رأي

ماذا ينقصنا .. نحن السوريين ..؟ .. هني الحمدان

ماذا ينقصنا  وماذا نريد .. ؟ نحن السوريين .. وأقصد هنا مواطنين وحكومة وأصحاب قرار .. صعاب وتحديات بالجملة .. فماذا نحن فاعلون خلال المرحلة المقبلة ..؟ هل نبقى في دوامة إلقاء التهم وتقاذف المسؤوليات وسماع أصوات نشاز من هنا وهناك؟ .. هل يتوقف البعض عن جلد الآخر ، وتشويه صورنا؟.! ففرق واسع بين متابعة للأخطاء ودعوة للإصلاح ؛ وبين شيطنة الحكومة بكل مراحلها  وبجميع هفواتها وسقطاتها وحتى المخلصين من رجالاتها ولا أشك أن هناك كُثُرَاً ..!.

العالم تتلاطم أمواجه، ودول تعيش  في ظل ظروف دوامة اقتصادية وسياسية وأحياناً أمنية، عانت ظروف الحروب والحصار والغلاء .. لدرجة تأثرت مفاهيم وآليات التعاطي وأخلاق البعض ..!  في سورية نخطئ إذا قلنا عشنا بمنأى عن تبعات التغيرات ومفرزات الحرب، عانينا واكتوينا لسنوات، لكن حافظنا على تماسكنا نوعاً ما كدولة وشعب، في أصعب الظروف .. لكن ما حصل ليس مقبولاً، هناك من تغيّر وسلك الفردية والانعزالية، وحتى الحكومات وبعض مؤسساتها تغيّرت في فكرها وبقيت متقوقعة وراء نمطيات تفكير لم تناسب الظروف الراهنة عبر تدخلاتها وبأدواتها الكبرى لم تكن بمستوى المأمول منها ..!.

ورغم كل سنوات الرخاء وقوة المؤسسات وحسن تدخلاتها .. بدأنا الآن نسمع بعض الأصوات من قبل أشخاص، وربما  فئات، كانت تتمتع بالأمان المعيشي والاستقرار خلال سنوات خلت، لكنها تشعر الأن أنها لا تجد حولها الحكومة والمؤسسات، ولا تجدها عوناً لها في حل مشاكل ثقيلة حتى على الحكومة نفسها ومؤسساتها ..!، مبررات هذه الأصوات أنه إزاء ثقل الأزمات وخاصة الاقتصادية والمعيشية ظلت غالبية الناس تواجه مشكلات الحياة بمفردها ..! ولا من إجابات محددة تريح الصدور وتبعث الأمل أن القادم أفضل ..!. وكثرت التكهنات ..

هناك من كانت الحكومة صاحبة فضل عليه، تركها وابتعد بمدخراته وفضل عدم الخوض بأي عمل يسهم بأي  تغيير .. وهناك من رجال القطاع الخاص والتجار من لهم آراء بأن الحكومة تواجه تحديات مع الظروف ومع المواطن، دون أن يبادر أو يقول كلمة حق، بل يطلق العنان لخيالاته واتهاماته ..!، ويريدون أن “تُقلِّع” الحكومة ومؤسساتها “شوكها بيدها”، وأمام هؤلاء تخف حالات الغرابة والاستهجان، فهناك من يخذلون ليس الحكومة بل الدولة، وهم بعضٌ من  أصحاب السلطة بعجزهم وقلة حيلتهم، ولسانهم يلهج فقط بثقل الأزمات واستحالة الحل ..!.

ماذا نريد .. نريد كل شيء دون أن نبادر ونقدم ونسهم ونشبك الأيدي ..

لنقولها عالياً .. نريد أن نكون قادرين على مواجهة تحديات ماحولنا .. نريد أن تكون الحكومة ومن هم في موقع  القرار قادرون على إعادة تنشيط اقتصادنا والمحافظة عليه ومجابهة أي ردات أو انتكاسات تهدد أمننا الاقتصادي .. علينا أن نفرّق بين النقد الموضوعي  وحالة الاستهزاء وترديد شعارات تسيء لمنجزاتنا ..

يريد المواطن اليوم من المسؤولين إغلاق أبواب الأزمات قدر الإمكان، بحسن الإدارة وبذل الجهود لا التندر وإطلاق تصريحات فردية بعيدة عن روح أي مسؤولية ..!، فكل الدول تمرُّ بظروف صعبة، لكن حسن إدارة المراحل وصوابية المعالجات يخفف على الدولة الثمن ..! يريد المواطن المضي بجدية في كل المسارات التي تعزز مكانة المؤسسات وتخدم المواطن ..

علينا جميعاً كسوريين أن نعمق إيماننا ببلدنا وبكل خيرٍ وإنجازٍ فيه، وأن نُفرِّق بين خطأ ومسؤول ضعيف مهزوز، وبين بلدٍ عانى كل الويلات ومازال، وتجاوز محطات صراع كان البعض فيها يراهن على بقائه وبقاء المواطن..!.

لم يبق سوى القول أن على مؤسسات الحكومة والإدارات أن تبذل أقصى جهودها لتخفف على الناس أوجاعها وتساعدهم ليعيشوا في أفضل ظروف .. وتقدم وتعين أمهر وأكفأ المسؤولين القادرين على الإنجاز، لا مسؤولي الصدف والمعارف وزجهم بمواجهة مشاكل الناس بعدم خبرة أو دراية .. فهذا أصبح جزءاً من عوامل إضعاف علاقة الناس بحكوماتهم ..!.

 

إقرأ أيضاً .. عقوبات مزاجها عالي 

إقرأ أيضاً .. الحاج بريمر وحليمة

 

*إعلامي – رئيس تحرير صحيفة تشرين السورية سابقاً

 

المقال يعبر عن رأي الكاتب

 

صفحاتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك