
|| Midline-news || – الوسط …
.
مع الصباحِ أمواجُ الوسن..
تُداعبُ عيني..
من الشّرقِ جاءت..
من الغربِ جاءت..
لتُغرقني في نومِ الضُّحى..
وبوادرٌ تترى
أراها حُلُماً..
تلعب..
وخدِّي يَقبَلُ القُبَلَ..
من نسيمٍ يهفو على الوجن..
أُشاطرُ إخوتي رغيفَ خُبزٍ..
ذاكَ يأكُلُ من يدي..
وتلكَ تصنعُ دُميةً..
وتلكَ تُسرّحُ خصلات شَعرها..
على أكتاف الوقت والزّمن..
وتلكَ تعبثُ بألعابي..
لعب الغُزاةُ بأيّامي..
وتلكَ ماتَتْ..
من دويّ القتل والآثام..
وتلكَ أُمّي.. نعم تلك أُمّي..
كانت تُلملمُنا
كعُنقودِ العنب الدّاني..
و الآن كبُرنا.. وهرِمنا..
كيباسِ باسقةٍ خوتْ..
قبلَ تفتُّح الآمال..
آهاتُنا.. دماؤنا.. أضحتْ..
واحدةً..
وتقطّعت أوصالُنا..
فتُهنا في المنافي والبراري..
ومضغنا الذُّلَّ مضغاً..
ويا له من حنظلٍ طعمُ المرار..
ركبنا البحار..
وتاهت قواربُنا..
وصار بطنُ الحوت
مسكن الصّغار والكبار..
أطفالُنا صاروا أصداف البحر..
يُهلّلون أغاني الموت.. عبر القفار..
مُبعثرينَ صرنا.. على صَفيحٍ ساخنٍ..
نرفعُ العزاءَ بلهج الدُّعاء.. للواحد القهّار..
فتنحو عُيونُنا فلسطين..
بفيض دمعٍ..
يُزيحُ الحُدود والأستار..
يتوسّدُنا اللُّجوءُ غصباً..
وتنحبُنا عُيونُ الأحرار..
نحنُ مثلك يا فلسطين..
قد غزانا اللئامُ والأشرار..
فشربنا السُّمّ زُعافاً..
وتناهبتنا يدُ الأوغاد نهباً..
فبتنا نقتاتُ على الصبر والإصرار..
بأنَا كالقُدس باقون لن يهزمنا
عصفٌ أو إعصار..
وإنّا مثل غزّة صامدون..
ونساؤنا كُلّ يومٍ تلدُ
سُيوف النّصر وعمائم الأبطال..
.
.