تلك مقولة وعنوان معرض الفنان التشكيلي الشاب يونس السيد (JONAS) الذي أُفتتح مساء أمس في “صالة تجليات”. بحضور الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة، والفنان عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة في دمشق. وباقة من فناني التشكيل والنحت ومتذوقي الفنون.
صلب يونس 20 لوحة بمختلف المقاسات على جدران الصالة، فغطتها آلام وأحزان، ويمكن القول آمال وتطلعات. إذ ليس بمقدور فنان تشكيلي مبدع يرصد حال وطنه دون أن يتضرج بدم الألم، إنما أيضاً متطلعاً إلى الأمل، كمن يعبر في نفق طويل ليصل إلى النور وينعتق من قيود الظلمة؛ حراً طليقاً. .
إحدى لوحات المعرض
صحيح أن المعرض يحمل عنوان “ليل طويل” لكن فناننا استخدم حزمة من الألوان المشتعلة- والمبهجة إن شئتم. فتلألأ الأصفر المشع، والأحمر الصارخ، والأزرق الشهي، والبني اللامع.. واكتفى الليل بلونه الأسود كأرضية للعديد من لوحاته التي تندرج في إطار المدرسة التعبيرية مع بصمة خاصة بالفنان، وتعدد في التقنيات المستخدمة. أما الليل بكل مدلولاته (الظلمة والخوف والقلق والوحدة والوحشة والتقوقع والانتظار والترقب) فقد عبّرت عنها شخصيات لوحاته. حيث تشد الشخصيات الزائر، تجبره على التوقف للتمعن في أوجاعها والقلق من مصائرها، والتأمل في خيوط النور والأمل التي تركها له الفنان، لئلا يستغرق في ليل الحياة، بل يكتفي بليل اللوحات حصراً. وبذا، تنوعت أفكار اللوحات، فحضر الإنسان ليترجمها بهيئته أو ملامحه أو بنيته الجسدية، فوجدنا الرجل والمرأة والعشاق العشاق والحالمة والمتقوقع.. ووجدنا الجمال والإبداع والرغبة في طرح فن متميز يدوّن اسم الفنان يونس السيد. . من لوحات المعرض
وخلال جولة في معرضه قال يونس لوسائل الإعلام: “استوحيت عنوان معرضي من الفترة المظلمة الظالمة التي مررنا بها وعانينا خلالها من الحرب. لذا رصدت حالات نفسية لدى الإنسان كالقهر والقلق والاضطراب، وحاجته للأمان والحب والسلام والاستقرار”. كما أضاف قائلاً: “استلزمي 3 أعوام أخوض في محاولات وتجارب في سبيل بلوغ خط محدد وخاص يمكنني من خلاله التعبير عن مكنوناتي وافكاري وآرائي ومشاعري لأمررها عبر نصوص لونية. إذ أسعى أن يكون معرضي اليوم جزءاً من أفكار متسلسلة أعمل على اقديمها في لوحاتي ومعارضي المقبلة لأجسد حياة الإنسان بآلامه وآماله”. .
