لطفاً لا أمراً: افحصوا زيلينسكي .. بشار جرار .. واشنطن

ثمة ديباجات اجتماعية زاد “الواتس والفيس” من نشرها. كعبارة “لطفاً لا أمراً” التي تضحكني وأحيانا تدفعني إلى مراجعة وضع مرسلها الذي يظن أن بإمكانه “أمري” ولا تجمعنا سوى صداقة افتراضية في عالم أزرق كثر في شخوصه الأخرق!
ولولعي بالواقعية احتراماً لنفسي، لذاكرتي السياسية وإيماني بأن الحق وحده أولى بأن يتّبع، وأن الحقيقة وحدها هي التي تحرر من قيود الجهل والضلالة، لكل ذلك أقول لطفاً.. كفى لطفاً لكل المتطفلين على قراراتنا الوطنية وحتى الشخصية وكأن لهم حقا لدينا. من أعطى الحق للمتصارعين على تعديل أو تغيير النظام العالمي الجديد، أن يقرروا زيادة طين الكورونا بلة؟ من أعطاهم الحق لاختطاف العالم كله في أوكرانيا وروسيا أو بعض منها كمضيق كيرتش هناك بين بحري آزوف والأسود، أو حقل كاريش هنا في بحر نعتوه بالمتوسط ووصفوه بالأبيض؟!
إقرأ المزيد .. بايدن وسلام “مربّع” للرئيس ماكرون!
الحمد لله تم نزع فتيل انفجار أو تفجير إقليمي بعد توصل لبنان برئاسته وحكومته وحزبه الوحيد المسلح – حزب الله – إلى “اختراق تاريخي” مع إسرائيل بحسب الرئيس الأمريكي جوزيف آر بايدن. خوفنا الآن ليس من كاريش القريب ولكن من كيرتش البعيد، والبعد هنا نسبي، فهو بعيد عن الشرق الأوسط وأمريكا لكنه قريب من أوروبا وهو في عقر دار القارة العجوز.. عجز أوروبا هذه المرة قاتل ليس لاقتصادها وأمنها فقط، وإنما للبشرية جمعاء إن ترك الصراع على حاله.
بعد ضربات روسيا الانتقامية أو التأديبية -سمها كما شئت- بعد التفجير الأرعن في جسر القرم الذي دشنه قبل أربع سنوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشاحنة قادها بنفسه، اقترب خطر ما وصفه بايدن بـ “هرمجدون” محذراً خلال حفل لجمع التبرعات لحزبه من أن الفناء النووي في خطر هو الأول من نوعه منذ أزمة خليج الخنازير وأزمة الصواريخ الكوبية إبان عهد الرئيس الديموقراطي أيضاً، الراحل جون كينيدي، الذي ما زالت نتائج التحقيق باغتياله غامضة رغم كل الشفافية التي يتميز بها العالم الحر!.
إقرأ أيضاً .. “العقيد” بايدن: الاستفتاء “شام”
ولصب النار على الزيت، صار رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي متطرفاً في ردود أفعاله لدرجة استدعت شبه التنصل منه غربيا وعلانية.
زيلينسكي بـ “تي شيرته الكاكي”، طالب الناتو بضرب روسيا استباقياً ونووياً!، زيلينسكي بفيديوهاته الحصرية التي لا حصر لها، يقول إنه لن يفاوض إلا رئيساً جديداً لروسيا! زيلينسكي الذي دنت المساعدات العسكرية والاقتصادية لبلاده ولنظامه من الخمسة والثمانين مليار دولار -الرقم ذاته الذي تكبدته أمريكا جراء انسحاب بايدن الكارثي من أفغانستان- ما زال يقول “درهمونا وإلا فقدتمونا”!.
لا علاقة لموقفي من زيلينسكي من الحرب في أوكرانيا أو على أوكرانيا أو على روسيا أو على أوروبا، ببساطة ثمة مشكلة في شخصيته وحالته العقلية والنفسية.. بصرف النظر، عن صحة المزاعم بتورطه بتعاطي المخدرات، وخاصة ذلك النوع الذي يسبب جنون العظمة، من حق البشرية التي تهدد بحرب نووية، من حقها إخضاعه لفحص يظهر خلوه من أعراض الإدمان.
يريد أن ينضم إلى الاتحاد الأوروبي والناتو، فليتخذ من رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين مثلاً بالشجاعة الأدبية والقيادية والشفافية.. رقصها في فيديو وسماع شبهة كلمة كوكائين، جعلها تتبرع بإجراء اختبار الكشف عن المخدرات ولم تتعاف بعد من آثار الضجة الاجتماعية المنددة بمشهد حتى ولو كان من حياتها الخاصة.
فيا أيها المصوتون ضد ومع قرار الحرص على “وحدة وسلامة الأراضي الأوكرانية” في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يا سعادة أمينها العام، وافر الاحترام أنطونيو غوتيريش، لطفاً لا أمراً: افحصوا زيلينسكي قبل انتخابات ٨ نوفمبر الأمريكية، أو قمة العشرين في منتجع بالي الإندونيسي، علّ لقاء قمة يعقد بين بوتين وبايدن يهدّئ من روع زيلينسكي إن بقى في كييف أو في السلطة..
*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..