محمود هلهل: أستخدم في أعمالي الفنية تقنيات جديدة وتوالف طبيعية بحرية
أمارس طرق بعيدة عن النمطية في تعليم الرسم والأعمال اليدوية

|| Midline-news || – الوسط …
حوار: روعة يونس
.
لدى الفنان الشاب محمود هلهل، باقة من الإبداعات التي يقدمها في عالم الفن وبحره الواسع…
ولطالما قلنا بحر، فمن الجدير ذكره أن معظم فنونه وأعماله التي يمارسها تعتمد في قوامها وخاماتها على البحر؛ الذي نشأ وانتمى إليه. ففناننا ابن طرطوس الجميلة، وأحب الفن والبحر وشُغف بهما منذ سن مبكرة.
دفعه شغفه بالفن إلى دراسته ومن ثم تدريسه.. وبالتالي لم يقتصر عشقه للفن على ممارسته وإنجاز لوحات فن تشكيلي، بل انطلق إلى أبعد من ذلك، إلى الابتكار (كما سنقرأ في الحوار معه)
وحتى على الصعيد الإداري الرسمي، لم يكتف الفنان هلهل بالتدريس في المدارس الرسمية. بل انطلق يعلّم الرسم والأعمال الفنية في المراكز والمعاهد، إيماناً منه بأهمية تنمية مواهب الأطفال وصقلها وإرشادها.
وربما يصعب في هذا الحيز الصغير تعداد مجموع عضوياته في المنتديات والملتقيات والجمعيات الفنية والثقافية، وتعداد مشاركاته الكثيرة في المعارض الفنية داخل سوريا. إنما بفضل جهده وتميزه نال فناننا هلهل العديد من شهادات التقدير والتكريمات والدروع، سواء بوصفه فنان مبدع، أو ناشط في الفنون يعمل بدأبه ويخلص بقلبه.
.
.
قدمت مؤخراً أعمالك الفنية (لوحات رملية) ولفتت الأنظار إليها بسبب خاماتها المتميزة. ماذا عن هذا الفن وخاماته؟
بالنسبة للوحات البحرية أستخدم فيها خامات بحرية لا تقتصر على الأصداف فقط. فهناك الرمل البحري بعدة ألوان طبيعية، ومن مناطق وشواطئ مختلفة منها (رمل بحري أبيض ومنها أسود ودرجات متعددة من اللون الرملي) وأضيف إليها الأصداف بأنواعها المتعددة، وخامات بحرية مستخدمة لأول مرة بالأعمال اليدوية منها (الطحالب البحرية والمرجان ونجوم البحر والإسفنج وقنافذ البحر وزجاج مصقول بحتّ الأمواج وحسك وعظام كائنات بحرية وبحص بحري)…إلخ ولما كان يتطلب الأمر تلوين الأصداف أو تذهيبها كنت ألونها بصباغ مخلوط مع لكر أو سلر، وهكذا.
لا بد أن يكون للبيئة البحرية التي تنتمي إليها وتعيش فيها (طرطوس) تأثيراً ما على موهبتك وفنونك اليدوية؟
.
.
إذاً.. يمكن اعتبار أعمالك تلك نواة مشروعك الفني الحرفي- والاحترافي الحالي؟!
بالضبط.. فقد كانت أشغال ومجسمات صدفية.. أما بالنسبة للوحات الفنية الحالية فقد انطلقت الفكرة من مواضيع كنت أعطيها لطلابي (كوني مدرس رسم وفنون) لتطبيق الأعمال اليدوية بشكل مبسط. وأعجبتني الفكرة لإنتاج لوحات تطويرية. وكذلك الرمليات بدأتها مع طلابي بأعمال رملية، ثم طورتها لأنتج لوحات من الرمل الملون والبحري.
وهكذا كانت غالبية هذه المواضيع تبدأ كنواة اختبارية مع طلابي، ثم أعمل عليها بشكل فني وتقني احترافي، لأشارك فيها عبر معارض الأعمال الفنية (اليدوية والحرفية) وكان آخرها معرض سوق الحرفيين في طرطوس حيث دخلت كمشارك في هذا المهرجان بلوحات الخامات البحرية حيث كانت فكرة جديدة بشكلها وخاماتها البحرية المنوعة.
ألا يحتاج هذا الفن إلى دقة وخبرة، نظراً لتفاصيله التي تعتمد على خامات متحركة مثل الرمل والصدف الصغير؟
نعم نعم.. عملية التشكيل وتوزيع هذه الخامات على سطح اللوحة يحتاج لخبرة ومهارة في مجال العمل اليدوي والرسم لإخراج هذه اللوحات بمظهر جمالي ومميز. فضلاً عن خبرة في مجال البيئة البحرية ذاتها. لئلا تتداخل مواد اللوحة البحرية مع مواد وخامات مثلاً تتصل بالبيئة الزراعية أو غير ذلك!
.
.
اسمح لي بهذا السؤال: هل ثمة ضرر يحدثه هذا الفن فيما يخص حماية البيئة؟
خلال الحوار تبين لي أنه لديك أنشطة تعليم الفنون (خارج إطار المدرسة) أخبرنا بها إن سمحت؟
صحيح، أنا مدرّس لمادة التربية الفنية، بدأت في مدارس ريف دمشق. وحالياً في طرطوس. منذ 17 سنة وأنا في خدمة التدريس كوني خريج قسم الرسم من معهد إعداد المدرسين بتفوق وبترتيب الأول.
وبموازاة عملي كمدرس لمادة الرسم في المدارس الرسمية أجد الفرصة والوقت الكافيين للقيام بأنشطة أخرى كثيرة ومتنوعة، جميعها تصب في تطوير وتنمية ورعاية مواهب الأطفال من خلال ورشات العمل التي أقوم بها. وكذلك من خلال المهرجانات والمعارض التي نشارك فيها. فخلال عملي مع الأطفال عملت على إيجاد طرق جديدة متميزة في التعليم محاولا الابتعاد عن النمطية في إعطاء دروس الرسم والعمل اليدوي، ومن هذه الدروس الجديدة:
الحفر الحراري والتلوين على الفلّين الصناعي. فضلاً عن إعطاء الطلاب كورسات غير مسبوقة لتعليم الكاريكاتير والرسم بالحاسب. وكان تفاعل الطلاب مع هذه الدروس جيد جداً. كما أقوم بتدريس الرسم للأطفال واليافعين في العديد من المعاهد والجمعيات مثل (معهد الأصدقاء- جمعية لواء اسكندرون- مركز بينك أند بلو- ملتقى البيادر الثقافي). وكوني أمين مكتب الفنون الجميلة في “ملتقى البيادر الثقافي” فإنني أبحث عن المواهب وأتواصل معها، للمشارك في معارضنا تشجيعاً ودعماً لها.
.

.
إلى جانب الرسم بالرمل والأصداف، هل من تقنية أخرى مبتكرة تعمل عليها؟
توصلت إلى ما يمكن أن أسميه تقنية “الرسم الهجين” وهي تقنية تقوم على دمج اليدوي والإلكتروني معاً واستفدت من خيارات الألوان الهائلة والسرعة في التلوين وإضافة بعض المؤثرات اللونية والحركية والسرعة في إنجاز العمل. وهذه الطريقة أو التقنية؛ تحافظ على روحية الطابع الشخصي كونها تنقل الخطوطه اليدوية التي تكتمل مع معالجتها بالحاسوب. وهناك أساليب جديدة أعمل عليها منها ما هو ثلاثي الأبعاد ومنها الكاريكاتير المتحرك وغيرها. إلى جانب فن التشكيل الذي أنجزت فيه العديد من اللوحات وشاركت في عدة معارض، آخرها في دمشق قبل فترة، كنتُ قد أضفت إليه تقنيات مغايرة. ولا أقصد أنني أضفت إلى فن التشكيل تقنيات جدبدة! بل إلى تجربتي الذاتية في التشكيل.
.