إضاءاتالعناوين الرئيسية

ذريعة الزّرائع .. د.محمد عامر المارديني

زار محلّلٌ سياسي مشتلاً، أي أرضاً يُبذَرُ فيها البذرُ حتى إذا مضى عليه مدةٌ من الزمن نُقِلَ إلى مكانٍ آخر ليغرَسَ كشتلة أو ليوضَعَ كزريعة.

صاحب المشتل: أهلاً وسهلاً بالأستاذ العظيم، والمحلِّل السياسي الرائع، كيف لي أن أخدمَك؟ المحلّل السياسيّ: أريدُ زريعة من عندك. صاحب المشتل: عن أيّ زريعة تبحثُ؟ هل تبغيها هدية لحبيبة؟ أم هي لِصديق؟ فأنا لديَّ صنوفٌ كثيرةٌ جدّاً من أجمل الزرائع، ومن أنحاءِ العالم كافّةً. المحلّلُ السياسيّ: أريد زريعةً ملونةً أزيّن بها الأستوديو أثناء حواري التلفزيونيَّ القادمَ ليستمتعَ بمنظرها المشاهدون، فبِمَ تنصحني؟ صاحب المشتل: وما هو برنامجُك التلفزيونيّ القادم؟ المحلّل السياسيّ: سأتحدَّثُ عن مفهوم فتح الذّرائع في العلاقات الدوليّة ما بعد الحصار. صاحب المشتل: ممممم، رغمَ أنّي لا أفهم ما تقوله، ولكن ما رأيك بزريعة رائعة من بلاد الصين مثلاً؟ المحلل السياسي: لا لا. صاحب المشتل: زريعة روسية؟ المحلل السياسي: لا لا. صاحب المشتل: زرائع أمريكية متنوعة؟ المحلل السياسي: لا لا صاحب المشتل: من أوروبا؟ المحلّلُ السياسيّ: لا لا. صاحبُ المشتل: زريعة من إيران؟ المحللُ السياسيّ: لا لا. صاحبُ المشتل: زريعة من دول الجوار؟ المحللُ السياسيّ: لا لا. صاحبُ المشتل: من المغرب العربيّ؟ المحلل السياسي: لا لا. صاحب المشتل: من الخليجِ العربيِّ؟ المحلل السياسي: لا لا. صاحب المشتل: من قارة أفريقيا؟ المحللُ السياسيّ: لا لا. صاحبُ المشتل: من أستراليا؟ من نيوزيلندا؟ المحلل السياسي: لا لا.

صاحب المشتل: لقَد عِيل صبري يا أستاذ! عن أيّةِ زرائعَ تبحث إذن؟ المحلل السياسي: أنا أبحث عن زريعةٍ محليّة مناسبة وحسب!
صاحب المشتل: مع الأسف ليس لدينا حالياً أيَّة زرائع محلّيّة، لقد نفِدَت جميعُها، أنصحُك بزرائعَ استوائيةٍ أو قطبيّة شماليّة، أو هونولوليّة، أو حتى من بلاد الواق واق!
المحللُ السياسي: طيّب شكراً، سأفتش عن زريعة محلِّية في كل مكان، وسأسأل عنها موج البحر وأسأل فيروز الشطآن.
صاحب المشتل: بالتوفيق إن شاء الله.

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى