لماذا قامت موسكو بالعملية العسكرية في أوكرانيا؟

لماذا قامت موسكو بالعملية العسكرية في أوكرانيا؟
كتب غيفورغ ميرزايان، في “إكسبرت رو”، حول الأسباب التي اضطرت موسكو إلى إجراء العملية العسكرية في أوكرانيا.
وجاء في المقال: في الرابع والعشرين من فبراير، استيقظ العالم على واقع جديد. في وقت مبكر من الصباح، فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما توقعه كثيرون منه قبل 8 سنوات- أعلن بدء عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.
– لماذا قامت موسكو بالعملية العسكرية في أوكرانيا؟
هذه ليست مجرد عملية عسكرية، إنما هي عملية خاصة. الهدف منها ليس احتلال أوكرانيا، إنما محاولة بناء قواعد جديدة للعب. وهي القواعد التي ينبغي أن تجلب السلام والاستقرار، على الأقل في أوروبا.
نعم، الطريقة خاصة وغير قياسية بالمرة، لكن المشكلة هي أن روسيا جربت عمليا الأساليب القياسية. طوال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حاولت موسكو أن تشرح بأدب لشركائها الغربيين الحاجة إلى إنشاء نظام جديد للأمن الجماعي في أوروبا.
في منتصف العام 2021، بدا كأن الغرب يرى الواقع. وافق بايدن على الدخول في حوار مع روسيا. ولكن، بعد حوالي نصف عام من عملية التفاوض، بات واضحا أن واشنطن تريد من المحادثات تجميل العلاقات دون حل المشكلات الأساسية (تهديدات الناتو لروسيا).
صبر بوتين طويلا. وكانت القطرة الأخيرة التي طفح معيها الكيل، هي القصف الأوكراني المستمر لجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، حتى بعد اعتراف روسيا بهما. من الواضح أن الرئيس الروسي اتخذ قرارا صعبا للغاية، لكنه موقف منطقي ينبع من الواقع، وهو مسح لوحة الشطرنج بمن عليها، وإجبار الغرب على البدء في بناء موقف جديد.
بالطبع، لن يتحقق الأمر مباشرة. في البداية، ستتعرض روسيا لأشد العقوبات، وستنشب أزمة عالمية، ثم تُبنى قواعدٌ جديدة للعبة، أو- وفق سيناريو أفضل- عقوبات قصيرة المدى تليها مباشرة مفاوضات بشأن القواعد الجديدة، نظرا لأن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل مثل هذه الأزمة. خاصة على خلفية استعراض بوتين أقصى درجات الحزم.
لسوء الحظ، كان لابد من تشكيل الواقع الجديد بهذه الطريقة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الكاتب
تابعونا على صفحة الفيس بوك…