
لماذا لا أشعر بالسعادة … أكرم صالح الحسين
انتصرنا..؟
ألقى الجوع عقاله
ألقى الجوع عقاله
تكسّرت أغلال البرد الصدأة
وعمّ النور أرجاء المدينة المُعتمة
وقف الحكام بطولهم الفارع
هزوا رؤوسهم وأردافهم
وبدأوا بالغناء!
انتصرنا
قالتها أشجار الميلاد
في “باب توما”
هللت بسطات “شارع الثورة”
رددها طفل ينبش في حاوية قمامة
يبحث عن طفولته الغارقة
في قعر هذا الوطن!
صبية وقفت عند مفرق مخبز ابن العميد
أخفت وجهها المنهوب
خجلها الغارق حتى أخمص أنوثتها!
انتصرنا
رُفعت الرايات
أطلق أحدهم النار
أصاب غيمة تقف مشدوهة في السماء
تساقطت بكارة الوطن
في أحضان مرتزقة الإنسانية
ضحك سائق سيارة الأجرة
وهو يقف في الطابور منذ أيام
ينتظر القليل من الكرامة.
انتصرنا
هزمنا الأعداء
رفعنا راياتنا أمام القصور
ثم عدنا
الى المنازل الفارغة
الى سراج الكحول
الى طعم القهوة الممزوج بالمسامير
عدنا منتصرين
ونحن نغني “عاش الوطن”
هانحن نضع رؤوسنا المنتشية
فوق وسائد الدموع ونحلم،
نحلم بالفوز الكبير
على القطط
على حزم البرسيم
والأغنام
على التجار الخونة
على حوارينا الممتلئة بالجثث
على تجار السموم
على أصحاب الكراسي والكروش
نحلم بعيون مفتوحة
وأرواح مغلقة كأبواب الفرح
انتصرنا
أدخلنا الأهداف
هززنا شباك القبح
فتحنا..وما أعظم مافتحنا؟
هانحن ننام على أسّرتنا
وكأن كل الصراخ كان من أجل فوز
وحققناه؟
انتصرنا
هذا صباح مختلف
ممتلئ بالنصر
ممتلئ بالسكر، والدفء
بأمهات تنتظر
بحناجر لا تقوى على الصراخ
أصابع لا تقوى على الكتابة
وعيون أرهقها الدمع!
انتصرنا
ودققنا اسفيناً في خاصرة الفقر
فلماذا لا أشعر بالسعادة…؟
.
-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews