هكذا تسلب أمريكا وعي الشعوب .. “دونالد داك” أكثر من مجرد شخصية كرتونية ..!!

|| Midline-news || – الوسط ..
في كتابهما “كيف نقرأ دونالد داك” عمل الكاتب الأرجنتيني-التشيلي آريال دوفمان، والسوسيولوجي البلجيكي آرماند ماتيلارت، على تفكيك شخصية دونالد داك، التي ابتدعها والت ديزني في الأربعينات، والكشف عما يحرّكها من نزعاتٍ استعمارية تبيع شعوب العالم الثالث وهماً كاذباً بالنجاح والسعادة القائمين على الاستهلاك الأعمى.
عرّى الكتاب مغامرات دونالد داك، لتظهر خلف طرائفها أيديولوجية زاخرة بالتمييز العرقي، واحتقار الأجانب والمهاجرين، والريبة من النقابات العمالية. فشخصيات هذه السلسلة الكرتونية من أجانب العالم الثالث يظهرون في صورة البرابرة أو الأطفال الأغبياء، وبالتالي تجدر معاملتهم على هذا الأساس. في عالم دونالد داك “النبيل”، لا جوع ولا فقر ولا عوز، فهو يشتري ويستهلك من دون توقف، وإذا خرج للعمل فلشراء هدية باهظة الثمن لصديقته أو للذهاب في رحلة استجمام، وليس لسدّ حاجاتٍ معيشية. أما أولئك الذين لا يملكون مليماً، فهم “الأشخاص الأشرار” أي العمال والفقراء. وتصوّر السلسلة، التاريخ، كحلقة مستمرّة من المغامرات حيث يحاول الأشرار (الفقراء) سرقة أموال الصالحين (الأغنياء)، ليفشلوا كلّ مرة. وهذا بالطبع مع استحالة ارتقاء الفقراء إلى منزلة “الصالحين”.
يقول دورفمان “لقد حاولنا أن نشوي دونالد داك، لكنه التهمنا والتهم الإرث الذي سنتركه لأطفالنا”. فقد احتلت ديزني، في العام 2018، المركز الثاني بين شركات الميديا العملاقة التي تملك معظم وسائل الإعلام الأميركية، وفق تقرير فوربس. وتحت مظلّتها، تعمل مئات القنوات التلفزيونية والإذاعية، الصحف والمجلات، شركات الإنتاج الموسيقي والسينمائي، بالإضافة إلى مرافق الترفيه من منتزهات ومطاعم ومسارح.
لكن أخطر ما يملكه عملاق الميديا هو شخصيات معنوية حفرت في أذهان أطفال العالم ماهية هذا العالم وما يحب أن يكون عليه. لقرابة عقدٍ من الزمن، مارست “ديزني” استلابها لوعي الأطفال وذاكرتهم، من دون أن يتسنى لأحد إيقافها أو حتى انتقادها.