ميليشيا، وترفض إطلاق لفظ “الجنجويد” عليها.
القائد الميداني للدعم السريع:
برز القائد الميداني لـ”قوات الدعم السريع”التابعة للجيش السوداني، الفريق أول محمد حميدتي، خلال الفترة الاخيرة، وأًصبح حديث الوسط السوداني، وخصوصاً أن وسائل الإعلام قد سلّطت الضوء عليه بشكل مكثف.
وحول الخلفية التاريخية لإنشاء “قوات الدعم السريع” أكد ناشطون لوسائل إعلامية أن، “أصول تلك الميليشيا كانت القبائل العربية في دارفور وأسسها وقادها في البداية موسى هلال ، ومع الوقت تصاعد الخلاف بين هلال والبشير بشأن عمليات جمع سلاح الفصائل المتقاتلة في دارفور إلى أن تم تهميش هلال ليتم بعدها اعتقاله وتصعيد محمد حمدان دقلو (حميدتي) ليتولى قيادة الميليشيا مكانه بعد أن كان يقود جانبأ منها”.واصبحت تابعة للقوات المسلحة، ومنحوا رتباً عسكرية لرموز تلك القبائل.
ووصلت مساحات تواجد القبائل العربية المحسوبة على “الجنجويد”، بعد الحرب، إلى 75 في المئة من مساحة الأقاليم، تسيطر عليها 60 قبيلة من أصل 118 في دارفور.
ويجيد “الجنجويد” حرب العصابات، ويعتبر مقاتلوها شرسين في الحرب، ويؤمنون بأن الفرار من المعركة عيب كبير ووصمة عار. جميعها عوامل قادت الحكومة للاستعانة بهم، باعتبار أن الجيش النظامي تنقصه الخبرة في مثل هذه الحروب. و لدى “الجنجويد” 19 ألف مقاتل.