العناوين الرئيسيةمنوعات

كذبة أبريل “April Fools Day” حكاية لها تاريخ.. يوم الكذب العالمي

نحن في أول أبريل، وقد اعتاد الناس ما يعرف باسم كذبة أبريل وأن يكذبوا في هذا اليوم كما اعتادوا أن يكذبوا في أي وقت، ولا أحد يعرف على وجه التحديد كيف نشأت.

هناك رواية تقول إن كذبة أبريل نشأت منذ ما يقارب سنة 420 عندما غير شارل التاسع ملك فرنسا بداية السنة الميلادية من أول أبريل إلى أول يناير، فقد ظل الفرنسيون يحتفلون برأس السنة أول أبريل بتبادل هدايا رمزية كاذبة والأكاذيب المرحة.

وسواء كان أصل كذبة أبريل حكاية شارل التاسع أو غيرها فقد نجح الإنسان عموماً في خلق احتفال عام بالكذب في أول أبريل، أو على الأصح في خلق إيجاد اليوم العالمي للكذب.

كذبة أبريل مقلب كل عام اعتادت الشعوب على إطلاقها في بعض الدول حتى أنه خصص له يوم عالمي للكذب، لخداع بعضهم البعض في اليوم الأول من شهر أبريل، ويوم كذبة أبريل لا يعد يوماً وطنياً أو معترفاً به قانونياً كاحتفال رسمي، حيث تعد تقليداً عاماً في غالبية دول العالم، على اختلاف ألوانهم وثقافاتهم، وهي قائمة على إطلاق الشائعات والأكاذيب بطريقة تبدو كأنها صحيحة، ولهذا فقد أصبح أول أبريل هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم‏، باستثناء الشعبين الإسباني والألماني، والسبب أن هذا اليوم مقدس في إسبانيا دينياً، أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد “بسمارك” الزعيم الألماني المعروف.

ويطلق ‏على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم “ضحية كذبة أبريل “، وانتشرت كذبة أبريل في الدول الأخرى، وعلى نطاق واسع انتشرت في إنكلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي، ويطلق ‏على الضحية في فرنسا اسم “السمكة”، وفي أسكتلندا تعرف بـ”نكتة أبريل”، ويعلق ‏البعض على هذا بالقول إن شهر أبريل يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس ‏المداعبة والمرح.

أصل “كذبة أبريل” April Fools Day

لا توجد حقيقة مؤكدة لأصل هذه العادة، ورجحت بعض الآراء أن أصل هذا اليوم هو أن الكثير من مدن أوروبا ظلت تحتفل بمطلع العام في الأول من أبريل، وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام ١٥٦٤، وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهى في الأول من شهر أبريل بعد أن يتبادل الأشخاص هدايا عيد رأس السنة الجديدة.

وفى نهاية القرن السادس عشر قام البابا غريغوري الثالث عشر بتعديل التقويم ليبدأ العام في 1 يناير، وتبدأ احتفالات الأعياد من 25 ديسمبر، وأطلق الناس على من ظلوا يحتفلون حسب التقويم القديم تعليقات ساخرة لأنهم يصدقون (كذبة أبريل)، لكن “قصص كانتربري” للكاتب جيفري شوسر قضت على هذه النظرية وقالت أن حكايات “كذبة أبريل” تعود للقرن الرابع عشر وقبل قدوم البابا غريغوري الثالث عشر ٠

يعود إلى القرون الوسطى

ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل وبين عيد هولي المعروف في الهند، والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام، وفيه يقوم بعض ‏البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية، ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل.

وعلى الجانب الآخر فإن الباحثين في أصل الكذب يرون أن نشأته تعود إلى القرون ‏الوسطى، إذ إن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول ‏فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من أجلهم، وفي ذلك الحين نشأ العيد ‏المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين.

وهناك باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول أبريل لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية ‏شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر، والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها من عدمه ولكن القاعدة الثابتة أن الكذب كان ولا يزال مرتبطاً بالأول من شهر أبريل.

كذبة طريفة وغباء ملك

ومن أطرف الأكذوبات وأشهرها، في مختلف البلدان، ما حدث في رومانيا عندما كان الملك كارول يزور أحد متاحف عاصمة بلاده، في أول أبريل، فسبقه رسام مشهور، كان قد ترصد قدومه، وقام برسم ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة، على أرضية المتحف، مما دفع الملك بأمر أحد حراسه، بالنزول لالتقاطها، ولكن سرعان ما اكتشفوا أنها كذبة.

وقد اشتهر الشعب الإنكليزي بكذبة ظهرت في عام 1860، في اليوم الأول من أبريل، حيث حمل البريد إلى مئات من سكان لندن، بطاقات مختومة بأختام مزورة، تحمل في طياتها دعوة لمشاهدة الحفلة السنوية لغسل الأسود البيض، في برج لندن صباح الأحد، في الأول من أبريل، مع التكرم بعدم دفع أي مبلغ، مما دفع الجمهور الساذج إلى التوجه نحو البرج لمشاهدة الحفلة المزعومة.

نتائج حزينة لكذبة أبريل

وإلى جانب هذه المواقف المضحكة، كانت هناك أحداث مؤلمة صاحبت هذه الكذبات، ومن أشهرها قيام سيدة إنكليزية بالصراخ، وطلب النجدة، من أعلى شرفة مطبخها، بسبب اندلاع حريق داخله، ولكن دون جدوى، حيث ظن الناس بأنها كذبة، لتطابق ذلك اليوم مع أول أبريل، وبذلك تكون هذه الكذبة على الرغم من أنها ممتعة، إلا أنها قد تنهي حياة البعض نتيجة التهور والتهويل واستخدام الحيل والأكاذيب المخيفة.

المصدر: الوسط/فيتو

صفحاتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى