ماكرون يتّهم روسيا بـ “الإضرار بالأمن الغذائي العالمي”

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن روسيا “تضر بالأمن الغذائي العالمي” بقرارها تعليق تنفيذ اتفاق يتيح تصدير الحبوب الأوكرانية.
وجاء في بيان صادر عن الإليزيه: “ناقش الرئيسان مسألة تعليق روسيا تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر بحري. وندد رئيس البلاد بقرار روسيا الأحادي الذي يضر مجدداً بالأمن الغذائي العالمي”.
وأعلنت روسيا، السبت الماضي، أنها “علّقت” مشاركتها في الاتفاق، بعدما اتّهمت كييف بتنفيذ هجوم كبير بمسيّرات على أسطولها في شبه جزيرة القرم”.
وأضاف البيان أن ماكرون وزيلينسكي تحدثا أيضاً عن “المؤتمر الدولي الذي يهدف إلى دعم الصمود المدني للبلاد طوال فترة الشتاء”، والذي تخطط فرنسا لتنظيمه في 13 كانون أول المقبل في باريس ويجمع مانحين وجهات فاعلة أخرى.
وفي النهاية، جدّد إيمانويل ماكرون لنظيره “جهود فرنسا لزيادة دعمها العسكري لأوكرانيا في أقرب وقت ممكن، خصوصاً في ما يتعلق بأنظمة الدفاع المضاد للطائرات”.
وفي الشهر الماضي اتهم الرئيس ماكرون روسيا باستخدام الغاز كسلاح حرب معلناً انسحاب بلاده من معاهدة ميثاق الطاقة خلال كلمته في قمة الاتحاد الأوروبي المنعقدة في بروكسل.
وقال ماكرون: “نريد العمل على آلية تسمح لنا بالاستعداد للشتاء المقبل خاصة أن روسيا يمكن أن تمنع وصول الغاز إلينا”، مضيفاً: “نسعى لتخفيض أسعار الغاز والطاقة.. ونعمل على تعزيز الشراكة مع البرتغال وإسبانيا في مجال الطاقة ضمن جهودنا لترسيخ التضامن”.
وأعلن ماكرون عن قرار فرنسا الانسحاب من معاهدة ميثاق الطاقة التي تم التصديق عليها عام 1994، وهي معاهدة توفر إطاراً دولياً للتعاون بين الدول الأطراف في مجال الطاقة وتتضمن بعض الأحكام الخاصة بحماية الاستثمار الأجنبي، ويمكن للمنازعات التي تنشأ بين المستثمر والدول الأطراف بموجب المعاهدة أن تحال للتحكيم وفقاً للعديد من القواعد الإجرائية للتحكيم الدولي.
وصرح ماكرون بأن المعاهدة توفر حماية مفرطة للوقود الأحفوري وتتعارض مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ، مشيراً إلى أن الانسحاب منها خطوة مهمة طلبها الكثيرون.
وانتقد الاتحاد الأوروبي مراراً معاهدة ميثاق الطاقة، مؤكداً أنها تعارض اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، والتي تهدف لخفض انبعاثات الكربون واحتواء الاحتباس الحراري العالمي لأقل من درجتين.
ووصفت عدة دول الاتفاقية بأنها عقبة كبيرة أمام السياسات الحكومية لمكافحة تغير المناخ، فضلاً عن أنها تمنع الحكومات من الامتثال للمعاهدات الدولية للمناخ بسبب مخاطر التعرض لخسائر مالية كبيرة.
ويأتي قرار الرئيس الفرنسي قبل انطلاق قمة المناخ COP27، التي ستستضيفها مدينة شرم الشيخ، بداية من 6 تشرين الثاني المقبل حتى 18 منه.