مرصد الختم يصوّر سديم «الحلزون» من سماء أبوظبي

تمكن مرصد الختم التابع لمركز الفلك الدولي في أبوظبي، من تصوير سديم «الحلزون» Helix Nebula الذي تشكل نتيجة انفجار نجم آخر مجاور له يماثل حجم الشمس، وتحول قلب النجم إلى قزم أبيض يظهر في المنتصف، بينما تناثرت أجزاء السديم على شكل حلقة غير منتظمة.
ووفق مركز الفلك الدولي يقع سديم الحلزون في برج الدلو، ويبعد عن الأرض بنحو 655 سنة ضوئية، ويتكون من كرة ممتدة من الغاز قطرها نحو 5 سنوات ضوئية، وتبلغ درجة حرارته نحو 100 ألف درجة مئوية، وقد استغرق تصوير السديم من قبل المهندس محمد عودة مدير مركز الفلك الدولي نحو 10 ساعات ونصف الساعة.
وفي وقت سابق تمكن مرصد الختم الفلكي التابع لمركز الفلك الدولي في أبوظبي، من رصد اللحظات الأولى لانفجار نجم ضخم الكتلة وتحوله لثقب أسود، حيث رصدت هذه الظاهرة ابتداء من قبل تلسكوب فضائي “سويفت” يوم 9 أكتوبر والذي سجل توهجا شديدا جدا لأشعة “جاما” من بقعة معينة في السماء، وعلى إثرها قام التلسكوب برصدها بالأشعة السينية وسجل توهجا كبيرا أيضا.
وقال المهندس محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي يومها أصدر التلسكوب إشعارا لمختلف الراصدين المهتمين بهذه الظواهر في العالم، واستجاب مرصد الختم الفلكي لهذا التنبيه وقام بتوجيه تلسكوب مرصد الختم الفلكي لرصد هذه البقعة من السماء، وتبين وجود نجم لامع جديد في تلك البقعة، مما يعني أن التوهج حصل أيضا في الأشعة المرئية، إذ أن هذا النجم كان موجودا سابقا ولكنه كان أخفت من أن يشاهد، ومع انفجاره ازداد لمعانه إلى أن أصبح مرئيا بالتلسكوبات الأرضية الصغيرة نسبيا.
وسرعان ما تبين بعد ذلك أن هذا التوهج في أشعة “جاما” والأشعة السينية والأشعة المرئية كان نتيجة موت وانفجار نجم ضخم تبلع كتلته حوالي 30 ضعف كتلة الشمس وتحول إلى ثقب أسود، ويبعد عنا 2 مليار سنة ضوئية، أي ما يعادل 20 مليار ترليون كيلومتر! وقد كان ذلك التوهج هو أشد توهج لأشعة “جاما” يسجل في التاريخ، وقد لا يتكرر انفجار مشابه له بهذه القوة لعقود قادمة، وعلى الرغم من ضخم المسافة التي يقع عليها النجم، إلا أنه يعتبر أقرب توهج لأشعة “جاما” تم تسجيله بهذه القوة.
وقد أثار هذا الانفجار اهتماما واسعا على مستوى العالم، وقد بلغ من القوة لدرجة أن هذه الأشعة أثرت على الغلاف الجوي الأرضي لدى وصولها إلى الأرض، حيث بينت مجسات البرق في الهند وألمانيا أن الإشعاع الكهرومغناطيسي الناتج عن البرق اختلف فجأة بشكل متزامن مع انفجار النجم، مما يشير إلى حدوث تأين لبعض جزئيات الغلاف الجوي عند وصول أشعة “جاما” والأشعة السينية إليها، إضافة إلى تأثر بعض الاتصالات الراديوية حينها بسبب اضطراب طبقة الأيونوسفير. فتأثر الأرض بانفجار يبعد عنها 2 مليار سنة ضوئية يعتبر بلا شك ظاهرة استثنائية.
وتثير مثل هذه الظواهر اهتمام العديد من العلماء خاصة المهتمين بتشكل العناصر الأثقل في الجدول الدوري، فمن المعلوم بأن العناصر الثقيلة في الكون مثل الكوبلت والتيتانيوم والذهب والزنك تتشكل عند حدوث هذه الانفجارات، إذ أنها المصدر الرئيس لهذه العناصر في الكون.
المصدر: البيان