من أين ستلاقيها يا “باكيتا” ؟..
يستعدّ الاتحاد الرياضيّ لكرة القدم في سوريا، لتوقيع الصفقة الأكبر في تاريخه من حيث القيمة الفنيّة، بالتعاقد مع المدرب البرازيليّ الشهير “ماركوس باكيتا”.
باكيتا غنيّ عن التعريف، وملفّه مُتخم بالإنجازات والبطولات مع منتخبات في الشرق والغرب، ولعلّ أشهر إنجازات هذا المدرب هو الفوز بكأس العالم للناشئين والشباب مرّتين مع منتخب البرازيل.
آخر الأخبار الواردة حول توقيع الإتفاق وتعيين المدرّب باكيتا واستلامه ملفّ المنتخب السوري قبل نهائيات آسيا تشير إلى رغبة الاتحاد الرياضي بأن يكون “باكيتا” مُشرفاً عامّاً على جميع المنتخبات السوريّة أو على الأقل أن يجلب معه مدرّبين للفئات العمرية لمنتخبات الناشئين والشباب، بالإضافة لكادره التدريبيّ.
الخطوة بالتأكيد جيّدة على الورق، خصوصاً أن الأموال المُخصّصة ستكون على عاتق الاتحاد الآسيوي من تراكمات الأموال السوريّة المُجمّدة لديه لكن ماذا عن العامل الفنّي والتطوير؟.
لن نستبق الأحداث في هذا الأمر بمشاعر الإحباط لكن علينا أن نحدّد وبكلّ شفافيّة الأخطاء التي ستعيق عمل هذا المدرّب لنتلافى النتائج المخيّبة كالعادة.
فالدوري السوريّ حتى اللحظة بعيد كلّ البُعد عن الإحتراف! فموسم انتقال اللاعبين أشبه بمسرحية كوميديّة ساخرة فالميركاتو السوريّ ضرب أرقاماً قياسيّة بهذا المجال! وعلى سبيل المثال لا الحصر: انتقل حارس تشرين أحمد مدنية لنادي الفتوة لمدة أسبوع وبعدها عاد لناديه!!.. كذلك الأمر بالنسبة للاعب مصطفى جنيد الذي وصلت معه إدارة الأهلي للتوقيع، وبعد يوم تابع طريقه لنادي حطين!!.. أما اللاعب عبد الإله حفيان وبينما أعلن نادي الوثبة على صفحته الرسمية بانتقاله إليه، لتأتي المفاجئة بتوقيعه لفريق جبلة بعد ثلاث ساعات!!..
وبذات الدرجة .. تجري المفاوضات وخطف اللاعبين بين الأندية بطريقة بدائية بعيدة عن الإحتراف الأمر الثاني هو افتقاد معظم الأندية للمال، كذلك الأمر انهيار إداراتها المتلاحقة، وكان آخرها استقالة إدارة نادي حطين، وكذلك فعلت إدارة الوحدة، وكذلك هدّدت إدارة جبلة، أمّا إدارة الكرامة الجديدة فقد اصطدمت بالأرقام الفلكيّة التي يُطالب بها لاعبو الفريق للتجديد!!..
وفوق كلّ ذلك .. هنالك ماهو أسوأ، وهو أرضيّة الملاعب التي لا تصلح لرعي الماشية رغم أن الاتحاد الرياضي قد أعلن العزم عن تجهيز عشرة ملاعب خلال فترة تسعة أشهر.
أمّا الكارثة والطامّة الكبرى التي نعاني منها، وسبق أن تحدّثنا عنها، وكذلك يعلمها كلّ متابع للرياضة السوريّة فهي تتمثّل بالإدارات والمكاتب، والتدخّلات الحزبيّة بالشاردة والواردة، عبر تعيين الواسطات والمحسوبيات، وكذلك الأمر القرارات عند مسؤولين لا تعرف ألف باء الرياضة.
فهل سيكون “باكيتا” طوق النجاة للكرة السوريّة، أمّ أنّ خبرته وذكائه وسمعته الرياضية، ستتغلّب على مواقع الفساد وتتجاوز مطبّاتها الكثيرة؟
#صحيفة_الوسط_القسم_الرياضي
غسان أديب المعلم ..