رأي

متلازمة ستوكهولم الجديدة .. بشار جرار – واشنطن

متلازمة جديدة تُعرف بها ستوكهولم، لا تتعلق بتعاطف المخطوف مع خاطفه، وإنما باختطاف اليسار المنحلّ لقيم البشرية وهويات الإنسان الأصيلة والفرعية، اختطافها لصالح العولمة، أو بالأصح الليبرالية الجديدة المتوحشة..

وكم مقيتةٌ هي تلك المعايير المزدوجة التي لم تحتمل تقليد ملك مملكة السويد الصديقة في برنامج “ّآيدول” العالمي، وحمت من قام بتدنيس وحرق أهم مقدسات أكثر من مليار مسلم.

فباسم قبول الجميع وباسم حرية أي كان، فعل أي شيء، أنّا شاء – متى وكيفما شاء، لم يجد وزير خارجية السويد حرجاً في القول إنه من “غير الملائم” تدخل الحكومة لمنع نكرة -لا أريد ذكر اسمه- بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة التركية في ستوكهولم. لكنه -وللأمانة- سرعان ما ندد بالإسلاموفوبيا وتلاه رئيس الوزراء مبدياً تعاطفه مع مشاعر المسلمين. وكأن القضية تعني المسلمين وحدهم أو أتباع الديانات الإبراهيمية دون سواهم!.

المجرم النكرة -المعروف بعنصريته وعدائه للمسلمين وللأجانب- قام بفعلته النكراء مقحما العلمين السويدي والفرنسي. السويدي كونه يحمل جنسيتها وأيضا الجنسية الدنماركية، والفرنسي في محاولة منه لربط عمله الإرهابي هذا، بعمل إرهابي سابق قام به إرهابي محسوب على المسلمين الفرنسيين والمهاجرين الفرنسيين، في ذبح أستاذ تاريخ.

ما كان لهذه الدوامة من العنف لتتولّد وتتوالى لولا صمت اليسار المنحلّ واليمين المختلّ على فيروس الكراهية ومتحوّراته، الأكثر فتكاً من كوفيد التاسع عشر..

بعد فيلم مسيء عن الرسول (صلى الله عليه وسلم)، سُمح بإنتاجه باسم حريات التعبير وحريات الإنتاج الفني، وهو فيلم رديء للغاية من الناحية الفنية البحتة، حرقت القنصلية الأمريكية في بنغازي، حيث قضى السفير الأمريكي في ليبيا آنذاك ضحية ما اتضح أنه عمل إرهابي دُبِّـرَ بليل..

هل يتحضر المشهد الأوروبي لفضيحة على غرار “بنغازي غيت”؟ أي تواطؤٍ هذا الذي يجري في عالمنا الهش للغاية بين اليسار المنحلّ واليمين المختلّ؟ وهذا الأخير أقل خطورة من سابقه كونه مختلاً وآيلاً للسقوط في شر أعماله لا محالة..

الخطر الحقيقي والأكبر ليس اليمين المتطرف وإنما تغول اليسار المُنحل الذي اتضحت انتهازيته.. أوليس الربيع العربي بكل جرائمه وقذاراته نتاج الملياردير جورج سوروس؟ أولم تدعمه حكومات اليسار وخاصة في أمريكا (باراك حسين أوباما) وشركائه في الناتو وسواها من الدول “المتعاونة” مع أجندته التي رعت ودافعت عن “أكلة الأكباد” في القرن الواحد والعشرين؟.

 

إقرأ أيضاَ .. اليمين الأمريكي: نحن هنا ..

إقرأ أيضاً .. سرّك بـ ” الكراج “! ..

 

*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..
عنوان الكاتب على basharjarrar : Twitter

 

صفحاتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى