منتخب السنغال .. “أسود التيرانغا” ..
السنغال، البلد الإفريقي الجميل والفقير بآن، وعلى الرغم من جمال طبيعته وكذلك جمال منتخبه الكرويّ “أسود التيرانغا”، إلّا أن الفقر هو السمة الغالبة في كلّ شيء، فالبلد فقير اقتصادياً ويستورد حتى الأغذية، كذلك الأمر بالنسبة لحال خزائن منتخب السنغال الخاوية من أي انجاز يذكر سواء كان إفريقياً أو عالمياً.
تاريخ تأسيس الاتحاد الرياضي في السنغال يعود لذات السنة التي استقلّت فيها البلاد عن فرنسا عام 1960، ولعب المنتخب السنغالي أول مباراة دولية ضد منتخب غامبيا وفاز عليه بهدفين عام 1959، وبعدها .. انسحب المنتخب من بطولة العالم عام 1966، وتأهل بعدها لمرّتين في تاريخه، حيث حقّق مفاجأة مدويّة عام 2002 عندما وصل لدور الثمانية بعد فوزه على المنتخب الفرنسي حامل اللقب بدوري المجموعات، يتعادل بعدها مع منتخب الأرغواي والدانمارك، ثم يفوز على منتخب السويد ويصل إلى دور الثمانية، لينتهي الحلم حينها بخسارته أمام تركيا، لتبقى خزائن الاتحاد دون أي كأس أو لقب سوى التأهل لكأس العالم ووصافة كأس أفريقيا عام 2002.
“أسود التيرانغا”، ومعنى هذا اللقب حرفيّاً هو حسن الضيافة عند الشعب السنغالي، وقد أضيفت عبارة “التيرانغا” كي يتميّز منتخب السنغال عن غيره من المنتخبات الإفريقية التي تلقّب نفسها بالأسود، مثل منتخب المغرب “أسود الأطلسي”، ومنتخب الكاميرون “الأسود غير المروّضة”.
مشوار منتخب “أسود التيرانغا” كان حافلاً بالقوة والمفاجأة، فقد أنهى منتخب السنغال دوري المجموعات التي جمعته مع منتخبات توجو، ناميبيا، الكونغو.. متصدراً بعد فوزه بخمسة مباريات وتعادله في واحدة، جامعاً ستة عشر من النقاط، مسجّلاً 15 هدفاً ومتلقّياً 4 أهداف، ليكون بذلك صاحب أقوى خط دفاع وهجوم، ليقابل المنتخب المصري القوي في المباراة الفاصلة ويفوز عليه بركلات الترجيح 3 – 1، بعد انتهاء مباراتي الذهاب والإياب بنتيجة 1 – 0،
يطير المنتخب السنغالي إلى قطر ليحلّ ضيفاً على مجموعة مشابهة لمشاركته السابقة من حيث القوة، فهي ستجمعه مع قطر، هولندا، الأكوادور.
فهل سينجح أسود التيرانغا في تحقيق ذات النتيجة السابقة، ويصل إلى الأدوار المتقدمة كما حصل في مشاركته السابقة، وهو يمتلك الآن مجموعة رائعة من اللاعبين وفي مقدمتهم لاعب ليفربول الشهير “سادو ماني”، أمّ أن الأسود ستكتفي بحسن المشاركة أسوةً بلقبها الذي يعني حسن الضيافة؟.
#صحيفة_الوسط_القسم_الرياضي
غسان أديب المعلم