قوات الأمن البرازيلي تسيطر على المؤسسات التي اقتحمها أنصار بولسونارو

قوات الأمن البرازيلي تسيطر على المؤسسات التي اقتحمها أنصار الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو.
ففي مشهد يذكر بأنصار ترامب، اقتحم آلاف من أنصار الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو مبنى الكونغرس الوطني وكذلك القصر الرئاسي والمحكمة العليا. ورفض أنصار الرئيس المهزوم قبول فوز اليساري لولا دا سيلفا في الانتخابات.
قوات الأمن البرازيلي تسيطر على المؤسسات
و نقلت وكالات أنباء عالمية ومحطات تلفزيونية أن الشرطة في العاصمة البرازيلية برازيليا استعادت السيطرة على مبنى الكونغرس والرئاسة والمحكمة العليا بعدما اقتحمها آلاف من مناصري الرئيس البرازيلي السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو الأحد (8 كانون الثان/ يناير ، متسببين في الكثير من الأضرار، حسبما تُظهر صور تنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأخلت الشرطة مقرّ الكونغرس الوطني، بعد ساعات عدّة على اقتحامه من جانب أنصار بولسونارو، بحسب صحافيين في وكالة فرانس برس.
وحتى منتصف الليل بتوقيت وسط أوروبا كانت العمليّات لا تزال جارية لإجلاء مثيري الشغب من مقرّ المحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي.
واقتحم أنصار بولسونارو مدخل “الكونغرس” (مبنى البرلمان) وحطموا نوافذ واجهة المبنى، حسبما عرضت قنوات تلفزيونية برازيلية. وكان مئات المحتجين قد تقدموا في وقت سابق داخل أراضي البرلمان ووصلوا إلى سطح المبنى.
واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل وقنابل الصوت إلا أنها لم تتمكن من وقف أنصار الزعيم اليميني المتطرف السابق.
وبعد اقتحام الكونغرس، تحرك أنصار بولسونارو إلى المحكمة العليا حيث حطموا نوافذ هناك ودخلوا البهو، حسبما أفادت شبكة “جي 1” الإخبارية. ثم دخلوا بعد ذلك إلى المقر الرسمي لعمل الرئيس حيث لوحوا بالأعلام البرازيلية وشوهدوا في التلفزيون وهم يتحركون في الممرات والمكاتب.
ولم يكن الرئيس الجديد لولا دا سيلفا في برازيليا وقت وقوع الهجوم، حيث كان قد سافر إلى مدينة اراراكوارا لمتابعة استجابة الدولة للعواصف الشديدة في المنطقة.
قوات الأمن البرازيلي تسيطر على المؤسسات
“فاشيون ومتعصبون”
الرئيس لولا دا سيلفا وصف مثيري الشغب بأنهم “فاشيون ومتعصبون” وقال إنهم سيعاقبون “بقوة القانون الكاملة”..حيث أصدر مرسوما رئاسيا، لفرض القانون والنظام، للسيطرة على أعمال الشغب في العاصمة، وستتولى قوات الأمن الفيدرالية مسؤولية تأمينها حتى نهاية الشهر.
ووصف الرئيس، اقتحام المباني الحكومية في برازيليا بأنه همجي، وأمر باستخدام القوات الفيدرالية لإعادة النظام في العاصمة.
وأضاف في خطاب ألقاه أن التدخل الاتحادي في برازيليا سيستمر حتى 31 من الشهر الجاري . وقال لولا الذي أدّى اليمين رئيسًا للبرازيل قبل أسبوع واحد فقط: “سنجدهم كلّهم وسيُعاقَبون جميعًا”.
بدوره قال وزير العدل والأمن العام فلافيو دينو على تويتر “هذه المحاولة العبثية لفرض إرادة بالقوة لن تسود. حكومة المقاطعة الفدرالية (برازيليا) سترسل تعزيزات والقوات التي لدينا تتحرك”.
وكان دينو سمح السبت بنشر عناصر من القوة الوطنية وهي قوة شرطة خاصة ترسل أحيانا إلى الولايات في حال حصول تهديد ضد القانون والأمن.
وأظهر تسجيل فيديو حصلت عليه رويترز من جماعات مرتبطة بالرئيس البرازيلي السابق بولسونارو ولقطات من محطات محلية أن أنصار بولسونارو اقتحموا حاجزا لقوات الأمن واجتاحوا مقرات وزارات ومبنى الكونغرس في برازيليا.
وقال رئيس مجلس الشيوخ ، رودريغو باتشيكو، إن الشرطة تركز على احتواء الموقف، وأضاف في منشور له على تويتر إنه “يرفض بشدة الأعمال المناهضة للديمقراطية” ودعا إلى رد قضائي.
إدانات دولية لمحاولات “تقويض الديمقراطية” في البرازيل
دول أميركا اللاتينية: نتضامن مع دا سيلفا
تتوالى ردود الفعل المنددة بمحاولات تقويض الديمقراطية في البرازيل حيث أعرب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو عن تضامنه مع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا والشعب البرازيلي، وذلك بعدما اقتحم المئات من أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، مقرّات السلطات الرئيسية في برازيليا، ومبنى الكونغرس والمحكمة العليا وقصر بلانالتو الرئاسي.
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رفض من جهته، “العنف الذي قامت به الجماعات الفاشية الجديدة التابعة لبولسونارو وعبّر عن دعمه للرئيس والشعب البرازيليين .
كما أعلن وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز “رفض كوبا الشديد للأحداث المقلقة وأعمال العنف في البرازيل”.
في حين رفض رئيس تشيلي، غابرييل بوريك، “الهجوم على مراكز السلطات الثلاث لدولة البرازيل من قبل البولسوناريين .
وزارة الخارجية الأكوادورية أكدت “دعمها اللامحدود للديمقراطية والحكومة البرازيلية المنتخبة بشكل شرعي”.
إدانات دولية
وكان أبرز ها من جانب الولايات المتحدة الأميركية، التي قال وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إنّ “استخدام العنف لمهاجمة المؤسسات الديمقراطية أمر غير مقبول، داعياً إلى “وضع حد فوري لهذه الأعمال”.
و دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ، إلى “احترام المؤسّسات الديمقراطيّة” في البرازيل، مشدّدًا على “دعم فرنسا الثابت” للرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا .
وكتب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في “تويتر”: “إدانتي المطلقة للهجوم على المؤسسات الديمقراطية في البرازيل”.مؤكدا “الدعم الكامل للرئيس لولا دا سيلفا، المنتخب ديمقراطيا من قبل ملايين البرازيليين .
في حين أشار مسؤول السياسة الخارجية في الكتلة، جوزيب بوريل، إلى إنه “شعر بالذهول من أعمال العنف والاحتلال غير القانوني” التي يقوم بها “المتطرفون العنيفون” في العاصمة البرازيلية برازيليا.. معلنا عن : “الدعم الكامل للولا دا سيلفا وحكومته والكونغرس والمحكمة الاتحادية العليا
وأضاف أن “مكان حل الخلافات السياسية هو داخل المؤسسات الديمقراطية البرازيلية وليس من خلال العنف في الشوارع”.
وغردت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا بالبرتغالية: “قلقون للغاية بشأن ما يحدث في البرازيل. يجب دائمًا احترام الديمقراطية”.
كذلك، ندّدت اللجنة الدولية للسلام والعدل وكرامة الشعوب بـ”الهجوم الفاشي الذي شنته مجموعات بولسونارية ضد الكونغرس والمحكمة الفيدرالية العليا في البرازيل”.
وجرى تنصيب لويس ايناسيو لولا دا سيلفا رئيساً للبرازيل للمرة الثالثة، الأحد الفائت، بعدما أدى اليمين الدستورية أمام الكونغرس.
وفي 13 كانون الأول/ديسمبر، شهدت العاصمة برازيليا أعمال عنف بعد تصديق المحكمة الانتخابية العليا رسمياً على فوز لولا دا سيلفا في انتخابات تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في آخر فصل من فصول التصديق النهائية على فوز اليساريّ المخضرم على حساب الرئيس اليميني المتطرّف.
وينظّم مناصرو بولسونارو احتجاجات منذ خسارته الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة التي أجريت في 30 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إذ أقدموا على قطع الطرق للمطالبة بتدخّل الجيش لإبقائه في منصبه، في مقابل إخراج بولسونارو من السلطة.
يُذكر أنّ المحكمة الانتخابية البرازيلية فتحت قضية ضد بولسونارو وحلفائه بتهمة إساءة استخدام السلطة السياسية والاقتصادية خلال الحملة الانتخابية وزعزعة استقرار البلاد عبر نشر أخبار كاذبة.
المصدر: وكالات
اقرأ أيضا…أنصار “بولسونارو” يقتحمون قصر الرئاسة والكونغرس في البرازيل
صفحتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter