غلوبال ريسيرش تعلق على رفض بايدن مقترح السلام الصيني حول أوكرانيا

هناك شيء غير منطقي بشأن رفض الرئيس بايدن المفاجئ لمقترح السلام الصيني المكون من 12 نقطة بعنوان: موقف الصين من التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية.
وصف بايدن الخطة التي تدعو إلى وقف التصعيد ووقف إطلاق النار واحترام السيادة الوطنية وإنشاء ممرات إنسانية واستئناف محادثات السلام بغير العقلاني، وقال للصحافة: لم أر شيئاً في الخطة يشير إلى أن هناك شيئاً سيكون مفيداً لأي شخص آخر غير روسيا إذا تم إتباع الخطة الصينية.
تنص الخطة على أن الحوار والتفاوض هما الحل الوحيد القابل للتطبيق للأزمة الأوكرانية، ويجب تشجيع ودعم جميع الجهود التي تفضي إلى تسوية سلمية للأزمة.
بدلاً من إشراك الصين- وهو بلد يبلغ عدد سكانه 1.5 مليار نسمة وأكبر مصدر في العالم، وصاحب تريليون دولار من الديون الأمريكية وعملاق صناعي – في التفاوض على إنهاء الأزمة في أوكرانيا، تفضل إدارة بايدن أن تهز أصابعها أمام الصين محذرة إياها بعدم تسليح روسيا.
إن الولايات المتحدة، وليس الصين، هي التي تغذي الصراع بما لا يقل عن 45 مليار دولار من الذخيرة والطائرات بدون طيار والدبابات والصواريخ في حرب بالوكالة التي تخاطر بتحويل العالم إلى رماد في محرقة نووية.
مقترح السلام الصيني.. الولايات المتحدة تمنع عقد اتفاق سلام
لماذا تمنع الولايات المتحدة عقد اتفاق سلام؟ لماذا لا يقدم الرئيس بايدن رداً جاداً على خطة السلام الصينية، ناهيك عن إشراك الصينيين على طاولة المفاوضات؟.
بايدن وفريقه من المحافظين الجدد، ومن بينهم وكيل وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند، ليس لديهم أي مصلحة في السلام إذا كان ذلك يعني أن واشنطن تتنازل عن القوة المهيمنة لعالم متعدد الأقطاب غير مرتبط بالدولار القوي.
ربما ما أثار قلق بايدن، إلى جانب احتمال أن تظهر الصين البطل في هذه الملحمة الدموية، هو دعوة الصين لرفع العقوبات الأحادية الجانب، فالولايات المتحدة تفرض عقوبات أحادية الجانب على مسؤولين وشركات من روسيا والصين وإيران، كما تفرض عقوبات على بلدان بأكملها، مثل كوبا، حيث أدى الحظر القاسي لمدة 60 عاماً، إضافة إلى إدراجها في قائمة الدول الراعية للإرهاب، إلى صعوبة حصول كوبا على الحقن لإعطاء لقاحاتها الخاصة خلال وباء كورونا.
في آب 2022، اتهم سفير الصين في موسكو الولايات المتحدة بأنها المحرض الرئيس على حرب أوكرانيا، مما أثار استفزاز روسيا بتوسع الناتو إلى حدود روسيا، هذا ليس منظوراً غير مألوف.
وقد لاقى اقتراح السلام هذا استجابة أكثر إيجابية من الدول المجاورة، وقال الزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو: إن بلاده تدعم بالكامل خطة بكين كما وافقت كازاخستان على إطار السلام الصيني في بيان ووصفته بأنه يستحق الدعم، وأظهر رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الذي يريد أن تبقى بلاده خارج الحرب، دعمه للاقتراح.
مقال مترجم عن غلوبال ريسيرش