كريستوفر مارلو ووليام شكسبير جدل لا ينتهي .. لماذا يختلف الباحثون حول الأديبين؟

مرت بالأمس الذكرى الـ459 على ميلاد الأديب البريطاني كريستوفر مارلو، إذ ولد فى 26 فبراير عام 1564، وهو كاتب مسرحي إنجليزي، وشاعر، ومترجم من العصر الإليزابيثي. أشهر الكتاب التراجيديين الإنجليز بعد وليام شكسبير، ويعرف بشعره المرسل.
والحقيقة أن جزء من شهرة كريستوفر مارلو حالياً مرتبطة بارتباطه الوثيق والمثير للجدل مع الأديب البريطاني الأشهر على الإطلاق وليام شكسبير، إذ أن هناك جدل دائم يربط بين الاسمين، ما بين تأثير أحدهما على الآخر، أو مشاركتهما في كتابة أعمال شهيرة منسوبة حالياً لشكسبير وحده، أو أنهما شخص واحد لا ينفصلان.
تأثر شكسبير بمارلو
وبحسب مقدمة الترجمة العربية لمسرحيات شكسبير طبعة دار الآداب اللبنانية ببيروت، فان وليام شكسبير. تأثر إلى حدّ بعيد بمعاصريه من كتاب المسرح مثل توماس كيد وكريستوفر مارلو، وخاطب مثلهم الذوق الشعبي في عصره، وهو الذوق الذي كان يهوى المآسي التاريخية بما فيها من عنف ومشاهد دامية.
كريستوفر مارلو مؤلف مشارك لوليام شكسبير
وقبل 7 سنوات وبالتحديد في أكتوبر عام 2016، قررت دار جامعة أوكسفورد، وضع اسم كريستوفر مارلو بجانب وليام شكسبير، كمؤلف مشارك في كتابة ثلاثية هنري السادس في الطبعة الجديدة من “نيو أوكسفورد شكسبير، وقال غاري تيلور واحد من كبار محرري المشروع لـ”رويترز”: “دخل شكسبير عالم البيانات الضخمة وهناك أسئلة محددة كان الناس يطرحونها منذ وقت طويل للغاية، نستطيع الآن أن نجيب عليها بثقة أكبر”.
وقضية إن كان شكسبير كتب كل المسرحيات المنسوبة له هي مثار جدل لا ينتهي، ومن أهم النظريات المطروحة في هذا الصدد هي أن مارلو هو الذي كتب مسرحيات شكسبير، الأمر الذي يرفضه الباحثون المتخصصون في تناول حياة شكسبير، وأضاف أن الأكاديميين الذين عملوا على الطبعة الجديدة من أعمال شكسبير الكاملة، وشخصيات أخرى قدمت نظريات مقارنة لهذه النتائج، أصبحوا على ثقة كاملة بأن مارلو كتب بعض المقاطع في ثلاثية هنري السادس.
مارلو وشكسبير شخص واحد ..
كذلك هناك اعتقاد يسود في بعض الدوائر الثقافية بأن أن مارلو وشكسبير شخص واحد، وجاء هذا الاعتقاد نتيجة أن مارلو وشكسبير ولدا في نفس العام 1564، ويقال إن مارلو يكبره بأسبوع أو أسبوعين وتقول الرواية أن مارلو اختفى عام 1593 في نفس العام الذي ظهر فيه شكسبير، وأنه توارى عن وجه العدالة متنكراً تحت اسم شكسبير إلا أن الرواية الرسمية تقول انه قتل في حانة.
كذلك كان كل من مارلو وشكسبير يركزون على ضمير الإنسان وعلى المونولوج المسرحي ولعل مسرحية شكسبير (تاجر البندقية) تذكرنا بمسرحية مارلو(يهودي مالطا)، وكل شخصيات مارلو تركز وتحلم بسيطرة لا حدود لها والقوة المطلقة كما شخصيات شكسبير وتوضح أن الشخصيات تنهار في دمار محتم لأنه فوق طاقات البشر، ويركز مارلو على استخدام أسلوب الفر ليس بقصد الكوميديا إنما في سبيل بث الرعب وكذلك يفعل شكسبير.