إضاءاتالعناوين الرئيسية

“لو كان نيتشه سورياً”.. حسين شعبان

|| Midline-news || – الوسط
.

كتب فريدريك نيتشه كتابه المهول “في جينالوجيا الأخلاق”. نقد فيه النظام الأخلاقي الحديث بطبيعته الزائفة، المنبثق عن الأديان على مختلف مشاربها وأنماطها. وأيضا من الثقافات الكاذبة -حسب رأيه- الليبرالية، الاشتراكية، الرأسمالية…إلخ.

في دراسته الدقيقة للقاموس الأخلاقي يكشف أن الإنسان القوي (قبل المسيحية) هو النبيل، والفاسد هو الضعيف الجربان! وأن كلمة الأخلاق هي صالحة فقط للأسياد والأشراف.

ثم ثار ضد رجال الدين، كل الضعفاء المرضى الحسودين! فلجأوا إلى الحيلة لإضعافهم. واخترعوا خرافة الضمير والدين. أما الحقيقة، فالإنسان هو العقل.. الثقافة.. القوة.. وهنا برز “السوبر مان” الذي يتعالى على كل القواعد الاجتماعية والدينية. ويقود الهمج الرعاع!

سخر نيتشه من التعليلات التي تفسر القيم والأخلاق ( الاتزان..الدين وووو) وقال عنها إنها ثقافة المستضعفين الذين أبدعوا العدالة والمساواة والخير والضمير والله.
وقال: إن خرافة الجنة في السماء أنتجت جحيماً في الأرض.

كما قال: إن الثورة الفرنسية هي ثورة الرعاع لأنها قتلت أرقى علماء وفلاسفة فرنسا، وهدمت الإرث الحضاري وأتت بديكتاتور مثل نابليون. ذبح نصف أوروبا وافريقيا من أجل طموحاته “الخرندعية”.

لو كان نيتشه اليوم سورياً. كان قال: لا أمل الا بديكتاتورية عادلة للجميع، تطبق العلمانية، تقطع ألسنة الحزبيين وأيدي الفاسدين وتخصي رجال الدين. وتبني وطناً وحكومات من أهل الاختصاص، برواتب مفتوحة، مع دعس من يخون منهم أو يفشل أو يتقاعس.
وبعد سنوات تصبح الإنسانية والوطنية طابعاً سورياً. وتصير الاستقامة منهجاً، والعمل ناموساً، والشرف غريزة. وبعدها يمكن تطبيق الديمقراطية.
أما في دول الهمج والعلاقات العمودية (عشائرية، عائلية، طائفية، قومية… إلخ) فلن توصل الديمقراطية حالياً إلا الهمج.

طبعاً هذا رأي نيتشه.. أنا لا علاقة لي.
.

*كاتب من سورية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى