الديك الفصيحالعناوين الرئيسية

مسؤول، وبيبرونة، وبامبرز ..

 

صدّقوني أنّني لا أمزح، رغم أن هذه الزاوية مخصّصة لنكتب فيها النقد الساخر مع مايحمله هذا النمط من مبالغات في التشبيه في بعض الأحيان، لكن المعلومات داخل هذا المقال ممهورة بأختامٍ رسميّة، ومن مسؤولين رسميّين!

فالمسؤولين، مع “معمل خرز أزرق”، باتوا بحاجة إلى تأهيلٍ جديد من الصفر، أي مع “الحليب والسيرلاك والبامبرز”..

معاون وزير التنمية الإدارية يقول بالحرف: “دورات تدريبيّة على الظهور الإعلامي للمسؤولين، ستقوم بها الوزارة بهدف تقديم المعلومات بطريقة صحيحة للجمهور.”

سأعيدها، وأكرر.. “دورات للمسؤولين ليعرفوا تقديم معلومة صحيحة للجمهور.”!!..

ماذا يعني هذا الكلام؟..

يعني أن كلّ المسؤولين أمام احتمالات محدودة:

– إمّا عدم امتلاكهم للمعلومة الصحيحة، ويألفون ويكذبون على الجمهور ..

– أو إنهم يمتلكون المعلومة الصحيحة ويكذبون على الجمهور ..

– أو أنّهم يمتلكون المعلومة الصحيحة ولكن لديهم جهل فيما يتعلق بالظهور الإعلامي، ولا يجيدون النطق والحديث والكلام بلغة صحيحة يفهمها الجمهور.

والشعب أمام مختلف الاحتمالات في طامّةٍ كبرى، ويعلم علم اليقين أنهم كاذبون مخادعون جاهلون، ممّا استوجب إنشاء “حضانة” للوزراء والمسؤولين تطوع بالإعلان عن ضرورتها أحد أذرع الحكومة، أي وزارة التنمية، عبر إرضاعهم “حليب القراءة”، مع وجبة “سيرلاك الخطابة”، و”بامبرز للتصريحات ال…..”، إلى حين الوصول لمهارة التحدث بلغةٍ مفهومة وبصدق أمام كاميرات الإعلام الرسميّ ..

فعلاً، “اللي استحوا ماتوا.” ..

لو عدنا لأول احتمال، وهو أنكم لا تملكون المعلومة الصحيحة، فأيّ شرفٍ تمتلكون وأنتم تدَّعون على الشعب؟.

وفي الاحتمال الثاني، وهو أنكم تملكون المعلومة الصحيحة، لكن مأمورون بالكذب وقول خلافها، فأيّ ذرّة شرف تمتلكون وأنتم تكذبون وتضحكون على هذا الشعب الجبّار الصابر؟.

أمّا في الاحتمال الثالث، وهو أنكم تمتلكون المعلومة الصحيحة، ولا تجيدون النطق بها وتقديمها بالشكل الصحيح للجمهور، لأن رؤوسكم متخمة بـ “البلاهة والتنبلة”، فكيف أصبحتم مسؤولين؟، من الذي رشّحكم وولَّاكم هذه المناصب؟، كيف تحصّلتم على شهاداتكم العلميّة وأنتم لا تعرفون كيفية إيصال الحقيقة؟.

كيف تزوّجتم، وكيف أصبح لديكم أولاد، وكيف أصبح معظم أولادكم في دول الإمبرياليّة؟.

عندما يقول وزير الكهرباء أن التقنين سيتحسّن ولا يحصل ذلك!!..

عندما يقول وزير “الكالوريز” أن المواد متوفّرة وبأفضل سعر ولا يكون ذلك !!..

عندما يقول وزير الزراعة بأن إنتاج المحاصيل كبيرة ويثبت العكس !!..

عندما يقول وزير الموارد بأن المياه ستتوفّر ولا يحصل ذلك!!..

عندما يقول رئيس مجلس الوزراء بأن حكومته تعمل على خفض الأسعار، وأن الأمور تسير إلى الأفضل، وأن المستقبل زاهٍ ومشرق ويحصل عكس ذلك !!..

ولو أردنا استعراض مليون تصريح كالتصريحات السابقة من علية القوم والمسؤولين لكانت نقطة في بحر ” إبداعاتهم”.

كل ما سبق يجعل صفة “جاهل .. كاذب .. بلا شرف”، هي فقط ما يخطر في بال المواطن السوري عندما يسمع هكذا تصريحات.

من يكذب برغبته أو مدفوعاً لذلك، ولأي سببٍ كان على الشعب، هو حُكماً بلا شرف ..

من لا يتقن أصول الحديث والتخاطب والتواصل، فهذا يعني أن أليات وصوله إلى المنصب مشكوك بنزاهتها، ومشكوكٌ بأسباب  بقائه في منصبه رغم أخطائه وخطاياه وتراكم هفواته ومواقف جهله.

غالبيّة الشعب تعرف وتُدرك هذا الأمر، وتعلم أنهم لا يمثّلون الشعب، بل أنهم من “أراذل الشعب” لا أكثر، وعليه، ستكون هذه الدورات لتعليم فنون جديدة في طرق الكذب،  فكذبة قيصر لم تعد تنطلي على أحد، وعلى سبيل المثال لا الحصر:

وزير “الكالوريز” الله يحرسو، ودقّوا عالخشب، وصلاتك يانبي على جهبذ زمانه” يقول: “إن تكلفة ربطة الخبز تساوي 3500 ليرة، بينما ربطة الخبز السياحية تباع بـ 2500 ليرة، هذا يعني يا سعادة “الفهيم” أنك تعطيني مبلغ 196000 ليرة سورية شهريّاً دعم من الحكومة بحكم امتيازاتي وفق بطاقتك المحددة بربطتي خبز يومياً، أعطيني هذا المبلغ شهرياً ولا أريد خبزك الذي ترفض أن تأكله الدواب.

فما حال ملايين الناس؟، وما حال باقي المواد؟، وما علاقة قيصر بهذا الاستغباء الواضح الفاضح؟.

مثال ثاني على طريقة تعيين “الجهابذ”..

وزير التربية قالل في حديث إعلاميّ قبل استلامه لمنصب وزير، عندما كان مديراً للمناهج: “لقد درسنا وزن الحقيبة المدرسيّة، واتضح لدينا بأنّ سبب الوزن الثقيل هو “سندويشة الزيت والزعتر مع مطرة الماء” التي تضعها الأم في حقيبة ابنها.”

بالله عليكم، هل عرفتم كيف يمكن أن يصبح أي كائن بمنصب وزير!؟..

والسؤال المُحرج، رغم أن وجوهكم لا حياء ولا ماء فيها:

ألستم من تمثّلون “العمال والفلاحين والكادحين وصغار الكسبة والمحرومين والفقراء و.. و..” ؟.

ألستم المناضلون الأشاوس، وتاريخ كلّ منكم متخمٌ بالشهادة والتكريمات، وأجسادكم فيها بين “الشبر والشبر” طعنة رمحٍ من الرجعيّة، وجرح من سيوف الإمبريالية؟.

كيف لا تشعرون بالشعب؟، وكيف أصبحتم ممثّليه وأنتم لا تجيدون التحدّث إليه وتزويده بالمعلومة الصحيحة؟.

وفي النهاية، يقول علي شريعتي: “يجب تغيير المسؤولين كلّ فترة كما تغيير حفّوضات الأطفال.”

والشعب يقول: هذه الحكومة والمسؤولين كما سابقيهم، ويحتاج التغيير إلى رجال، وليس حفوضات للاستبدال.

 

البلد متخمة بالرجال الشرفاء والماجدات والغيارى، متخمة بمن هم أهلٌ لأي مهمة أو منصب وبالملايين، أمّا أنتم فيليق بكم وصف “أشباه الرجال”.

#تحيا_سوريا_وستحيا

 

غسان أديب المعلم ..

 

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى