العناوين الرئيسيةحرف و لون

“محاولة لعدم الكتابة” … رعد يكن

المنحوتة : فؤاد أبوعساف

أن تكتبَ
هذا يعني أنكَ انتهيتَ مراراً، وعدتَ للحياة بكل هذه الكلمات الضيقة..
تقشّر الوقت بسكّين الصمت، وتلعق ماتبقى على أصابعك من رائحة امرأة عابرة سألتك: كم أنت الآن؟
أن تكتبَ
هذا يعني أن لاتعرف كيف تعبّر عن موتك، فتضحك على نفسك بقصيدة مثلكَ ليس لها عنوان.
أن تكتبَ
هذا يعني أن امرأةً دعتكَ إلى وليمتها ولم تذهب بحجة أنك مشغول بترتيب كراسي البيت، وتقشير البرتقال، وغسيل كلمات الحب المستهلكة على علّاقات مفاتيح المراهقين.
أن تكتبَ
هذا يعني أن تترك باب البيت موارباً وأنت تطرد نفسكَ من رحمة الوطن،
فيعلنون في الأخبار أنك سقطتَ سهواً من شرفة غربتكَ ولم يتلقفك أحد .
أن تكتبَ
هذا يعني أن تستمعَ إلى وشوشات وردتين وأنت تخفي ضحكة خبأتها في مخيلتك من حلم الأمس، ثم تفشي سرّهما لعاشقين قبل الفراق بقبلة.
أن تكتبَ
هذا يعني أنك أنهيتَ صراخك
وتقطّعتْ كل الحبال التي تعلقتَ بها
وخانك الصدى.
أن تكتبَ
هذا يعني أن تفشل في رسم ضحكةَ عيدٍ على فم طفل أدارت له الدنيا ظهرها، فرسم عليه أرجوحةً وحذاءً جديداً
أن تكتبَ ؛
يخيّلُ إلي أنك تعني أكثر من هذا المرار المنسكب في قهوتك الصباحية وأنت تقول للعالم: صباح الخير.
..
*رعد يكن “إيكار- شاعر سوري
.

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى