معراج البروق .. أحمد علي هلال ..

معراج البروق ..
لآذار قالت جمهرة الفصول: طوبى للحكاية، وطوبى للصاعدين دمهم، لحكاية سمت فوق سردها، و لمن جهروا بعشق تقدست أسماؤه في حلكة الأزمنة… هو التراب البهيج من خطَّ سفر دمهم أبجدية للأسماء كلها.
يا لعوديسا الفلسطيني كم عليه أن يجرب الرحيل في المنافي واقتفاء أثر الذاكرة، وقالت الأرض لعشاقها: طرزوا أسمائكم، على خطوط الأصابع، هنا الجليل والمثلث والنقب، وما تضمره الحكايات التي لم تذهب برمادها وبجذورها وبكحل أغانيها إلا إلى الذاكرة.
قال الفتى ضياء حمارشة: إني امتدادهم، من افتتحوا نشيد آذار في يوم طويل، خيط في كوكبة لأقمار عالية ولجرح صار الآن هوية… والتفجّر في مواسم ضوء وسلال حجارته، فهل أتاكم حديث الأرض، يوم تقوم، ويوم تعلن للحياة الانتماء… يا أيها الذاهبون إلى غدهم لا تعدوا أسمائنا، بل دعو لخيول الصباح أن تأتي طليقة مثل جرح، اسماً وجرحاً وهوية صارت لفلسطين كل الأسماء…
هي مواسمنا نزرع في خصيب الأرض أجسادنا لتورق فجراً لتورق كبرياء. كذلك يقول الشهيد للشهيد وهو يحمل حناء اسمائهم، ستة أقمار علت سماوات فلسطين في ذلك النهار الربيعي الساخن… عبرت المدى بأصواتهم كانوا متن العوديسا… متن الملحمة التي لم تتوقف، ولخديجة أن تقول: يا إخوة الجرح كأن عنب الخليل يأخذ من دمكم استعارته، وللينبوع التفجر إيقاعاً لنبضكم، وإنها لفلسطين التي مازالت تبسط لنا درب الحكاية/ درب الجلجلة التي مشى على صراطها الجرح طليقاً حتى تبرئ الأرض من جراحها…يا أيها الغناء هل تتسع لك الأرض كلها محمولاً على وعد البذور لتظل وطناً نهائياً لا تبدله لعنة التاريخ… لعنة الجغرافيا.
وقالها محمود درويش:
“أيها الذاهبون إلى صخرة القدس
مروا على جسدي
أيها العابرون على جسدي
لن تمروا
أنا الأرض في جسد
لن تمروا
أنا الأرض في صحوها
لن تمروا
أنا الأرض
يا أيها العابرون في صحوها لن تمروا”.
*كاتب وناقد فلسطيني – سوريا