كأس العالم 2022.. “دوري المجموعات”

تستمرّ المفاجآت في كأس العالم 2022 الغريب بنتائجه المخالفة لكلّ التوقّعات، ويمضي يوماً بعد يوم بين وداعٍ واستمرار، ففي حين صبّت أغلب التوقّعات للمجموعة الثالثة أن تنحصر المنافسة وبطاقات العبور بين الفريقين الأوربيين فرنسا والدانمارك، استطاع الفريق الأوسترالي حجز بطاقة العبور بعد فوزه على الدانمارك واحتلاله المركز الثاني، في مقابل خسارة أبطال العالم في آخر نسخة أمام منتخب تونس المجتهد، والذي سيطر على مجريات المباراة وتحديداً الشوط الأول وثبّت الفرنسيين في أماكنهم حتى استطاع التسجيل، ومن ثمّ لعب مدافعاً للحفاظ على فوزه التاريخي، وكان له ما أراد وخصوصاً بعد أن ألغى “الفار” هدف التعادل الفرنسي لـ “غريزمان” في الوقت الإضافي المُستقطع!.. لتخرج تونس مرفوعة الرأس بهذا الانتصار.. وتتابع فرنسا وأوستراليا إكمال الطريق..
أمّا في المجموعة الرابعة، تصدّر راقصي التانغو مجموعتهم كما هي أغلب التوقّعات، واستطاع رفاق ميسي الفوز على رفيقهم في المتابعة للدور القادم المنتخب البولندي بنتيجة هدفين مقابل لا شيء، وظهر واضحاً أن المنتخب الأرجنتيني بكامل قوّته وأن ما حدث معه في مباراة السعودية كان حظّاً عاثراً وكبوة لفارس استفاد من درسه جيداً..
في حين أثبت المنتخب السعودي أن فوزه على الأرجنتين كان طفرة لا أكثر، وأن الفارق كبير بين الفرق الآسيوية واللاتينيّة، وودّع كأس العالم 2022 بعد خسارته من المكسيك!.
وبعد هذه النتائج من المرجّح أن الطريق للأدوار المتقدّمة سالك بسهولة بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني، لأنه سيواجه أوستراليا في الدور القادم، ولو فاز سيقابل الفائز من مباراة هولندا وأمريكا، ويصل الدور نصف النهائي!.
وبطبيعة الحال، كلّ هذه الاحتمالات سابقة لأوانها في عالم المستديرة الحافل دوماً بالمفاجآت، رغم أن المنطق والتصنيف والفوارق تصبّ بمعظمها لصالح الأرجنتين.
وفيما يلي استعراض وتحليل مباراة السعودية والمكسيك قدّمه مشكوراً الدكتور كارلو مقدسي.
السعودية × المكسيك 1 – 2
مباراة نارية الكرة فيها لم تهدأ..
المكسيك أكثر هجوماً وضغطاً، وكأنها تلعب نهائي كأس العالم وأخطر لاعبيها “لوزانو” مكوك فضائي بثلاث رئات ونصف أرهق المدافع الأيسر للمنتخب السعودي.
والفريق السعودي يكتفي بالدفاع وبعض الهجمات المرتدة الخجولة، فقط الفرصة الأخيرة للسعودية في اللحظات الأخيرة التي ضربها “صالح الشهري” برأسه وذهبت بجانب القائم كادت أن تغير النتيجة.
المكسيك قدمت شوطاً هو الأفضل لها في المونديال وكانت أخطر وأكثر ضغطاً على مرمى السعودية، والسعودية لم تقدم المستوى اللائق هجومياً وانكمشت دفاعياً بانتظار فرصة هدف والاستحواذ والفرص الضائعة أكبر للمكسيك بنسبة كبيرة بتقديري 65 لـ 35.
الشوط الثاني:
هجوم ضاغط من المكسيك وفرصتين ضائعتين للمكسيك في أول دقيقتين والحارس يتصدى لهما ولكنه مهزوز، ثم يليها هدف من ركنية للمكسيك.
ليرد السعوديون بفرصة خطرة بعد دقيقة بجانب القائم الأيسر، ولم تمض سوى 7 دقائق وعند د 52 ومن ضربة حرة من حوالي 25 متراً يسجل “تشافيز” الهدف الثاني الأجمل للمكسيك بقذيفة لا ترد ولا تصد (من أجمل أهداف المونديال) والمكسيك يلعب مباراة العمر ليثبت أنه فريق قوي وأفضل من السعودية وبولندا!!.
والأخضر السعودي بلا لون ولا شكل وبدفاع مهزوز وهجوم ضعيف والمكسيك يثبته بالضربة القاضية، وهدف ثالث يلغى بداعي التسلل عند د 55 (تسلل صحيح) والمكسيك تلعب مباراة العمر وإثبات الجدارة، ولا تكل ولا تمل من الهجوم الضاغط، والأخضر السعودي لم يفعل شيئاً حتى د 60 وأظن أن الأخضر السعودي سيودع المونديال لأن الأداء غير مبشر بتغيير الحال!!
والمكسيك تضيع هدف من تسديدة قوية عند د 66 يصدها “العويس”، ثم فرصة ذهبية عند د 69 فوق العارضة لو سجلت لذهبت بالمكسيك للدور القادم!!
المكسيك يثبت علو كعبه بأداء رائع مميز قوي يتميز بسرعة التحرك والانتقال من الدفاع للهجوم والضغط على السعوديين بطريقة البرس على كل لاعب بلمس الكرة! و “تشافيز” المتخصص يعيد الكره بتسديدة صاروخية من حرة مباشرة من حوالي 30 م وذلك عند د 72 ولكن “العويس” يتصدى ببراعة هذه المرة، وتضيع فرصة الهدف الثالث!.
ثم تسديدة صاروخية للمكسيك عند د 75 تلمس القائم الأيسر ويضيع الهدف الثالث مرة ثانية!!.
أداء فوق العادة للمكسيك الذي يضيع انفراد على باب مرمى الأخضر عند د 77 وحظ عاثر للمكسيك التي تمني النفس بتسجيل هدف ثالث أو أن تقدم الأرجنتين لها خدمة وتسجل هدفاً ثالثاً بمرمى بولندا!.
لأن التأهل حتى الآن لبولندا بفارق الإنذارات( اللعب النظيف) وهدف ثالث للمكسيك يلغى بسبب التسلل عند د 78 والحق يقال يستحق المكسيك تسجيل هدف إضافي أو حتى هدفين لأن الفريق يلعب مباراة نارية من طرف واحد فقط!.
المكسيك تهاجم بضراوة والسعودية تدافع فقط، والمباراة من بابها لمحرابها للمكسيك.
وتأتي الفرصة للمرة الخامسة وتسديدة من حرة مباشرة عند د 90 يصدها “العويس” الذي يضيع فرصة التأهل على المكسيك، ويستمر الضغط المكسيكي بلا هوادة بغية تسجيل هدف التأهل الثالث، ويسجل السعودية هدف من الهجمة الوحيدة بالوقت الضائع بواسطة “الدوسري” مضيعاً فرصة التأهل على المكسيك الذي قدم كل شيء في هذه المباراة وكان يستحق التأهل بدلاً من بولندا.
بولندا فازت على السعودية وأخرجتها فقدمت السعودية خدمة لبولندا وسجلت هدفاً على المكسيك وأخرجتها لتؤهل بولندا للدور القادم.
بولندا والأرجنتين في الدور الثاني لكأس العالم 2022، خسارة مستحقة للسعودية قياساً على الأداء وفوز مستحق للمكسيك كان يمكن أن يكون بغلّة أكبر بهدفين وربما ثلاثة، وكلام الحق يقال إن المجموعة نارية تأهل فيها الأرجنتين وبولندا.. وكل فريق فيها كان يستحق التأهل.. مرحى لكل الفرق.
#كأس_العالم 2022
#صحيفة_الوسط_القسم_الرياضي