“كل أيام العام للرجل” .. فداء طه

|| Midline-news || – الوسط …
.
احتفل العالم يوم أمس بيوم أو عيد المرأة العالمي، ولا أعرف تحديداً أهو يوم أم عيد عالمي؟ وكيف يتم الاحتفال به وما هي الطقوس التي تقام في هذا اليوم؟ ومن هم الذين احتفلوا به بالضبط؟
وأنا بصفتي امرأة أؤكد بأنني في حياتي كلها، لم أحتفل بهذا اليوم. ولم يكرمني به أي أحد! ولم أحصل بموجبه على أية امتيازات!
وكذلك لم أرَ والدتي أو أيّ من نساء حارتنا أو عائلتنا، ولا حتى جاراتنا يحتفلن بهذا اليوم! بل أظن أن النساء اللواتي يحتفلن بهذا اليوم هن نساء الطبقة المخملية والمنظمات النسوية الكثيرة في العالم وفي بلادنا أيضاً. التي نسمع جعجعتها ولا نرى أي إنجازٍ لها في محيطنا.
وأحسب كذلك بأن النساء الكادحات في بلادنا لا يجدن الوقت الكافي لاستذكار هذا اليوم ولا يلقين له بالاً لأنهن مشغولات بمهامهن اليومية الكثيرة سواء في المنزل أو خارجه بسبب صعوبة الحياة. وتحملهن الكاهل الأكبر من مسؤولياتها.
إن كل ما أعرفه حول يوم “المرأة العالمي” أنه لا يقدم ولا يؤخر ولا يضيف إلى المرأة شيئاً في ظل واقعها البائس والحزين، فبينما تطلق بعض المؤسسات العالمية المعنية بحقوق الإنسان والمرأة الشعارات الرنانة والإحصائيات المنمقة عن تقدم وضع المرأة في العالم، وتمكينها اقتصادياً وحصولها على التعليم وغيره من الإنجازات غير المرئية، أنظر من حولي فأجد نساء مقهورات في كل مكان، نساء مقهورات في العمل بسبب التمييز في المعاملة والترقية والرواتب، ونساء مقهورات في المنزل بسبب الظلم والخيانة والاستغلال وسوء المعاملة وهضم الحقوق.
باعتقادي إن مثل هذه المناسبات، “يوم الأم” و”يوم المرأة” ما هي إلا بدعة وكذبة، تؤكد أن هذه المناسبات تم خلقها كجوائز ترضية للمرأة، لأن الواقع يؤكد بأن كلّ أيام العام هي للرجل.
.