كم تشبهني يا بحر .. غازي القاسم

|| Midline-news || – الوسط …
.
.
أيُها البَحْر كَيفَ أرْمي لَكَ آهاتِي
وَأعْزِفُ عَلَى مَوْجِكَ أنِيني
كَيفَ أتَحَرَرُ مِن نَارِ لَوْعاتي
لِأُطْفئَ فيَّ جَمْرَ حَنِيني!؟
وَالسَمَاءُ تَبْكي دَمعَ الأنبياءِ
كَيفَ شَوْكُ الوَرْدِ
انتَصَرَ عَلَى الرَحِيقْ !!؟
أيُها البَحْر
لِماذا سَلَبَتْني كُلَّ الذِين يُحِبُّونني
وَأدْميتَ الفُؤاد
بِسِهامِ الرَحيلِ والفُقْدِ
كَيفَ كُنْتُ أنَا الجُرْح
وَبيدي كانَتْ سِكيني!؟
كَيفَ العَدُوُ .. قاتلي
أصْبَحَ الصَديقْ!؟
كَيفَ تَرَاني وَأنَا أُناجيكَ
وَكَيفَ لا تَسْمَعُني وَأنا أُناديكَ!؟
القَلْبُ يَا بَحْر رَمَادٌ بِرَمادْ
وَالرُوحُ يا بَحر
لَيْستْ لي وَالجَسَدُ ……
كَيفَ منكَ أرجو الشفاءَ
وأنا بسِحْرِ مُرْجَانِكَ الغَريقْ!!؟
يا بَحْر
أنَا لَنْ أنْساكَ
فَهَل أنْتَ تَنْسانِي !؟
خُذْني مَوْجَةً مَعَكَ أقَبِلَ شَواطِئَ أوْطاني
أو نَوْرَساً يَفِرُّ مِنْكَ وَيعْزِفُ عَلَى النَخيلِ أحْزانِي
عَلَّ الرُطَب من يَباسها تَسْتَفيقْ!
هَل يَعودُ الحُبُّ … يُنيرَ القَلْبَ
أم مِن نَسِيجِ الغُربَةِ أُطَرِّزُ أكْفَانِي !؟
ألَمْ تَرْتَو في الأعْمَاقِ مرجانُكَ
مِن أشْعَارٍ … كَتَبَتْ وِجْداني!؟
كَمْ تَشْبَهُني يَا بَحْر
وَكَمْ هَمْسُ مَوْجِكَ أبْكَاني
وَأنتَ تَشي لِلرِمَالِ
آهات وآنَّات الطَريقْ
كم تَشْبهني يَا بَحر
على ملْحِ جراحي
يطفو الحُلمُ الجميل
ولِملحِ مياهِكَ
بعضُ نَجَاةٍ لِلْغَريقْ