معارك كبيرة وقاسية بين ترامب وهاريس.. ولايات متأرجحة وموعد الحسم يقترب
أظهرت استطلاعات جديدة أن المنافسات الانتخابية تزداد احتداماً بين الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس، فنتائجهما متقاربة للغاية في الميادين السبعة الرئيسية لمعاركهما.

معادلة ترامب وهاريس تتفاعل انتخابياً، ومع اقتراب موعد توجه ملايين الأميركيين إلى صناديق الاقتراع بعد أقل من سبعة أسابيع، أعلنت خلال الساعات الـ24 الماضية نتائج متشابهة لاستطلاعات عدة أجرتها مؤسسات موثوقة في دراساتها واستبياناتها الإحصائية، رغم بعض التباينات في النسب المئوية التي حصل عليها كل من هاريس وترامب في الولايات المتأرجحة: بنسلفانيا، نورث كارولينا، ميشيغان، ويسكونسن، جورجيا، أريزونا ونيفادا.
وأظهرت مجموعة جديدة من الاستطلاعات التي أجرتها صحيفتا “نيويورك تايمز” و”فيلادلفيا إنكوايرر”، فضلاً عن “سيينا كولدج”، أن هاريس أثارت إعجاب الناخبين بشكل ساحق في مناظرتها مع ترامب في 10 سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها أخفقت حتى الآن في الحصول على ميزة حاسمة في الحملة الرئاسية.
تعادل ترامب وهاريس بنسبة 47 في المائة
ومع أن النتائج على الصعيد الوطني بيّنت تعادل ترامب وهاريس بنسبة 47 في المائة لكل منهما. ولكن المرشحة الديمقراطية تقدمت في بنسلفانيا بنسبة 50 في المائة مقابل 46 في المائة لترامب، ولكن هذا التقدم يبقى طفيفاً في هذه الولاية الحاسمة، التي تحظى بـ19 صوتاً في المجمع الانتخابي المؤلف من 538 صوتاً.
ومع ذلك، أفاد استطلاع أجرته كلية “إيمرسون كولدج” وموقع ذا هيل على الإنترنت بأن ترامب يتفوق على هاريس في أريزونا (49 في المائة مقابل 48 في المائة)، وجورجيا (50 في المائة مقابل 47 في المائة)، وبنسلفانيا (48 في المائة مقابل 47 في المائة)، وويسكونسن (49 في المائة مقابل 48 في المائة)، لكن هاريس تتقدم على ترامب في ميشيغان (49 في المائة مقابل 47 في المائة)، ونورث كارولينا (49 في المائة مقابل 48 في المائة)، ويتعادل المرشحان بنسبة 48 في المائة في نيفادا.
اقرأ أيضاً: آخر أخبار الانتخابات الأمريكية.. ماهي الولايات التي تتقدم فيها هاريس على ترامب؟
وتقع كل هذه النسب ضمن هامش الخطأ الخاص في كل من هذه الولايات، مما يعني أن المرشحين متعادلان إحصائياً في كل منها أيضاً.
لاحظ المدير التنفيذي لمركز الاستطلاعات في إيمرسون كولدج، سبنسر كيمبال، أنه كانت هناك حركة متواضعة في الانتخابات الرئاسية منذ الاستطلاعات التي أجرتها إيمرسون في أواخر أغسطس (آب) قبل المناظرة الرئاسية في العاشر من سبتمبر (أيلول).
الاقتصاد.. القضية الأولى بين الناخبين
وأضاف أنه في أريزونا ونورث كارولينا، خسر ترامب نقطة واحدة، واكتسبت هاريس نقطة واحدة. وظل دعم ترامب على حاله في ميشيغان ونيفادا وويسكونسن، بينما انخفض دعم هاريس بنقطة واحدة في ميشيغان ونيفادا، وظل كما هو في ويسكونسن. وفي جورجيا، اكتسب ترامب نقطتين وخسرت هاريس نقطتين.
وفي هذه الاستبيانات، استشهد المستطلعون بالاقتصاد، بصفته القضية الأولى بين الناخبين في كل ولاية متأرجحة. واحتلت الهجرة المرتبة الثانية في أريزونا، بينما جاءت التهديدات للديمقراطية في المرتبة الثانية في كل من جورجيا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، وكانت القدرة على تحمل تكاليف الإسكان في المرتبة الثانية في كل من نيفادا ونورث كارولينا.
وفي استطلاع أجرته شبكة “سي إن إن” الأميركية للتلفزيون، في بنسلفانيا، بعد المناظرة الرئاسية، تبيّن عدم وجود سيطرة واضحة لأي من هاريس أو ترامب في هذه الولاية المحورية، حيث بلغ متوسط دعم المرشحة الديمقراطية 49 في المائة مقارنة بـ47 في المائة لمنافسها الجمهوري، علماً أن المتوسط الجديد يشمل استطلاعات نيويورك تايمز وفيلادلفيا إنكوايرر وسيينا كولدج وماريست كولدج وواشنطن بوست وجامعة كوينيبياك.
اقرأ أيضاً: هاريس وترامب تحت رحمته .. ما هو المجمع الانتخابي وما دوره في اختيار رئيس أمريكا؟
ولم تجد ثلاثة من هذه الاستطلاعات أي سيطرة واضحة في المنافسة، بسبب وقوع نتائج دعم هاريس وترامب ضمن هامش الخطأ في كل منها، بينما اقترح أحد الاستطلاعات تقدماً ضيقاً لهاريس يبلغ خمس نقاط على ترامب في بنسلفانيا وميشيغان، بعدما أظهرت أداء جيداً للغاية في مناظرتها مع ترامب، وهذا ما يتمشى مع استطلاعات أخرى.
ومع ذلك، تقدمت هاريس على ترامب في استطلاع حديث أجرته وكالة رويترز بواقع 47 في المائة مقابل 42 في المائة. ووفقاً لمتوسطات استطلاعات من موقع “فايف ثيرتي أيت” على شبكة إيه بي سي، تتقدم هاريس في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن ونيفادا ونورث كارولينا، في حين يحظى ترامب بدعم أكبر في جورجيا، ويتعادلان في أريزونا.
العرب ممتعضون… وخيار شتاين الأفضل
في غضون ذلك، أظهر استطلاع أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) أن الناخبين من أصول عربية ومسلمة يعبرون عن غضبهم من موقف إدارة الرئيس جو بايدن من حرب غزة بالتحول من تأييد هاريس نحو دعم المرشحة عن حزب الخضر جيل شتاين بعدد يمكن أن يحرم المرشحة الديمقراطية من الفوز في ولايات حاسمة مثل ميشيغان وأريزونا وويسكونسن. وبيّن هذا الاستطلاع أن 40 في المائة من الناخبين المسلمين في ميشيغان يؤيدون شتاين، مقابل 18 في المائة لترامب، و12 في المائة فقط لهاريس. ولكن هاريس كانت الاختيار الأول للناخبين المسلمين في جورجيا وبنسلفانيا، بينما تقدم ترامب في نيفادا.
ورغم توجه هاريس مجدداً إلى ديترويت، مركز ثقل الجاليات العربية والمسلمة في ميشيغان، فإن شتاين وكذلك ترامب يواصلان جهودهما للحصول على أرقام يحتمل أن تهدد فرص المرشحة الديمقراطية.
وفاز بايدن في هذه الولاية بفارق 154 ألف صوت عام 2020، لكن ترامب هزم مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون في الولاية نفسها بأقل من 11 ألف صوت في انتخابات عام 2016.
هاريس تنضم إلى المذيعة الشهيرة أوبرا وينفري
وفي محاولة لتحفيز جهود حملتها في الولايات المتأرجحة، انضمت هاريس إلى المذيعة الشهيرة أوبرا وينفري في مناسبة عبر الإنترنت بعنوان “اتحدوا من أجل أميركا”، التي تنظمها وينفري بالتعاون مع مجموعة حققوا الفوز مع النساء السود في الولايات التي يتوقع أن تحسم نتيجة الانتخابات في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وواصلت هاريس أيضاً سعيها من أجل جذب أصوات الأقليات، لا سيما المتحدرين من أميركا اللاتينية.
وفي المقابل، شارك ترامب أيضاً في نشاط انتخابي في واشنطن حول مكافحة معاداة السامية، وكان مقرراً أن يلقي كلمة في قمة للمجلس الإسرائيلي – الأميركي.
اقرأ أيضاً: بعد تعرضه لمحاولة اغتيال جديدة .. كيف علق الرئيس ترامب؟
وكان ترامب قد هاجم المهاجرين في الولايات المتحدة، معلناً أنه سيتوجّه في الأسبوعين المقبلين إلى مدينة سبرينغفيلد في أوهايو، التي هزّتها شائعات عنصرية ضد هايتيين اتُهموا بشكل كاذب أنهم يأكلون الكلاب والقطط.
سبرينغفيلد.. المدينة الصغيرة اللطيفة لدى ترامب
وقال ترامب خلال تجمع في نيويورك إن سبرينغفيلد، في أوهايو، هذه المدينة الصغيرة اللطيفة التي كانت خالية من الجريمة والمشكلات. 32 ألف مهاجر غير شرعي وصلوا إلى المدينة في غضون أسابيع سأذهب إلى سبرينغفيلد.
ووصف المرشح الجمهوري ملايين المهاجرين الذين يقيمون في البلاد بصورة غير شرعية بأنهم “حيوانات” و”إرهابيون” و”مجرمون” يأتون “من أفريقيا والشرق الأوسط ومن كل أنحاء العالم وآسيا إنهم ببساطة يدمرون نسيجنا الاجتماعي”، متعهداً بـ”التخلص من هؤلاء” في حال إعادة انتخابه.