إضاءاتالعناوين الرئيسية
كتب مستعملة … أحمد علي هلال

كتب مستعملة … أحمد علي هلال
كم لهذا التعبير من أسى حارق – كتب مستعملة !؟
ذلك أن مجرد الايحاء، سيذهب بنا الى وصف الكتاب مادة للاستهلاك فحسب، وأي استهلاك! حينما تتساوى الكتب بالأشياء وكأنما هذا الكائن –الكتاب- قد قام بواجبه على أكمل وجه وأصبح بين أيدي الباعة للتصرف به ورقاً أو ديكوراً، وهنا لا ينطوي العنوان على ما هو ايجابي، وبفعل أشياء خارجة عن السيطرة، وظلت هذه العبارة تتصادى في داخلي لتقرب لي تعبيراً لا يقل فداحة وضع فوق أحد المحال التجارية “صرنا أرخص”.
المضحك والمبكي في آن أن يتولّد عن هذا المعنى معانٍ كثيرة، ليس بقصد التفكيك وجهود التفكيكيين التي أدركت التناقض في الجملة والسياق والفكرة والدلالة، بل أكثر من ذلك وصولاً إلى زمن التشييء وهجرة القراءة واستلاب العقول، فهل نحن محكومون أبدا بالاستهلاك لدرجة أن يصل الأمر للكتاب وتُنزع هويته باختزال رجيم: مستعمل!، بدل أن هذا الكتاب صالح للقراءة والاستثمار الفكري والمعرفي، ما الذي يعادل تلك السخرية المرة أسفاً على زمن القراءة وقرّاءه المحتملين؟ تكاد المفارقة تنقلب على ظهرها ضاحكة حينما تهرق ماء العين هذه العنوانات وسواها الكثير الكثير.
كتب مستعملة
بصمت وقور، وضع كتاب على جانب الطريق دون أية إشارة، كتاب أنيق بإخراج لافت أخذ عنواناً بتفاؤل فائض (أيامي كانت غنية)، والكتاب في حالة جيدة وأقول تندراً ربما لم يستعمل بعد، ومن العنوان تتلامح سيرة تربوية بتجربة نسوية تجهر بأسفارها في الحياة، وفي السيرة التربوية والمعرفية والإنسانية والمنجزات التربوية والتعليمية التي تحققت لمربية فاضلة، ثمة ما يمكن قوله بخلاصة تجربة ما، كان أرسكين كالدويل يقول على الدوام: “اسمها تجربة”، في ذات عنوان لكتاب أثير، ويبدو أن كتابنا الذي عثرنا عليه بين زحمة المارة وارتباكاتهم اليومية، لم تمسسه يد أو حتى ملاحظة صغيرة ما، ما الفرق إذن بين قارئ الأمس وقارئ اليوم، بعيداً عن التكهنات التقنية والتي أصبحت (….) لابد منه، الفارق بكل بساطة الخشية من أن يكون الكتاب /الإنسان/ محض ذكرى لا ذاكرة فحسب.
بصمت وقور، وضع كتاب على جانب الطريق دون أية إشارة، كتاب أنيق بإخراج لافت أخذ عنواناً بتفاؤل فائض (أيامي كانت غنية)، والكتاب في حالة جيدة وأقول تندراً ربما لم يستعمل بعد، ومن العنوان تتلامح سيرة تربوية بتجربة نسوية تجهر بأسفارها في الحياة، وفي السيرة التربوية والمعرفية والإنسانية والمنجزات التربوية والتعليمية التي تحققت لمربية فاضلة، ثمة ما يمكن قوله بخلاصة تجربة ما، كان أرسكين كالدويل يقول على الدوام: “اسمها تجربة”، في ذات عنوان لكتاب أثير، ويبدو أن كتابنا الذي عثرنا عليه بين زحمة المارة وارتباكاتهم اليومية، لم تمسسه يد أو حتى ملاحظة صغيرة ما، ما الفرق إذن بين قارئ الأمس وقارئ اليوم، بعيداً عن التكهنات التقنية والتي أصبحت (….) لابد منه، الفارق بكل بساطة الخشية من أن يكون الكتاب /الإنسان/ محض ذكرى لا ذاكرة فحسب.
.
*كاتب وناقد فلسطيني- سوريا
.
- -لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews