إرهابي أم جاسوس؟.. “أحمد سمسم” سوري يحرج استخبارات الدنمارك

أعلن الإرهابي “أحمد سمسم” الذي كان يقاتل في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي، بحسب تأكيدات المحاكم الإسبانية، أنه كان يعمل سراً لصالح أجهزة الاستخبارات في الدنمارك، والتي تخلت عنه لاحقاً.
والإرهابي “أحمد سمسم” دنماركي من أصل سوري يقبع في السجن بتهمة الانضمام لتنظيم “داعش” الإرهابي، فيما يؤكد هو أنه كان يتجسس على إرهابيين لصالح أجهزة دنماركية، حيث تعد قضيته محرجة بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الدنماركية، فيما رفضت الحكومة مراراً الدعوات لفتح تحقيق، وفق وكالة “أ ف ب”.
أحمد سمسم واستخبارات الدنمارك
يفيد الإرهابي “أحمد سمسم” بأنه عمل في سوريا لصالح جهازي الأمن والمخابرات (PET) والاستخبارات العسكرية (FE) الدنماركيين عامي 2013 و 2014، إذ تجسس على “جهاديين أجانب”.
وسافر “سمسم” صاحب السجل الإجرامي الطويل، إلى سوريا عام 2012 برغبته من أجل مواجهة الحكومة السورية، بينما فتحت السلطات الدنماركية تحقيقاً بشأنه بعد عودته، إلا أنها لم توجّه له أي اتهامات.
لكن وسائل إعلام دنماركية هما “دي آر” و”برلنسكي” ذكرت أن “سمسم” أُرسل بعد ذلك إلى سوريا في عدة مناسبات مع أموال ومعدات قدّمها له جهاز الأمن والمخابرات ومن ثم الاستخبارات العسكرية، بناء على تصريحات شهود عيان لم تكشف هوياتهم وحوالات مالية مرسلة إلى “سمسم”.
الهروب إلى إسبانيا
توجه الإرهابي “أحمد سمسم” إلى إسبانيا، بعدما تعرّض عام 2017 لتهديدات من قبل عصابات في كوبنهاغن إثر خلافات لا علاقة لها برحلاته إلى سوريا.
وهناك، أوقفته الشرطة الإسبانية التي تفاجأت بالعثور على صوره رافعاً علم تنظيم “داعش” الإرهابي، على موقع “فيسبوك” ليصدر في العام التالي حكم بسجنه ثماني سنوات لإدانته بالانضمام إلى صفوف “داعش” الإرهابي.
وفي ذات السياق، قال محامي “سمسم” في الدنمارك “إربيل كايا” لوكالة الصحافة الفرنسية: “عندما تم توقيفه في إسبانيا عام 2017، كان على يقين تام بأنه سيلقى مساعدة من السلطات الدنماركية”، لكن الدنماركيين لم يتدخلوا إطلاقاً.
وأوضاف “كايا”: “من الصعب جداً أن تثبت أنك كنت عميلاً، فلا وجود مثلاً لشهادة راتب أو عقد توظيف”.
ويقضي الإرهابي “سمسم” عقوبته التي تم خفضها إلى ست سنوات في الدنمارك منذ العام 2020.
والعام الماضي، رفع دعوى قضائية ضد أجهزة الاستخبارات الدنماركية لإجبارها على الإقرار بعلاقته بها، ومن المقرر أن تعقد جلسة الاستماع في القضية في آب.
وفي هذا الصدد، أكد خبير الإرهاب ومدير الأبحاث في “جامعة الدفاع السويدية” ماغنوس رانستورب لوكالة “فرانس برس” “أنه من النادر جداً أن يُترك عميل ليقضى عقوبة طويلة بالسجن”، مشيراً إلى أن توقيف سمسم في إسبانيا قد يكون السبب وراء تعقيد قضيته.
وأوضح أنه في قضايا كهذه، “يفضّل جهاز الاستخبارات إخفاء الأمر.. هذه أمور لا يمكن الكشف عنها في المحكمة. حتى وإن لم يعد العميل مفيداً، ينبغي بألا يلفت الأنظار”.