معركة حامية الوطيس في الانتخابات الأمريكية

احتفظ الديمقراطيون اليوم الأربعاء بمناصب حكام الولايات الرئيسية، متجاوزين التوقعات في انتخابات التجديد النصفي التي تشهد معركة حامية الوطيس ولا تزال سيطرتهم على الكونغرس غير مؤكدة.
جرت معركة على مستوى كل منطقة على حده للسيطرة على مجلس النواب، مع احتفاظ الديمقراطيين بمقاعد في مناطق من فرجينيا إلى كنساس ورود آيلاند.
الديموقراطيون شغلوا مقعدا هاما في مجلس الشيوخ بولاية نيو هامبشير، حيث هزمت ماغي حسن الجمهوري دون بولدوك، وهو جنرال متقاعد روج في البداية لأكاذيب الرئيس السابق دونالد ترامب بشأن انتخابات عام 2020، لكنه سعى الى النأي بنفسه عن بعض مواقفه الأكثر تطرفا خلال حملة الحزب الجمهوري.. أما الجمهوريون فشغلوا مقاعد مجلس الشيوخ في أوهايو وكارولاينا الشمالية.
يذكر أن نتائج انتخابات مجلسي النواب والشيوخ ستحدد مستقبل الرئيس جو بايدن، وستكون بمثابة استفتاء على أداء إدارته بينما تسعى البلاد للتعافي من ارتفاع قياسي للتضخم ومخاوف أخرى بشأن مستقبل البلاد.
ومن المرجح أن تؤدي سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب إلى جولة تحقيقات مع بايدن وعائلته، في حين من شأن سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس الشيوخ أن يعيق قدرة بايدن على القيام بتعيينات قضائية.
ويواجه الديمقراطيون رياحا معاكسة غير مسبوقة، إذ يعاني الحزب الحاكم الذي حقق انتصارات كبيرة في انتخابات حكام الولايات بجميع أنحاء البلاد.. يعاني دائما من خسائر في أول انتخابات عقب انتخاب الرئيس، لكن الديمقراطيين كانوا يأملون في أن يؤدي الغضب من قرار المحكمة العليا بشأن حقوق الإجهاض الى دفع ناخبيهم الى الاتجاه غير المعتاد.
في ساحة المعركة الرئيسية في ولاية بنسلفانيا، فاز المدعي العام الديمقراطي جوش شابيرو على الجمهوري دوغ ماستريانو، كما اصبحت الديمقراطية غريتشين ويتمير حاكمة لميشيغان، وجلست كاثي هوشول على مقعد حاكم نيويورك، وهزمت ميشيل لوجان غريشام منافسها لتصبح حاكمة لنيو مكسيكو.
أظهرت توقعات شبكات إعلامية أن حاكم فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس الذي يعد مرشحا محتملا للرئاسة عام 2024 سيكون أحد الفائزين الأوائل في انتخابات منتصف الولاية في الولايات المتحدة.
وتوقعت شبكتا “آي بي سي” و”سي ان ان” الثلاثاء فوز ديسانتيس البالغ 44 عاما على منافسه الديموقراطي تشارلي كريست ليستمر في منصبه حاكما لفلوريدا لولاية ثانية.
وسطع نجم ديسانتيس في أوساط اليمين السياسي المحافظ في الآونة الأخيرة حتى بات ينظر اليه كمنافس جدي محتمل للرئيس السابق دونالد ترامب لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية عام 2024.
ولفت ديسانتيس الاهتمام على الصعيد الوطني لمعارضته التدابير الصارمة التي تهدف إلى كبح انتشار كوفيد-19، كما وتقدم الصفوف في انتقاد تزايد التسامح مع حقوق المثليين.
وفي وقت سابق هذا العام وقع حاكم فلوريدا أيضا قانونا يحظر الإجهاض بعد 15 أسبوعا من الحمل، لينضم إلى حملة على مستوى البلاد من قبل المحافظين لتقييد حق الإجهاض.
وفي خطوة أخرى تتماشى مع السياسة المحافظة، أرسل ديسانتيس عشرات المهاجرين غير الشرعيين إلى منتجع جزيرة “مارثاز فاينيارد” للأثرياء في ماساتشوستس، ما دفع بالجمهوريين الى رفع دعوى قضائية ضده.
ورغم أنه لم يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2024، الا أنه أبقى خياراته مفتوحة برفضه الالتزام بإكمال فترة ولايته الثانية كحاكم.
وشغل كريست البالغ 66 عاما منصب حاكم فلوريدا من عام 2007 حتى 2011 عن الحزب الجمهوري، لكنه انتقل لاحقا الى الحزب الديموقراطي وفاز في انتخابات مجلس النواب عن هذا الحزب، قبل ان يستقيل ويترشح لحاكمية الولاية.