
ماذا ننتظر؟
شاطىءٌ ما بين عالمك ودفتري
أطأ رمله بقدمين عاريتين
ألجه بروحٍ خَفِرَةٍ
وقلمٍ كاد مداده يَبيد
فيوقد قنديلاً
تشرق شمسه في جسدي
ويلتهم عينَيّ
فلا أعد أرى سواه
يزرع في دمي الأرجوان
ويجول في شراييني حتى آخر قطرة
يعاند الترواح
يعاند صبر العاقل
حتى يفقد صوابه ..
مرّة .. سألته: ماذا ننتظر!؟
حينها رفع شراع الدهشة
وجدّف به .. عميقاً .. في قلبي وغاب
في ظلال الموج غاب
لأنغمس فيه كفعل ناقص
يكتنفه الغموض
يرسم ملامح الليل
حيث تتفتح الأسئلة
كعيون البوم تنذر بالحكمة
فأحدق بالنجوم
والنجوم ترقب الأرض ..
يحضنني الليل .. يهدهد أحلامي
والأحلام تزرع الأفخاخ
تنبت على وسادتي
كورودٍ حمراء شائكة
فهل بتلاتها تتورد على يدي؟..
أم قطرات من عمري تسيل؟..
وأنتشي بعطرها
والنشوة فعلٌ تام
عابرٌ للمسرات
أعبرها بلحظة أو لحظتين
من عمر الكون العتيق ..
يضطرب قلبي
يضطرم بكل تلك الأحاسيس
بكل تلك التوقعات
فأضغطه بكل الحواس
بتلك القوة الناعمة من اليقين
حتى لا ينسحق
وأعيده داخل جانحي .. بصبر
آخذ منه قبضة حب
لا محل لها من الإعراب
أنثرها نحو السماء للبعيد
للبعيد .. البعيد
علّها تمطر في غابةٍ ما
بعضاً من نرجس وأقحوان
كحرز .. أو دليل لمحبٍّ تائهٍ أو غريب ..
فخفف العتب عن جموحي
ولا تلمني
أنا لا أجيد العوم مع التيار
في هذا الواقع الرديء
أغرق سريعاّ
وأنجو من كل التفاصيل .. فقط .. حين أسلم قلبي لأجنحة العصافير
حين أمسك بضحكات المراهقين
وأحلامهم المخبّأة
في سماء مخفية
من خيالٍ أبيضٍ
ووشاحٍ ملوّن بالغزل
ألقيه على كتفي بإهمال
و أترك لفكري حرية الذوبان ..
في بحرك العميق أغوص
في العالم الأبعد منك والأكثر برودةً فيك
أستشعر الضوء
وأتعلم النجاة في القاع
فأرى المطر مختبئاً في سحابات الدخان
أُنصتُ لثرثراتٍ وقصصٍ
تُروى في محطات الضجر
زادُها فتيلٌ يذوي من مزارات الأمل ..
لا تعترض
لشهرزاد حرية التحليق
والصمت يزهر كلما ازدحمت الحروف تسابق الصوت الولوج لكف الورق
بعيداً عن الأرق
فدعنا لا ننتظر أكثر
لنشرق عند المغيب نجمة وقمر
نتعامل بخَفَر
ولنضحك معاً
من انعكاس أفكارنا
على مرايا الشفق
ولنُحمِّل تلك الأمنيات قارباً ما
لنتركه في دوّامة المراوحة والمراوغة
حتى يتلاشى
كفكرة مستحيلة
سقطت في جوف السكون ..
صفحتنا على فيسبوك