العناوين الرئيسيةمرايا

مثقفون سوريون: أمنياتنا في العام الجديد نهضة سوريا وشعبها

نهضة سوريا وشعبها .. تختصر 1350 كلمة، سطّرها هذا الرصد. هي الموجز، وما سيأتي لاحقاً يحمل التفاصيل..

فمنذ أكثر من عقدٍ، ونحن مع كل عام  نحمل -في وطننا سوريا- أمانينا وتطلعاتنا.. نحمل الواقع والوقائع، ونضعها أمام المعنيين بأزماتنا سواء عبر وسائل الإعلام، أو وسائل التواصل الاجتماعي. لكننا نعيد حملها مع أمنيات استجدت إلى العام الذي يليه (!)..

وعلى أمل أن تتحقق هذه الأمنيات والمطالب والتطلعات؛ التي كما أسلفنا تتمثل في:  نهضة سوريا وشعبها، وأن لا نحملها إلى عام آخر وآخر .. نقف مع آراء وأمنيات كوكبة من مثقفينا السوريين، من إعلاميين ومفكرين وأدباء ونقّاد ودكاترة وأساتذة جامعيين. حاورتهم “صحيفة الوسط”، بوصفهم صوت الإنسان السوري، كونهم شركاء لمواطنيهم في معظم الظروف الحالية -القاسية والصعبة- التي تمرّ بها سوريا على كافة الأصعدة.

إذاً .. ومع دخول عام 2023، ماذا عن أمنياتك و”طلباتك” من سوريا، على الصعيد الثقافي، والإنساني، والخدماتي، والمعيشي؟.

“نـهضـة استثنائية” ..

نهضة سوريا وشعبها

الإعلامي والناقد سعد القاسم جاء رأيه مرفقاً بما يراه آمالاً تقود إلى نهضة سوريا وشعبها، يقول:

*أعتقد أن أمنياتي هي أمنيات كل سوري عاش ويعيش كل هذه السنوات الصعبة. بكل تفاصيلها الموجعة على الأرض وفي الجبهات العسكرية والسياسية والأمنية. وقساوتها في كل متطلبات الحياة من نقص الكهرباء والوقود. وارتفاع كلفة النقل وصعوبته. والارتفاع المستمر في أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية والغذائية وأساسيات الحياة بما يفوق قدرة الشريحة الأوسع من السوريين. وخاصة أولئك الموصوفين بذوي الدخل المحدود. وربما المحتوم.

أمنياتي أن تنتهي الحرب على سوريا وتعود لما كانت عليه قبل عشر سنوات. وأعلم أنها أمنيات ليست سهلة التحقق. فهي تحتاج تحولاً عالمياً. ونهضة اقتصادية استثنائية. وقفزة واسعة في أساليب ومفاهيم الإدارة. وتحديداً دقيقاً للأولويات. ومساهمة الجميع في إزالة آثار الحرب. وأن يتجه ما يطلق عليه المجتمع الأهلي إلى مشاريع حيوية ضمن سياسة عامة للدولة.

*كل ما سبق يؤسس لأمنيات تالية توفر البيئة الاجتماعية والاقتصادية المناسبة. لا لعودة الطاقات المهاجرة. وإنما بالدرجة الأولى الحفاظ على جيل الشباب. أساس مستقبل أي أمة. بما يمثل من طاقات علمية وإبداعية تم إعدادها على مدى سنوات طويلة. ثم لم تجد أمامها -أو أمام معظمها- فرص العمل الذي يوفر الحياة اللائقة!
كثيرة الأشياء التي جعلتنا نشعر بالإحباط على مدى عشر سنوات. وأحياناً بفقدان الأمل. لكن ما أصعب العيش لولا فسحة الأمل. كما قال تراثنا- أو كم قال كاتبنا المعاصر: نحن محكومون بالأمل.. والتمني.
.

“لا أمـل لـدي” ! ..

 نهضة سوريا وشعبها
الشاعر والسيناريست سامر إسماعيل

الأديب والسيناريست سامر إسماعيل الذي يخوض غمار عدة مجالات إبداعية، قدّم لنا وقائعاً لم يردفها بآمال! فهو حالياً لا أمل لديه! يقول:

*سوريا.. فكرتنا عنها أجمل منها. علمتنا الحرب أن نتعلم هجاء البلاد ورثاءها وبعد: الثقافة اليوم صارت تشريفات وصار المسرح السوري مهجوراً.. كما كل المراكز الثقافية التي يديرها موظفون. كنا كتبنا عن هذا الغبن مراراً وتكراراً لكن لا جدوى من تقليب المواجع، اليوم “الهيئة العامة السورية للكتاب” أمست لجهابذة “اتحاد الكتاب العرب” الذين سيطروا على كل مفاصل وزارة الثقافة وفرضوا ذائقتهم في الرواية والقصة والنقد على كل إصدارات الوزارة!.

ما زالت الثقافة السورية عبارة عن يوم وحيد في السنة يحتفل به من يملكون سيارات الدفع الرباعي. رأيتهم بأم عيني يدافعون لحضور يوم الثقافة وكانت أساطيل سياراتهم السوداء تملأ مرآب “دار الأوبرا السورية” فيما كان المثقفون والفنانون مشطوبين من حسابات شعار (الولاء قبل الأداء).. عنوان المرحلة هو تدمير كل مبادرة يقوم بها فنان او مثقف في المسرح او السينما او التشكيل او الموسيقى. فقط لنتصور أن جائزة الدولة التقديرية مليون ليرة سورية (أي ما يعادل 150 دولار أمريكي) و جائزة الدولة التشجيعية خمسمائة ألف ليرة سورية (مايعادل 80 دولار) كي نعرف أي دعم رائع يتلقاه المثقفون اليوم.. لا أمل لدي في أي تغيير في هذا النهج. لقد مات شعراء كثيرون وهم يحلمون ببلاد أقل ظلماً!.

“استثمار الكفاءات والإمكانات”..

نهضة سوريا وشعبها
الكاتب الأستاذ يزيد جرجوس

حول أمنياته وتطلعاته حيال كافة الأصعدة، يقول الكاتب الأستاذ يزيد جرجوس:

*مع دخولنا إلى عام جديد من عمر الأزمة السورية، ومع توعد الأميركي واتخاذه لمزيد من الإجراءات الاقتصادية والعسكرية ضد بلدنا، لا بد لي من تجديد صرخة الكثيرين.. سوريا مليئة بالكفاءات والإمكانات غير المستثمرة، تعالوا نحرر هذا المخزون من العقلية النمطية، أو المحتكرة للرأي وصناعة القرار أحياناً، لأن هذا المركب هو مسؤولية الجميع، وضمن الأطر القانونية والدستورية. أتمنى أن يكون استكمال هذه الصرخة بديهياً؛ بإعلاء مقولة التفكير والحلول خارج الصندوق المغلق للعقل الحكومي أو المؤسساتي أحياناً، أو ربما غالباً.

*الثقافة على مستوى العالم تعاني بسبب روح العصر، ولكن يمكننا افتعال الأثر من خلال ذلك، فالذكاء يكمن في استخدام المتغيرات لا في محاولة رفضها، أو تركها تلفظنا خارج التاريخ. الثقافة تحتاج الكثير من الاستثمار في الرعاية والجوائز والاحترام للمفكرين والمبدعين، أغلب الدول العربية لديها جوائز مغرية للمبدع السوري، في حين تضن الساحة السورية بجائزة واحدة سوى مسابقة حمص الشعرية للشباب، والتي لا تقارن جوائزها بأي حال من الأحوال بجوائز المسابقات الخارجية. والسبيل إلى ذلك سهل بوجود الإرادة وإشراك القطاع الخاص أو العام كراعي وشريك.

*إنسانياً ومعيشياً وخدماتياً، لطالما قلت أن البدء بإعمار الحجر بنزاهة وضمير، سيكون خير بداية لإعادة إعمار البشر. نحن لا نريد حسنات لتقدم للشعب السوري، ولكن حقوق وفرص. إن وضع التسهيلات وفتح النوافذ والأبواب الجديدة غير المألوفة، الذكية في استهدافها لرأس المال الوطني المتوفر والكبير، كفيل بتأمين الدافع الوطني لكل تلك الأفكار والمشاريع الوطنية لإعادة الإعمار وتقديم الخدمات بمستوى يليق بالمواطن السوري من جهة، ويرتقي ويوجه سلوكه من جهة أخرى.

*على المستوى الإعلامي وصناعة الرأي لا يسعني إلاّ أن أتمنى المزيد من الانتشار والتقدم لصحيفة “خط الوسط” لما تشكله من علامة فارقة في الإعلام العربي، لجهة احترافيتها والتزامها وخطها العربي الرصين.
.

“مقاومة الفساد” ..

الكاتب والناقد سامر منصور

ويجد الكاتب والناقد سامر منصور ، آماله في المقاومة، التي يأمل تفعيلها بشكل أكبر لمحاربة الفساد، يقول:

*سوريا.. بلدنا الحبيب المقاوم، وأنا كناقد أرى المقاومة في مجال عملي أو بتعبير أدق، أرى أن الأدب المقاوم هو كل نص أدبي يقاوم القبح و العدوان والعنصرية وأي مسألة تنتقص من إنسانية الإنسان، وآمل من قيادات بلدي الغالي أن ترى المقاومة بالمنحى الواسع للكلمة كمقاومة للشر وللانتقاص من حرية وكرامة الإنسان السوري وكمقاومة لكل ما يضعف سورية ويجعلها تتراجع، سواء كان هذا القبح والشر داخل نفوس أعداء الخارج وأذنابهم أو داخل نفوس أناس جشعين أو متسلطين في الداخل. والتاريخ مليء بأولئك الذين لم يكن الإنسان في بلادهم هو بوصلتهم، فقدموا الولاءات والاستزلام على أسس التحضر والتنظيم الاجتماعي من قوانين وأخلاق، ونسوا أن عبدة المال في كل مكان هم الشر عينه وأن الفوارق بينهم من لغات وجنسيات أقل بكثير من التشابه في ذهنيتهم وسلوكهم، ونظرتهم إلى الإنسان.

*إن أعداء سوريا في الخارج أوفياء جداً لمشاريعهم العدوانية والتخريبية للمنطقة، ولن نقدر على الصمود في مواجهة قبحهم وشرورهم إن لم نواجهم بالأوفياء لجمال البعد الحضاري لبلدنا الحبيب، أما عبدة المال فهم جراثيم هذا الوطن التي تستنزفه.. لأنهم يقدمون المصلحة العامة كقرابين في محراب أطماعهم، وما الفساد إلا تعملق المكتسبات الشخصية على حساب المصلحة العامة وهو مفهوم تخريبي همجي يناقض كل التشريعات القانونية والأعراف والأخلاق والأديان والقيم الإنسانية التي سمعنا عنها منذ فجر التاريخ إلى يومنا هذا.

لذا أتمنى وآمل في عامنا الجديد أن تحارب دولتنا الفساد الرقابي والفساد المؤسساتي بشكل حقيقي وفعال يحقق نهضة سوريا وشعبها ، وبذا نخرج من حالة (دوران الخنفسة بالطاسة) لأن البنيان السليم الصحي هو الجدير فقط، بكلمة المقاومة، وما دون ذلك هو محض تسلق على دماء الشهداء وجراح المقاومين الحقيقيين.

“المساواة والاستقرار” ..
.

الدكتور فيصل أبوفخر

للأكاديمين من فئة الدكاترة وأساتذة الجامعة، أمنياتهم أيضاً في العام الجديد، إذ يأمل الدكتور فيصل أبو فخر أن تتحقق هذا العام ولا يضطر لتأجيلها! يقول:

*أمنياتي في العام الجديد 2023 أن يحل السلام على سوريا وشعب سوريا الذي تحمل ما لم يتحمله شعب من ظلم ومعاناة وتشرد.. كما أتمنى أن يعود شعبنا معززاً مكرماً، ويعود إلى أهله كل من تهجر وتشرد. وأن يسود العدل وتسود المساواة بين فئات الشعب السوري بكل أطيافه.

لدي أمل في أن يتحد الجميع على أرض سوريا ويدخلون في وحدة وطنية إنسانية رغماً عن كل من أساء لها ولشعبها، عسى حينها نرى بلادنا آمنة مزدهرة بخيراتها التي من حق أبنائها، وعسى نرى الشعب السوري وهو ينعم بالسلام والمساواة والأمان والاستقرار في العام القادم وكل عام بإذن الله.

“ضجيج التفاؤل” ..

الروائي الدكتور فادي سهو

بأسلوب أدبي، يسرد الروائي والأستاذ الجامعي دكتور فادي سهو أمانيه، ويقول:

*لم أعُدْ أبحث عن الهدوء! بات الهدوء مرادفاً للفقْدِ والحرمان والخوف من المجهول. صمت المُدن يقتل نفوسنا، وضجيجها يحيينا.

أتمنّى أن يعود الضجيج المفقود! ضجيج النفوس بالأمل والتفاؤل، ضجيج الحدائق بضحكات الأطفال، ضجيج الشوارع بالحافلات والسيّارات، ضجيج الأرصفة بالمارّة، ضجيج الأعياد والمناسبات، ضجيج المراكز الثقافية والندوات الأدبية، ضجيج النقود في جيوب المواطنين، ضجيج المحاكم بمحاكمة الفاسدين، ضجيج الصحافة بحرّيّة التعبير.

أتمنى عودة ذلك الضجيج إلى ربوع سوريا، لعلّه يستطيع حجب أصوات الموت والجوع والمرض والخراب عن مسامعنا. ذلك الضجيج مفتاح السلام لسوريّتنا التي يجب أن تكون بخير!.
.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى