لندن وبروكسل تتوصلان إلى اتفاق بشأن إصلاح بروتوكول إيرلندا الشمالية

توصّل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الإثنين إلى اتفاق يضع حداً لخلافهما في شأن عمليات المراقبة لمرحلة ما بعد بريكست في إيرلندا الشمالية، “بروتوكول إيرلندا الشمالية”.
وأفادت وسائل إعلام بريطانية نقلا عن مصدر حكومي بريطاني بالتوصل إلى تسوية لتعديل البروتوكول المتعلق بإيرلندا الشمالية، وهو ما أكّده لاحقاً مصدر أوروبي.
وجاء التوصل لاتفاق إثر لقاء استمر نحو ساعة بين رئيس الوزراء البريطاني ورئيسة المفوضية الأوروبية في ويندسور قرب لندن.
بروتوكول إيرلندا الشمالية.. لقاء استمر نحو ساعة
وبعد مفاوضات مضنية استمرت أشهرا التقى سوناك وفون دير لايين في فندق في وينسدور لإجراء محادثات “نهائية” حول هذا الملف المتوتر الذي تحوّل إلى عامل خلاف شلّ المؤسسات في المقاطعة البريطانية وتسبب بتوتر في صفوف الغالبية المحافظة في لندن.
ومن المقرر أن يعقد سوناك وفون دير لايين مؤتمراً صحافياً مشتركاً قرابة الساعة 15,30 بالتوقيتين المحلي وغرينيتش.
ويحكم بروتوكول إيرلندا الشمالية الموقع في كانون الثاني-يناير 2020 انتقال السلع بين هذا الإقليم البريطاني وبقية مناطق المملكة المتحدة، وإيرلندا الشمالية هي المنطقة البريطانية الوحيدة التي لها حدود برية مع الاتحاد الأوروبي.
ويفرض الاتفاق عمليات تدقيق جمركية بين الإقليم البريطاني وبقية أرجاء المملكة المتحدة عند وصول السلع إلى إيرلندا الشمالية.
وأراد هذا الاتفاق تجنب قيام حدود برية بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي ما قد يضعف السلام المبرم العام 1998 بين الطرفين بعد أحداث دامية استمرت ثلاثة عقود.
لكنه أثار توترات بين الاتحاد الأوروبي ولندن وأصبح كذلك مشكلة داخلية لريشي سوناك الذي يواجه معارضة مؤيدي بريكست المتشددين والوحدويين في بلفاست، ويرفض الوحدويون أي تطبيق بحكم الأمر الواقع للقانون الأوروبي في الإقليم البريطاني ويعطلون عمل السلطة التنفيذية المحلية منذ سنة.
وقال فنسنت وارد وهو إيرلندي شمالي يبلغ 53 عاماً من نيوري في جنوب شرق المقاطعة لوكالة فرانس برس الاثنين “نحتاج إلى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، علينا حل هذه المشكلة”.
من جهته، قال جو أوهانلان (60 عاماً) الذي يعيش في هذه المدينة الحدودية مع إيرلندا “يجب أن يعرف الناس ما ينتظرهم. لأن الوضع كما هو الآن دمر حياة الناس وتسبب بكثير من المشكلات”.
ولتهدئة الوحدويين كانت لندن قد لوّحت في الربيع الماضي بتعديل أحادي للاتفاق، ما أثار غضب دبلن وبروكسل التي حذّرت حينها من طيف حرب تجارية.