لبنان : تكليف ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة

|| Midline-news || – الوسط …
كَلَّفَ الرئيس اللبناني، ميشال عون، الإثنين، ميقاتي، بتشكيل حكومة جديدة، في بلد يعاني أزمتين سياسية واقتصادية.
وخلال استشارات نيابية ملزمة أجراها عون، في القصر الجمهوري بمنطقة بعبدا شرق العاصمة بيروت، حصل ميقاتي (65 عاما) على موافقة 72 نائبا، بينما رفضه 42، ومنح نائب صوته للسفير الأسبق لدى الأمم المتحدة، نواف سلام، بحسب بيان للرئاسة.
ويتألف مجلس النواب من 128 نائبا، استقال منهم 8 وتوفى اثنان، لينخفض عددهم إلى 118، شارك منهم 115 في الاستشارات النيابية.
وحاز ميقاتي على ثقة كتلة تيار المستقبل (17 نائبا)، بزعامة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، وكتلة الوفاء للمقاومة (12 نائبا)، التابعة ل“حزب الله”، وكتلة التكتل الوطني (5 نواب)، التابعة لتيار المردة، بزعامة سليمان فرنجية.
كما أيدته كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي (7 نواب)، التابعة لحزب التقدمي الاشتراكي، برئاسة وليد جنبلاط، وكتلة الوسط المستقل (نائبان)، والكتلة القومية الاجتماعية (3 نواب)، وكتلة اللقاء التشاوري (نائبان من أصل 4)، وكتلة التنمية والتحرير، برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري (17 نائبا)، بالإضافة إلى 4 نواب مستقلين.
كما حاز ميقاتي على ثقة كل من الحريري، ورئيس الحكومة الأسبق تمام سلام، ونائب رئيس مجلس النواب، إيلي الفرزلي.
بالمقابل، رفضت كتلة “الجمهورية القوية” (14 نائبا)، التابعة لحزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، تسمية ميقاتي.
ورفضه أيضا تكتل لبنان القوي (17 نائبا)، التابع للتيار الوطني الحر، بزعامة عون، وكتلة الأرمن (3 نواب)، وكتلة ضمانة الجبل (4 نواب)، و3 نواب مستقلين، ونائبان من اللقاء التشاوري.
ومنذ 2005، هذا هو ثالث تكليف بتشكيل حكومة لميقاتي، الذي عادة ما ينُظر إليه كمرشح توافقي لإنهاء حالات الجمود جراء الخلافات السياسية.
وميقاتي نائب برلماني عن مدينة طرابلس (شمال) منذ عام 2018، وجاء إلى السياسة من قطاع رجال الأعمال، وترأس الحكومة مرتين عامي 2005 و2011.
ويقوم النظام السياسي في لبنان على توزيع المناصب الرئيسية على الطوائف، حيث يتولى رئاسة الجمهورية مسيحي ماروني، ورئاسة الحكومة مسلم سُني، ورئاسة البرلمان مسلم شيعي.
ومنتصف يوليو/تموز الجاري، أعلن الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، بعدما تقدم بتشكيلتين وزاريتين إلى عون، لكن الأخير طلب تعديلا بالوزارات، وهو ما رفضه الحريري.
وطيلة نحو 9 أشهر، حالت خلافات بين عون والحريري، دون تشكيل حكومة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ بيروت.
وتركزت هذه الخلافات حول حق تسمية الوزراء المسيحيين، مع اتهام من الحريري ينفيه عون بالإصرار على الحصول لفريقه، ومن ضمنه “حزب الله”، على “الثلث المعطل”، وهو عدد وزراء يسمح بالتحكم في قرارات الحكومة.
وميقاتي هو ثالث شخصية، بعد الحريري ومصطفى أديب، يكلفها عون بتشكيل حكومة بعد استقالة حكومة دياب، إثر انفجار المرفأ، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وأصاب ما يزيد عن 6500 بجروح.
وعادة ما تستمر عملية تشكيل الحكومة في لبنان عدة أشهر؛ جراء خلافات بين القوى السياسية.
وزادت الأزمة السياسية الوضع سوءا في بلد يعاني منذ نحو عامين أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، مع تدهور مالي ومعيشي، وانهيار للعملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، وشح في السلع الغذائية والأدوية والوقود.
ويعتبر لبنان، وفق مراقبين، ساحة صراع بين مصالح دول إقليمية وغربية، وهو ما يزيد من مستوى تعقيد الأزمات في هذا البلد العربي.
وتضغط الحكومات الغربية على الساسة اللبنانيين لتشكيل حكومة يمكنها بدء إصلاح مؤسسات الدولة التي تعاني من الفساد وهددت بفرض عقوبات، وقالت إن الدعم المالي لن يتدفق قبل بدء الإصلاحات.
وقال ميقاتي في كلمة ألقاها من القصر الجمهوري في بعبدا (شرق بيروت) ونقلت مباشر عبر المحطات المحلية، بعد تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة بلبنان، إنه سيسعى إلى تشكيل حكومة “تنفذ المبادرة الفرنسية” التي يمكن أن تنقذ البلد مما هو فيه.
والمبادرة المقصودة، أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من بيروت، بعد أيام من انفجار مرفأ العاصمة اللبنانية، في 4 أغسطس/آب الماضي، لتشكيل حكومة جديدة.
وتنص تلك المبادرة على تشكيل حكومة جديدة من “مستقلين” (غير تابعين لأحزاب)، على أن يتبع ذلك إصلاحات إدارية ومصرفية، لكنها فشلت آنذاك في الدفع نحو تشكيل حكومة جديدة، إذ رفضتها قوى سياسية عدة، واعتبروها تدخلا في شؤون البلاد.
وأكد ميقاتي أنه ما كان ليقدم على قبول التكليف لولا حصوله على “مجموعة تطمينات وضمانات دولية لا بد لها من أن تسهل” مهمته الحالية.
وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي أن مهمة حكومته الأساسية هي تنفيذ المبادرة الفرنسية.
وقال «ميقاتي» بعد لقائه الرئيس عون: «أبلغني فخامة الرئيس نتيجة الاستشارات النيابية الإلزامية وتكليفي بتشكيل الحكومة الجديدة».
وأكّد ميقاتي أنه «بالتعاون مع فخامة الرئيس نستطيع تشكيل الحكومة التي من مهامها الأولية تنفيذ المبادرة الفرنسية، والتي هي لمصلحة لبنان ولمصلحة الاقتصاد اللبناني».
وتابع: «أنا اليوم خطيت هذه الخطوة لتخفيف تمديد الحريق وإخماد الحريق لا يتم إلا بتعاون كل اللبنانيين، أعلم أن الخطوة صعبة، ولكني مطمئن ومنذ فترة أدرس الموضوع ولو لم يكن لدي الضمانات الخارجية المطلوبة لما كنت أقدمت على الأمر».
واستطرد: «ضروري في الخطوات الدستورية أن تكون لدي ثقة من النواب، ولكن ما أطلبه هو ثقة الشعب والناس وثقة كل شاب وشابة لوحدي ليس لدي عصا سحرية ونحن في حالة صعبة جداً».
ولفت ميقاتي إلى أن مهمته «صعبة ولكنها سوف تنجح لو تضافرت جهود الجميع بدون مناكفات أو مهاترات ومن لديه أي حل فليتفضل».
وأردف بالقول: “لوحدي لا أملك عصا سحرية ولا أستطيع أن أصنع العجائب، نحن في حالة صعبة جدا، وقد سألني أحد الصحافيين الآن لماذا أنا حزين؟ طبعا المهمة صعبة ولكنها تنجح إذا تضافرت جهودنا جميعا وشبكنا أيدينا معا”.
فيما أعلنت الأمانة العامة لمجلس النواب عن موعد استشارات تأليف الحكومة غدًا الثلاثاء في المجلس النيابي.
وفي أول رد فعل غربي على تكليف ميقاتي اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية، أن الأولوية في لبنان، يكمن في تشكيل حكومة كفوءة تكون قادرة على القيام بإصلاحات، داعية جميع الساسة اللبنانيين إلى تحمل مسؤولياتهم، وذلك في أعقاب تسمية نجيب الميقاتي، رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة اللبنانية، بعد استقالة سعد الحريري.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، آنييس فون دير مول، اليوم الاثنين، إن “فرنسا أحيطت علماً بموضوع تسمية نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة اللبنانية، وتعتبر أن الأولوية في لبنان هي تشكيل حكومة كفوءة تكون قادرة على القيام بالإصلاحات الضرورية التي يطمح اليها الشعب اللبناني”.
وأضافت المتحدثة، أن “فرنسا تدعو جميع الساسة اللبنانيين لتحمل مسؤولياتهم والسماح بتشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات”.
المصدر: وكالات