العناوين الرئيسيةفضاءات

مازن غانم في معرضه الفني بدمشق.. حداثة في الخطاب اللوني وأسلوب مواجهة التقاليد برؤية مغايرة

|| Midline-news || – الوسط …

روعة يونس

.

من أين جاء هؤلاء الأشرار القتلة؟ كيف دخلوا صالة “عشتار” الجميلة الناصعة البياض، ورشوا الدم على جدرانها؟
ولمَ بعض أولئك النسوة مقموعات متألمات يسندن باحتضارهن جدار الصالة؟
لا تسأل فنان اللوحات، التشكيلي مازن غانم؟ ابق في صدمتك، في قلقك، في محاولاتك الاستكشافية، وتوغل في فنّه العميق الصعب. لأنك سرعان ما ستكتشف أن النسوة اللواتي رسمهن الغانم بدايةً إنما تضرجن بدمائهن لأن القتلة الذين رسمهم مؤخراً، عادوا من مسرح جريمتهم، بحق المرأة والإنسانية ككل. وقد كانوا يحملون النعوش ويسيرون في الجنازة، تأكيداً للمقولة الشعبية “قتل القتيل ومشى بجنازته”.

“الإدانة” كانت الصيغة الأساسية لمعرض الفنان المبدع مازن الغانم..
ولكن! عِبر أسلوب مواجهة التقاليد برؤية مغايرة. تجاوت ما قبلها من أساليب مِباشرة! وحمل لهذه الغاية لوحاته من اللاذقية عروس الساحل السوري إلى “صالة عشتار للفنون” ليقدمها للجمهور، المتلقي والمتذوق للفن التشكيلي، وللأصدقاء والزملاء الذين يشاركونه الهم الإنساني والفني.. وليتلقف بحماسة الانطباعات والآراء.

ثنائية المرأة والرجل

بدا المعرض المليء بـ”الطرابيش” معرياً لرمزيته وما يقبع تحته من عقول خاوية من الخير؛ متخلفة عن الحضارة الإنسانية، أو تقاليد بالية تقمع الإنسان وحريته، سواء كان طربوشاً أحمر أو عمامة أو قلنسوة. فالتعرية استهدفت كل التقاليد، الاجتماعي منها والديني. كما استهدفت الفكر الظلامي الإقصائي، من خلال لوحات مائية لذكور وحوش لهم ملامح آدمية مخيفة يقطر منها الدم، دم ضحاياهم، وفي حقيقة الأمر يمارسون ما ينهون عنه! وبعضهم فقد رجولته، بكل معاني الرجولة حسياً ومعنوياً.

ولعل خطوة الغانم في عرض بعض لوحاته “نساء من الشرق” بكل ما فيها من جماليات وعذوبة وأمان بصري، مقابل لوحات تتجلى فيها القسوة والوحشية، تنم عن ذكاء فني بيّن. يجعل المتلقي أمام زمنين أو عالمين. المرأة مقابل الرجل، دون أن يكون الهدف الانحياز للمرأة وجلد الرجل. بل الانحياز للفكرة الإنسانية والفنية معاً.

هوية حداثية

لم تغب عن أعمال المعرض (30 لوحة) لوحات البيئة الشامية والتراثية، ولا لوحات تشكيلية ذات صخب لوني. برزت فيها براعة تقنية الألوان المائية صعبة التعامل! ولم تغب كذلك لوحات أخرى حداثية كلياً، هدفت إلى إبراز هيئات وتشكيلات لونية، تأكيداً على بصمة بل هوية الغانم الفنية، الذي التقته “الوسط” بعد جولة في معرضه، برفقة كبار الفنانين يوسف عبدلكي وموفق مخول وعصام درويش وإسماعيل نصرة وبديع جحجاح وغيرهم.. وسألته إن كانت الملاحظة بوجود عالمين أو زمنين في معرض واحد صحيحة، فقال:
“بالفعل، يضم المعرض تجربة لمرحلتين زمنيتين، ينعكس في تباين الألوان ما بين عالم المرأة والحب والعذوبة وألوانه. وبين عالم الرجل الشرقي وطغيان الألوان القاتمة البني بتدرجاته نحو الأسود. وتتضح  الحداثة في اللوحات من خلال خروجي على الضجيج اللوني لإمكانية الرسم بمرونة تتهادى بها الريشة في حركة الألوان –خاصة المائية”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى