متابعة محمد بن زايد لمبادرة “التربية الأخلاقية” ضمنت نجاحها… (بقلم: روعة يونس)
…صحيفة الوسط – midline-news
.
تُعدّ الأخلاق (مجموعة القيم والفضائل) الركيزة الأساسية في بناء شخصية وإرادة الإنسان، ومن خلال امتلاك الإنسان للسلوك الأخلاقي الطيّب، ينعكس بصورة إيجابية على ذاته. فكيف إذا نشأت الأجيال الصغيرة في السن على الأخلاق، ألن ينسحب هذا بصورة إيجابية على مجتمعها وليس ذاتها فقط؟ فيتحقق بذلك قول الشاعر أحمد شوقي:
“إنما الأمم الأخلاق ما بقيت”…
في دولة الإمارات العربية المتحدة، انطلقت قبل سنوات مبادرة مادة “التربية الأخلاقية” التي وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتضمينها في المناهج والمقررات الدراسية (يشرف على تنفيذ المبادرة مكتب شؤون التعليم في ديوان سموه). وهي لمن يتابع نتائجها تحمل تأكيداً على كونها مبادرة نوعية متفردة، تترجم رؤية فكرية وإنسانية فذة؛ قوامها بناء شخصية الطفل وبالتالي -مستقبلاً- بناء الشخصية الإماراتية لتكون القيم والأخلاق والسلوكيات الحميدة أساس نهجها وتكوينها.
تهدف المبادرة إلى تنمية ﻗﺪراﺕ ﺍﻟناشئة (طلاب المدارس) ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻭاﻷﻋﻤﺎﺭ ﻓﻲ اﻹﻣﺎرﺍﺕ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﺰﻳﺰ معرفتهم بالمبادئ والقيم العالمية المشتركة التي تعكس التجارب المشتركة للإنسانية، حيث يتمحور المنهاج الدراسي حول تكريس الأخلاق وتطوير السمات الفردية لكل طالب، وترسيخ المبادئ الإنسانية لديه مثل (الأمانة والصدق والمحبة والتعاون والتسامح والمرونة والعزيمة والمثابرة)، ومساعدته على التعبير عن أفكاره وبناء الشعور الفردي بالأخلاق، انطلاقاً من تطلعاته الشخصية.
.
تمّ تصميم المنهاج وفق شقين: توجيه الفريق التعليمي وتدريبه من خلال دورات تجمع بين جميع فئات المعلمين على اختلاف قدراتهم ومستويات تخصصاتهم التعليمية والمنهجية، لاتباعهم نهجاً مبتكراً يسهم في تطوير إمكاناتهم وطرق التواصل مع الطلاب، بغية إثراء المحتوى ووصول المعلومة إلى الفئات المستهدفة بشكل سلس وممتع ومفيد، خاصة أن المنهاج يعتبر استثنائياً على مستوى المنطقة والعالم وفي قطاع التعليم. وبذا يتم تأهيل وإعداد فريق التدريس أولاً، من خلال محاضرات وكتب لأهم الأكاديميين والباحثين في هذا المجال، مثل كتاب (القيم.. مناهجها وطرق تدريسها. للدكتور طاهر عبدالكريم سلوم (أستاذ تدريس مناهج الدراسات الاجتماعية) وكتب الدكتور محمد جهاد جمل، وغيرهما، فضلاً عن كتب دليل المعلم
وثانياً، العمل على تدريس وتعليم وإكساب وتنوير الطلبة بالتربية الأخلاقية، وتعزيز قيم الاحترام المتبادل بينهم، وتقبل الاختلاف مع الآخر. وحثهم نحو التركيز على الأثر الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه كل شخص في الآخر، وفي مجتمعه ووطنه والعالم من حوله. وتكريس قيم التسامح والسلام واحترام الاختلاف، سواء العرقي أو الديني أو القومي.
بذلك تكون المبادرة متكاملة، تحمل منهاجاً رائداً وناجحاً يحقق الأمل منه.
.
بغية تطبيق مادة “التربية الأخلاقية” في مدارس الإمارات وفق خطة مدروسة، تمّ إدخالها بداية إلى المنهاج كفترة تجريبية عام 2017، من خلال فصل دراسي واحد في نحو 20 مدرسة على مستوى الإمارات. قبل جعلها مادة تكاملية في كافة مناهج الصفوف الدراسية. فكانت النتيجة مرضية للغاية وفق تقرير ودراسة قدمتها لجنة التربية الأخلاقية المتابعة لكل تلك الخطوات.
إنما بعد مرور أربعة أعوام على إطلاق هذه المبادرة المتفردة، والتجربة الرائدة، ما الذي قادنا للإشارة والإشادة بها؟
إن متابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لحيثيات وتفاصيل وخطوات ودراسات وتقييمات ونتائج مبادرته، هو ما كرّسها وقاد إلى نجاحها. فالعين التي تتابع غرسها ترى الحصاد ثمراً يانعاً.
اليوم باتت الإمارات تمسك ضمانين: الرؤية الثاقبة الناجحة، والتنفيذ الناجح واستدامته. فضلاً عن نشر “التربية الأخلاقية” التي تنعكس بشكل إيجابي على التعليم والبلاد، وباتت تعتبر أسلوب حياة للطلبة.
على أمل أن تأخذ البلدان العربية بهذه المبادرة والعمل على تعميمها، لأن “اكتساب الأخلاق في الصغر كالنقش على الحجر” وهي ضمانة ثابتة لبناء الإنسان والأوطان.
.
*مديرة تحرير الثقافة والفنون
تابعوا صفحتنا على الفي سبوك : https://m.facebook.com/alwasatmidlinenews/?_rdr