منتخب المغرب .. “أسود الأطلسي” ..

المغرب، موطن الأسد الأطلسي، أو مايُعرف أيضاً بالأسد البربريّ، الذي انقرض منذ عقود في تلك البلاد التي تُوصف أيضاً بأنّها من أقدم البلاد موطناً للإنسان، ولشدّة افتخار المغاربة بأسدهم أطلقوا على منتخباتهم الوطنيّة لقب “أسود الأطلسي”.
تأسيس الاتحاد المغربي لكرة القدم حديث جدّاً 1955، رغم أن المغرب كدولة، لها تاريخ أقدم مع الدبلوماسيّة وبناء هيكليّة دولة، فهي لم تتبع للاحتلال العثمانيّ، وكانت أول دولة تعترف بالولايات المتحدة الأمريكية 1777، ورغم الاحتكاك المباشر مع القارة العجوز والتي يفصل بينهما مضيق جبل طارق، إلّا أن دخول كرة القدم كان متأخّراً جدّاً قياساً لدول أوروبا.
أول مباراة دولية للمنتخب المغربي كانت عام 1975، وتعادل حينها مع العراق بنتيجة /03 – 03/ز
ومنذ ذلك الحين، تطوّرت اللعبة في البلاد، لكن بالتأكيد ليس بالمستوى المأمول رغم احتلالها المركز العاشر في تصنيف المنتخبات العالمية الذي أصدرته الفيفا 1998، فالمغرب يملك بشكل دائم ترسانة من اللاعبين المحترفين في دول أوروبا نتيجة الجغرافيا والهجرة، ويبلغ عدد المحترفين المغاربة مايقارب أربعمائة لاعب، ومع ذلك فالنتائج لم تكن بمستوى الأمل.
خزائن أسود الأطلسي لا تحتوي إلّا على كأسٍ وحيد لبطولة أمم أفريقيا عام 1976، رغم أنهم شاركوا بها 18 مرّة، ولديهم كأس دورة المتوسّط 1983، رغم أنهم شاركوا في هذه الدورة 06 مرّات، ولديهم 06 مشاركات في نهائيات كأس العالم، وكان أبرز انجازات منتخب الأسود هو الوصول لدور 16 عام 1986.
مشوار منتخب الأسود في التصفيات كان سهلاً جداً قياساً إلى قوّة الفريق مع عناصر مجموعته، فقد تصدّر الأسود المجموعة التاسعة بعد جمعه 18 نقطة، محقّقاً الفوز في مبارياته الستّة دون أي تعادل أو خسارة أمام منتخبات السودان وغينيا وغينيا بيساو، وسجّل هجوم الأسود عشرين هدفاً وتلقّى الدفاع هدفاً يتيماً ليكون بتلك النتيجة صاحب أقوى هجوم ودفاع، ليلاقي بعدها منتخب الكونغو في المباراة الفاصلة ويسحقه بنتيجة /04 – 01 /.
يطير المنتخب المغربي إلى مونديال قطر ليحلّ ضيفاً على المجموعة السابعة ويلاقي كرواتيا، بلجيكا، كندا، في مجموعة سهلة قياساً لما يمتلكه منتخب الأسود من عناصر شابّة ورائعة ومحترفة بأكملها في الدوريات الأوربية، تذّكرنا بمجموعة اللاعبين /نور الدين نيبت ومصطفى حاجي/.
هل سيتجاوز أسود الأطلسي حاجز المجموعات ويكسر حاجز دور /16/ أم أنه سيكتفي بإنجاز التأهل ويبقى رمز الأسد البربري كأسطورة لا وجود لها على أرض الواقع الكرويّ؟.
#صحيفة_الوسط_القسم_الرياضي
غسان أديب المعلم